المجتمع العربي ينطلق في مظاهرة ضد العنف والجريمة
انطلقت قبل قليل في مدينة طمرة المظاهرة العربية القطرية، التي دعت اليها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وذلك تنديدا بالعنف والجريمة ورفضا لتواطؤ الشرطة السلطات الإسرائيلية في مكافحة العنف والجريمة، وفوضى السلاح وفك رموز جرائم القتل. والتي انطلقت من دوار الساعة في مدينة طمرة الى بيت الشهيد احمد حجازي الذي قتل برصاص الشرطة الاسبوع الماضي. وردد الاف المشاركين الهتافات ضد العنف وتواطؤ الشرطة، كما رددوا التكبيرات والشعارات الرافضة للجرائم على كافة انواعها.
وحين وصول المتظاهرين الى بيت الشهيد احمد حجازي رحبت بهم امه قائلة “اهلا وسهلا بضوف احمد”. كما ناشد المنظمون المشاركين بالحفاظ على الممتلكات العامة وسلمية الاحتجاج.
وتحدث بدايةً محمد صبح رئيس اللجنة الشعبية في طمرة، والذي اشار الى خطورة تصريحات الشرطة بانه “من المتوقع سقوط ضحايا ابرياء في الحرب على الجريمة”. واكد على ان الشرطة لا تصنع معروفًا في محاربة الجريمة بل هو واجبها. كما تطرق الى اهمية دور القيادة في هذه المرحلة واهمية استمرار الحراك الاحتجاجي حتى تحصيل الحقوق.
كما تحدث رئيس بلدية طمرة الدكتور سهيل ذياب الذي بدأ بشكر المشاركين من خارج طمرة باسم اهالي طمرة وعائلة احمد حجازي. كما وصف العملية الشرطية التي قتل فيها حجازي بانها عملية اجرامية فاشلة. فعلى الشرطة بدلًا من ذلك محاربة حاملي السلاح. وطالب “الحكومة الاسرائيلية العنصرية الفاشلة” بوضع خطة شاملة لاجتثاث العنف من المجتمع العربي. كما توجه برسالة الى ابناء المجتمع العربي ان مجتمعنا طيب واصيل، ولن نسمح للقلة القليلة بتدمير مجتمعنا بالعنف الذي يتفشى في مجتمعنا كما يتفشى مرض السرطان. كما دعى الى مقاطعة تجار السلاح ومطلقي النار وتجار السلاح. وطلب من القيادة تبني خطة المقاطعة والحرمان لحاملي السلاح وعصابات الاجرام. كما توجه الى المحامين طالبًا الامتناع عن تمثيل المجرمين. وتوجه الى افراد عصابات الاجرام وتجار المخدرات بان يعودوا الى رشدهم وصوابهم فنحن مجتمع يحتضن ويساعدهم ليعودوا الى طريق الصواب. كما ختم بالترحم على الموتى والشهداء متمنيًا ان تكون هذه خاتمة احزاننا.
ثم المحامي مضر يونس رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية الذي اكد اننا اليوم نعيش في حالة غير طبيعية حيث ان الجيل الصغير ايضا يتحدث بلغة العنف والسلاح. والذي اكد ان العنف هو امر مبرمج من الدولة وانه يتسائل عند التقائه بافراد الحكومة ان كان في المكان الصحيح. لكن هناك ايضًا مسؤولية مجتمعية عن العنف، فهناك خلل لدينا. كما اكد ان خطة نتنياهو الذي عرضها مرفوضة ونرفض اي والٍ او حاكم عسكري جديد، الا ان القيادة لا يمكنها فعل شيء بدون الحراك الجماهيري اليومي في كل البلدان لاجبار الحكومة على وضع خطة صحيحة.
كما وقف الحضور لدقيقة حدا على ارواح ضحايا العنف في مجتمعنا.
كما تحدث محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، الذي اكد ان العنف والجريمة مشروع سياسي وضعته المؤسسة الاسرائيلية لكي يكون مجتمعنا مسكونًا بالقلق والخوف. فهم ارادوا صرفنا عن قضايا اساسية، عن النضال على الارض والبيت، واعطى مثالًا هدم العراقيب ومصادرة ارض في طمرة لصالح خط تحلية مياه وتهويد الاقصى بينما نحن مشغولون بالعنف. واكد ان اشاعة العنف الرد عليه يكون بالوحدة الوطنية، واليوم في طمرة نرد بالوحدة، ونحن شعب يريد ان يعيش وان ينضم لمسار التطور البشري. كما اكد على مسؤولية القيادة التي يجب ان تحمل هم الشعب ووحدته، فنحن نختلف على مئة قضية لكننا موحدون لاجل الحياة. كما تطرق الى خطة نتنياهو بانها خطة تدجين وليست خطة مكافحة عنف. فالحكومة تعرف تماما من هم المجرمون. واكد بركة انه اذا كان هنالك حاجة لانتفاضة شعبية لاجتثاث الجريمة فلتكن انتفاضة شعبية، وان ارادوا اعادة الحكم العسكري فلتكن انتفاضة شعبية. كما ختم بالتحية لكل من شارك بالاحتجاجات الجمعة.
ثم تحدث عمار حجازي، شقيق الشهيد، عن عائلته، والذي قال بان الشرطة ليست العنوان، بل يجب ان نعود لبيوتنا ونهتم بابنائنا وابناء اقربائنا. واكد ان المجرمين معروفون لنا، واقترح ان ياخذ كل منا شابًا ضائعًا ويهتم به لكي ينقذه من الانحدار الى الجريمة. فواجب على كل منا ان نساعد القريبين منا، ثم يخرج كل منا الى الدوائر الاوسع، وتوفير اطر للشباب والفتيان تمنعهم من الوصول الى الجريمة، فيجب مساعدة هؤلاء الشباب بان يكسبوا قرشهم بالحلال.
كما تحدث زميل الشهيد في دراسته، الدكتور احمد عرموش، والذي طلب ان يعلم الجميع ان يعلموا ان احمد كان يحب الحياة وكان متحمسًا جدًا. وان احمد كان لديه احلام كبيرة. وهو مثال ان لا احد محصن من العنف والجريمة، وان الخوف لن ينجينا من الجريمة. والذي قال انه كان يوميًا في بيته، وانه صابر لكي نكون نحن بداية التغيير. واكد انه لن يخاف حتى لو اثر حراكه على تعليمه ومسيرته لاننا ابناء حق. كما ختم قائلا ان هناك خيرًا في الدنيا وهو اقوى من كل الدول والمخططات.
وختاما تحدثت ام احمد حجازي ورحبت بالجميع ودعت الله ان يختفي العنف.
يذكر ان الشرطة اغلقت شارع رقم 70 خلال وقت المظاهرة وحدثت بعض المناوشات مع شبان محتجين.
وتأتي المظاهرة القطرية بدعوة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد، في أعقاب تصاعد العنف والجريمة وآخرها استشهاد الشاب، أحمد حجازي، برصاص الشرطة الإسرائيلية في مدينة طمرة وأحداث الناصرة في الأسبوع الماضي.
وجاءت المظاهرة القطرية، فيما تتواصل للأسبوع الثالث على التوالي، المظاهرات والاحتجاجات في المدن والقرى العربية ومداخل ومحاور الطرقات الرئيسية، حيث اعتدت الشرطة الإسرائيليّة، أمس الجمعة، على تظاهرات شهدتها بلدات عربية ضد العنف والجريمة وتواطؤ الشرطة مع عصابات الإجرام، مع استفحال جرائم القتل.