تطلب معظم وسائل التواصل الاجتماعي أن يكون عمر المستخدم 13 عامًا على الأقل حتى يتمكن من استخدامها، غير أن العديد من الأطفال الصغار يسجلون الدخول، ولا توجد منصة آمنة بنسبة 100%.
ويمكن للأطفال العثور على الصور الإباحية أو الصور الممنوعة لمن في عمرهم على الإنترنت، ومن دون البحث عنها، كما أنه تصلهم رسائل من الغرباء.
يحدث ذلك في أكثر الأماكن التي يمكن اعتبارها آمنة لاستخدام الأطفال، مثل تطبيق “فتبت” (Fitbit)، ومستندات غوغل (Google)، أوبنتريست (Pinterest).
ويشعر الآباء بالغضب من محاولة إدارة ما يراه أطفالهم على الإنترنت، خاصة عندما يعتقدون أنهم فعلوا جميع أدوات الرقابة الأبوية، وقاموا بتثبيت جميع “فلاتر الويب”، ثم يتلقى أطفالهم طلب صداقة من شخص غريب، أو يعثرون على صور لنساء يرتدين ملابس داخلية أثناء البحث عن وصفات لتحضير الكعك.
وحذرت خدمة الرقابة الأبوية والمراقبة على الإنترنت -المعروفة اختصارا بـ”بارك” (Bark)- الآباء من أنه نظرًا لوجود خطأ ما في محرك بحث فيسبوك (Facebook) فإن كتابة حرف واحد في شريط البحث ثم اختيار مشاهدة نتائج الفيديو أدى إلى قائمة طويلة من مقاطع الفيديو الجنسية الصريحة.
وقالت متحدثة باسم فيسبوك “نحن نحقق في تقارير عن ظهور بعض المحتويات غير اللائقة في بعض عمليات البحث”، وأضافت “نحن بصدد تنفيذ التغييرات، وبدافع الحذر الشديد عطلنا أجزاء معينة من البحث حتى نكمل التحقيق. نعتذر على هذا الخطأ”.
وتلقت ابنة هيذر جيلستراب (12 عامًا) في بريدها الإلكتروني في ديسمبر/كانون الأول الماضي طلب صداقة عن طريق تطبيق “فتبت” من شخص غريب، وكانت صورة ملفه الشخصي لامرأة عارية جزئيًّا، وقامت والدتها بإزالة عنوان البريد الإلكتروني لابنتها من التطبيق.
وقالت متحدثة باسم شركة فتبت إن “فتبت آيس2” (FitBit ice2) مصمم للأطفال من سن 6 سنوات فما فوق، وتم تطويره مع مراعاة السلامة للأطفال؛ لذلك تذهب جميع طلبات الصداقة إلى حساب الوالد للموافقة عليها.
حتى مع الإصدارات المخصصة للمستخدمين الذين يبلغون من العمر 13 عامًا أو أكبر -مثل “فتبت ألتا” (Fitbit Alta) التي تمتلكها ابنة السيدة جيلستراب؛ فهناك طرق للإبلاغ عن المحتوى غير المناسب وضبط الإعدادات للحفاظ على خصوصية معلومات معينة.
وقالت تريسي بينيت، اختصاصية علم النفس الإكلينيكي ومؤلفة كتاب عن حماية الأطفال في العالم الرقمي؛ “يميل الناس إلى الاعتقاد بوجود وسائل تواصل اجتماعي آمنة، لكن هذا ليس صحيحًا، أحيانًا تكون الحيوانات المفترسة هم الأطفال أنفسهم”.
دور الآباء في العالم الرقمي
حدد مدى استعداد طفلك، وأول شيء يجب مراعاته قبل منح الأطفال هاتفًا ذكيًا أو حسابًا على وسائل التواصل الاجتماعي أو ألعابا عبر الإنترنت؛ هو تقييم مدى استعدادهم، فمساعدتهم على التكيف ربما أكثر فعالية من محاولة حمايتهم من كل شرور الإنترنت.
