تحولت من حلم لكابوس: الموظفون السود في أمازون يعانون من التمييز
ذكر موقع ريكود (Recode) أنه حصل على مقابلات مع مديرين في شركة أمازون (Amazon) وكشفوا عن أن الشركة تقوم بالتمييز بين موظفيها من ذوي البشرة السمراء مقارنة بنظرائهم، من حيث الترقيات والتقييمات.
وقالت المديرة السابقة في قسم الحوسبة السحابية بالشركة شانون كيلي راي إن أمازون بها مشاكل عميقة ومنهجية تضر الموظفين السود والعاملين من خلفيات أخرى.
وبدأت راي العمل في أمازون عام 2019، ولديها ما يقارب عقدين من الخبرة في قيادة جهود زيادة التنوع والشمول داخل مؤسسات مهمة، مثل مكتب حاكم ولاية واشنطن، لكنها لم تعمل أبدًا في شركة رائدة عالمية مؤثرة مثل أمازون.
ولكن بعد أقل من عام، استقالت كيلي راي، حيث قالت لريكود “لم تكن أمازون تفعل الأشياء بطريقة من شأنها تعزيز التنوع والشمول”، وأضافت “يبدو أن أمازون تتخذ خطوات إلى الوراء بدل التقدم إلى الأمام”.
وكيلي راي واحدة من أكثر من 10 موظفين سابقين وحاليين في شركة أمازون، معظمهم من السود، أخبروا موقع ريكود في مقابلات خلال الأشهر القليلة الماضية أنهم شعروا بأن الشركة فشلت في إنشاء شركة ذات بيئة متنوعة يشعر فيها جميع الموظفين السود بالترحيب والاحترام.
وأخبر هؤلاء الموقع أنه بدل ذلك يواجه كثير من الموظفين السود في الشركة تحيزًا مباشرًا وخبيثًا يضر وظائفهم وحياتهم الشخصية. وتحدث جميع الموظفين الحاليين والسابقين -بخلاف كيلي راي- بشرط عدم الكشف عن هويتهم؛ إما بسبب شروط عملهم في أمازون، أو لأنهم يخشون الانتقام من أمازون للتحدث علنًا عن تجاربهم.
رأي أمازون
في المقابل، قال مدير التنوع الحالي في أمازون لريكود “نحن نكافح من أجل جلب الأشخاص (السود)”، وتابع “ولكنهم عندما يصلون إلى هنا يكون من الصعب حصولهم على ترقية أو تقييم مرتفع. كل هذه الأشياء مجتمعة تجعل الناس لا يريدون البقاء، وسيغادرون أمازون ويذهبون لتولي مناصب عليا في مكان آخر”.
وعارضت المتحدثة باسم أمازون جاسي أندرسون هذا الكلام في بيان قالت فيه “نحن نختلف مع هذا التوصيف لثقافة أمازون، ونعتقد أنه يحرف الحقائق ويستند إلى آراء عدد صغير من الأفراد”. وتابع بيان أمازون “نحن نعمل بجد لبناء ثقافة شاملة ترحب بجميع الأشخاص وتحتفي بهم وتقدرهم، لكننا نشعر بخيبة أمل إذا كان هناك حتى شخص واحد لديه تجربة سلبية. لقد وظفت الفرق في جميع فروع أمازون مئات الآلاف من الموظفين السود وآلاف المديرين السود”.
وأضاف البيان “توضح البيانات واستطلاعات الموظفين لدينا أن لديهم تقييمات عادلة، ولديهم رضا وظيفي أكبر واندماج أكثر من زملائهم غير السود. نحن ندرك أن لدينا عملًا يتعين علينا القيام به، بما في ذلك زيادة تمثيل السود على جميع المستويات، وقد وضعنا، وحققنا، أهدافًا قوية لمضاعفة تمثيل نواب الرئيس والمديرين السود في عام 2020، ونلتزم بفعل ذلك مرة أخرى في عام 2021. نحن نشجع أي شخص على مقارنة أهدافنا والتقدم المحرز نحو تحقيق تلك الأهداف مع أصحاب العمل الكبار الآخرين”.
روايات الموظفين عن التمييز
روى بعض الذين تحدثوا إلى ريكود ما اعتبروه قصص تحيز داخل مكاتب شركة أمازون، حيث ذكر أحدهم قصة مدير أبيض أخبر موظفة سوداء أن أسلافه “امتلكوا عبيدًا لكنه متأكد من أنهم كانوا جيدين معهم”، ووصف آخرون المناكفات الدقيقة مثل استدعائهم من قبل المديرين وسؤالهم عن عدم الابتسام لهم أو كونهم غير ودودين بما فيه الكفاية.
وأخبر الموظفون الموقع أنه حتى عندما أبلغوا عن هذه الأنواع من المضايقات للموارد البشرية، كانت غالبًا ردة الفعل ضعيفة أو معدومة، خاصة في الحالات التي لا يوجد فيها شهود آخرون.
ويعمل العديد من هؤلاء الموظفين أو يعملون في قسم أمازون ويب سيرفيسيس (Amazon Web Services)، الذي يديره المدير التنفيذي لشركة أمازون أندي جيسي، الذي أعلن جيف بيزوس مؤخرًا أنه سيخلفه كرئيس تنفيذي لشركة أمازون في وقت لاحق من هذا العام.
كيف تأثرت حياتهم؟
وقال الموظفون الذين تمت مقابلتهم إن التحيز العنصري الذي واجهوه في أمازون أثر عليهم بعدة طرق، حيث قالت 4 نساء من ذوي البشرة السمراء اللائي تحدثن إلى الموقع إنهن طلبن استشارة في الصحة العقلية أثناء وجودهن في أمازون.
وقال بعض العمال إن المعاملة التي تلقوها من قبل الزملاء والمديرين أجبرتهم على مغادرة الشركة، رغم أنهم كانوا ينظرون إليها على أنها فرصة لأحلامهم.
والبعض بقي في الشركة عن طريق تغيير دوره والقيام بأعمال أخرى لا تتناسب مع خبرته، وحتى قبول خفض الراتب للهروب من الرؤساء.
وقال بعض من تمت مقابلتهم ليس كل الفرق والمديرين يمارسون هذه التحيزات العرقية في الشركة. وأخبر العديد موقع ريكود أنهم شعروا بالارتياح عندما تحدث قادة الشركات، بما في ذلك بيزوس، علنًا العام الماضي لإدانة عمليات قتل الشرطة الأميركيين السود، ودعم حركة “حياة السود مهمة” (Black Lives Matter).
لكنهم جميعًا قالوا إن وجهة نظرهم هي أن الشركة تعاني من مشكلات منهجية تضر بشكل واضح الموظفين السود، وقد انتقد العديد القيادة العليا للشركة، المعروف باسم فريق “إس” (S)، لعدم التركيز بشكل كافٍ على تحديد وتنفيذ الإستراتيجيات الصحيحة لإصلاح الشركة ومنع التحيزات.