حول تقرير مراقب الدولة لجهاز التعليم.. بروفيسور أبو عصبة: التقرير يظهر فشل الجهاز ويجب أن يكون هناك عملية تغيير جذري لسياساتنا التربوية
ساهر غزاوي
ذكر تقرير نشره مراقب الدولة الإسرائيلي، متنياهو أنغلمان، مؤخرا، أن جهاز التربية والتعليم في البلاد يحضر الطلاب للتعليم دون النظر إلى المعايير الحديثة على صعيد المناهج والاستراتيجية التدريسية، كما وأظهر أن الطلاب في المدارس يتحضرون وفق برامج ومناهج تتبع للقرن الماضي وهو الأمر الذي يضر بشكل كبير بقدراتهم ومهارتهم على الاندماج في سوق العمل بعد التعليم.
ويظهر التقرير وجود فجوات في مجال التعليم والمتعلقة باستعداد وزارة التعليم لسوق العمل المتغير، تزويد مهارات رقمية للحياة، تأهيل مهني للبالغين وملاءمتهم لسوق العمل، الإصلاحات في امتحانات السياقة وتدوير عبوات المشروبات.
وللتعليق على هذا الموضوع، قال المحاضر والباحث في العلوم الاجتماعية التربوية، بروفيسور خالد أبو عصبة، إن من إيجابيات هذا التقرير أن مراقب الدولة أخذ موضوع التربية والتعليم بهذا الأمر ودخل لكل موضوع السياسات التي نسميها سياسات تربوية وليس فقط من الناحية المادية من الجانب الفيزيائي فيما يتعلق في المباني وبالأجهزة إنما دخل إلى المضامين وإلى الأجهزة التربوية ومثير ومهم جدا.
وأشار أبو عصبة إلى أنه قرأ التقرير بتعمق وتمعن واضح، لافتًا إلى أنه كُتب بطريقة مهنية جدًا وقال: التقرير هو عام يتحدث عن جهاز التربية والتعليم في البلاد قاطبة وليس بشكل خاص عن جهاز التعليم العربي أو الحريدي.
وأضاف بروفيسور خالد أبو عصبة أن المناهج المعمول بها لا تراعي كل موضوع الاختبارات الدولية التي لا تعتمد على المعرفة، إنما تعتمد أكثر على المهارات والتي تحدد ما هي المهارات المطلوبة، في حين ركز التقرير بشكل جيد على قضية امتحانات “البجروت” مقارنة مع دول في العالم وأشار أنه لا يوجد حاجة لكل هذه الامتحانات التي كان معمول فيها بالسابق، بالإضافة وهي مهمة جدا هذه النقطة، مقارنة البنية التحتية ما بين البلدات التي هي حسب المعايير الاجتماعية والاقتصادية متدنية وتشير بشكل واضح أن هناك غبن تجاه الجهات المستضعفة في المجتمع من قبل الدولة.
وبين أبو عصبة أن “التقرير تحدث أن عملية الإصلاح “التعلم الهادف” بدأت منذ عام 2016 ولكنها لم تستكمل، وأوضح أن هناك يوجد تضارب داخل الوحدات في وزارة المعارف وحدات التخطيط على ما يبدو، وأن هناك نوع من البلبلة في وزارة المعارف، لذلك نحن نرى أن الطلاب الذين يتخرجوا من الجهاز ربما يحملوا أكثر معرفة ولكن لا يحملون المهارات لسوق العمل المطلوبة في القرن الواحد والعشرين والمطلوبة اليوم، في حين أن التدريس بالجامعات لا يعتمد بالأساس على المعرفة وهي مطلوبة وأساسية، ولكن يعتمد أكثر على التعلم الذاتي وتعمل التعاون والعمل المشترك على قضية الابداع والابتكار، هذه المهارات تنقص جهاز التربية والتعليم عند الخريجين إضافة إلى أن هناك شيء مهم جدًا برز خلال فترة الكورونا أن بين كم هي الفجوة من ناحية المعدات والبنية التحتية لكل المنظومة الرقمية إن صح التعبير بالذات في البلدات العربية”.
وختم المحاضر والباحث في العلوم الاجتماعية التربوية، بروفيسور خالد أبو عصبة حديثه حول هذا الموضوع بالقول: هنا يوجد إشكالية كبيرة، أننا ما زلنا نتحدث عن أمور من المفروض أنها أساسية ويجب أن نقفز من فوقها منذ زمن ونتعامل مع موضوع المهارات ومواضيع أخرى، ولا زلنا نتحدث عن البنية التحتية والفيزيائية للمدارس وهذا فشل الجهاز واعتقادي أن التقرير جاء في وقته ويجب أن يكون هناك عملية تغيير جذري لسياساتنا التربوية شبيهة بدول (أو أي سي دي) حتى عندما يتخرج الطالب من الجهاز يكون عنده هذه المهارات ويستطيع الاندماج في سوق العلم المتطور والتكنولوجي.