تقدير إسرائيلي: يهود أمريكا منفصلون عن المؤسسة الإسرائيلية
قال كاتب إسرائيلي إن “كبار أعضاء الجالية اليهودية الكبيرة في الولايات المتحدة لا يعرفون أسماء المرشحين الإسرائيليين في الانتخابات الحالية، ولا يوجد حتى تقرير عن مرشح جديد لمنصب القنصل الإسرائيلي في نيويورك؛ لأنه ببساطة لا توجد قيادة إسرائيلية”.
وأضاف شلومو شامير، بمقاله بصحيفة معاريف، أن “الوضع القائم يعني أننا أمام شعبين يهوديين: في الولايات المتحدة وإسرائيل، وأننا أمام أزمة في العلاقة بينهما، إلى ما قبل الانفصال، حيث لا توجد روابط بينهما، ولم يكن هناك تقارب يجمعهما في السنوات الأخيرة، ما يؤكد أنه يوجد في إسرائيل والمجتمع اليهودي في الولايات المتحدة شعبان بمقياسين مختلفين، أهدافهما منفصلة، وتسمياتهما متناقضة”.
وأكد أن “اليهود الذين يقيمون داخل إسرائيل ليسوا هم اليهود الذين يعيشون في الشتات، وهذه الخلافات نشأت وتشكلت وتكثّفت في السنوات الأخيرة، وأصبحت حقيقة واقعة، وتؤكد أننا أمام خلافات وتناقضات بين الشعبين، يهود إسرائيل المنغمسون في حملة انتخابية صاخبة ومضطربة، ومنشغلون بها، وهي الرابعة في أقل من عامين، وآخر قضية تهم أي شخص في الساحة السياسية الإسرائيلية هي الجالية اليهودية في الخارج”.
وأوضح أنه “بعد التغيير الجذري في المستويات العليا للإدارة في واشنطن، مع رئيس ديمقراطي في البيت الأبيض، واستيلاء ديمقراطي على كلا المجلسين: الكونغرس ومجلس الشيوخ، يشعر المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة بأنه منخرط سياسيا، وقادر على ممارسة التأثير. أما في إسرائيل، فإن التصريحات والوعود التي يسوقها قادة الأحزاب المتنافسة لا تذكر، ولا حتى بإشارة، وجود جالية يهودية كبيرة في الولايات المتحدة”.
وأكد أنه “إذا كان السياسيون الإسرائيليون يتجاهلون وجود ستة ملايين يهودي في الولايات المتحدة، خاصة أغلبيتهم الكبيرة في نيويورك، فإنهم يعتبرون آثمين في هذا التجاهل والإهمال، لأنه لم يخطر على بال أي من قادة الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة أن يعلن عن بدء الاتصال والتعاون بين إسرائيل ويهود الولايات المتحدة”.
وكشف أنه “منذ ما يقرب من عام لم يكن لنيويورك، حيث توجد أكبر جالية يهودية في الولايات المتحدة والشتات، قنصل عام إسرائيلي، وهو منصب مرموق ومطلوب، ويساهم بشكل كبير في وجود إسرائيل في الحياة المجتمعية الأمريكية”.
ونقل عن مسؤول يهودي كبير أنه “لا توجد شخصية إسرائيلية واحدة اليوم، في السياسة والجيش وأي مجال آخر، معروفة ومقبولة وتثير الفضول والاهتمام في عيون اليهود الأمريكيين، مع أني أتذكر كيف تم استقبال عسكريين ووزراء وسياسيين إسرائيليين بحماس في نيويورك، وقفت طوابير لرؤيتهم، والاستماع لخطاباتهم، لكني منذ سنوات لا أتذكر زيارة من شخصية من إسرائيل إلى نيويورك أثارت الاهتمام”.
وأكد أن “من دلائل القطيعة القائمة بين يهود إسرائيل وأمريكا أن بيني غانتس شخصية مجهولة، وغدعون ساعر لا يعني شيئا لهم، والمدهش أكثر أن التطورات الدراماتيكية التي حدثت مؤخرا في إسرائيل لم تثر ردود فعل أو إشارات من منظمات وأفراد المجتمع اليهودي، رغم وجود العديد من المنظمات اليهودية مثل: رابطة مكافحة التشهير، المؤتمر اليهودي العالمي، المنظمة الجامعة لمؤتمر الزعماء اليهود، اللجنة اليهودية الأمريكية”.
وأوضح أنه “حتى بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة في كل زياراته الرسمية إلى نيويورك، خلال جميع زياراته الرسمية، لم يطلب تنظيم لقاء وحوار مع اليهود الأمريكيين، في حين حرص رؤساء الوزراء الإسرائيليون السابقون على ذلك، ما يعني أن نتنياهو هو الخاسر الأكبر من هذا التجاهل، لأنه لم يستطع الاستفادة من حقيقة أن الغالبية العظمى من المجتمع اليهودي الأمريكي ديمقراطي، 74% منهم صوتوا لصالح جو بايدن”.