تقدم ديانا غرابر، مؤلفة كتاب “تربية البشر في عالم رقمي: مساعدة الأطفال على بناء علاقة صحية مع التكنولوجيا”؛ قائمة تحقق يمكن أن تساعد الآباء في تحديد متى يكون أطفالهم جاهزين للنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، أو ممارسة الألعاب عبر الإنترنت.
ويمكن للوالدين أن يسألوا أنفسهم أسئلة مثل: “هل يمكنه إدارة معلوماته على الإنترنت؟” أو “هل يمكنه حماية خصوصيته على الإنترنت؟” وإذا قررت أن طفلك جاهز، يقترح بعض الخبراء تطوير عقد تقني يحدد قواعد استخدام التكنولوجيا والعواقب المترتبة على انتهاكها.
وبدأت المنظمة غير الربحية لأمان وسائل التواصل الاجتماعي تقديم دورة تدريبية مجانية عبر الإنترنت حول كيفية الحفاظ على أمان الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي.
الأطفال وسمعتهم الرقمية
يتفق الخبراء على أن أفضل دفاع هو إجراء مناقشات مفتوحة ومستمرة حول كيفية الحفاظ على سلامة الأطفال، وهذا يبدو بسيطًا، لكن من أين تبدأ؟
يقترح الخبراء التحدث إلى الأطفال الصغار حول شعورهم عندما يجعلهم شيء ما غير مرتاحين حتى يتعرفوا على تلك المشاعر عندما يواجهون شيئًا مزعجًا على الإنترنت. وقال الدكتورة بينيت “يمكنك أن تقول هل سبق لك أن تحدثت إلى شخص ما وجعلك تشعر بالغرابة الفائقة حتى لو لم تكن تعرف السبب؟”
مع الأطفال الأكبر سنًا، توصي بإجراء مناقشات أسبوعية حول مواضيع الأخبار. يتلقى الآباء مقالات أسبوعية يمكن أن تكون بمثابة بداية مناقشة، عندما يبدو الآباء مهتمين بالعالم الافتراضي سيقدم لك الأطفال معلومات حول زياراتهم للعالم الافتراضي”.
استفد من أدوات الأمان عبر الإنترنت وأشرك طفلك. لا توجد رقابة أبوية مضمونة تمامًا -أو حتى آمنة للأطفال- ولكن القليل من الجهد يمكن أن يقطع شوطًا طويلاً.
تحتوي معظم التطبيقات على آليات تتضمن حظر الجهات الفاعلة السيئة والإبلاغ عنها وتصفية المحتوى المؤذي بشكل صريح. ويمكنك إعداد أدوات الرقابة الأبوية الخاصة بالجهاز بدرجات متفاوتة من الدقة، اعتمادًا على نوع النظام.
فعلى سبيل المثال، تحتوي أجهزة “كروم بوك” (Chromebook) على بعض عناصر التحكم المفيدة، ولكن لا يمكنك تعيين ساعات محددة يمكن للأطفال من خلالها استخدام تطبيقات أو خدمات معينة. ولمزيد من التحكم، يمكنك حظر التطبيقات والمحتوى غير المناسب من خلال موجه “واي فاي” (Wi-Fi)، أو باستخدام جهاز شبكات إضافي مثل “سيركل” (Circle).
يقول الخبراء إنه من غير المرجح أن يتحايل الأطفال على الرقابة الأبوية إذا قمت بإعدادها معهم وشرح المنطق من ورائها. من المحتمل أن تختلف الإعدادات التي تختارها اعتمادًا على عمر كل طفل ومستوى نضجه.
على سبيل المثال، قد تسمح لطفل يبلغ من العمر 10 أعوام بلعب ألعاب الفيديو عبر الإنترنت مع أشخاص لا يعرفهم في الحياة الواقعية، إذا كان ناضجًا بما يكفي لحظر الأصدقاء الذين لا يلعبون بشكل جيد والإبلاغ عنهم، ولكن يمكنك اختيار المزيد عند إجراء إعدادات تقييدية لطفل يبلغ من العمر 7 سنوات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تعليم أطفالك كيفية استخدام الأدوات يمكن أن يساعدهم في المستقبل.
المصدر: مواقع إلكترونية