إلغاء أمر هدم منزل مواطن من كفر قرع… المجلس: نرجو أن تكون بادرة خير لجميع البيوت المهددة في منطقة وادي عارة
ساهر غزاوي
بعد رحلة شاقة من متابعة الإجراءات القانونية والهندسية استمرت لسنوات، ألغي مؤخرًا أمر هدم بيت يعود لمواطن من كفر قرع، وذلك بعد إيداع الخريطة المفصلة للجنة اللوائية في حيفا للمرة الثالثة، بخطوة بادر إليها صاحب البيت والمجلس المحلي.
ويعود البيت الذي كان يتهدده شبح الهدم في بلدة كفر قرع للمواطن عمر محمد يحيى، الذي أشار في حديث لـ “المدينة” إلى أنه “في منتصف عام 2018 اتخذنا قرارًا في البدء ببناء بيت للسكن على قطعه الأرض التي تعود ملكيتها لوالدي، لكن بعد أشهر قليلة من نفس العام تلقينا اشعارات تهدد البيت بالهدم، ومن لحظتها بدأ صراعنا مع السلطات الإسرائيلية لإلغاء قرار الهدم”.
وبخصوص الإجراءات القانونية والمتابعة في أروقة المحاكم، تولى متابعة هذا الملف المحامي ثابت بيدوسي ابن بلدة كفر قرع الذي أبدى موافقته على متابعة الملف بكل تفاصيله، ويضيف يحيى بالقول: “لقد مررنا بعده جلسات ومن خلالها كان يتم طلب العمل على تصليحات. ومن هنا كان دور المهندس حسني عنبوسي حيث عمل جاهدًا على تنفيذ طلبات اللجنة اللوائية، وبعد مرور حوالي عامين تم اصدار قرار من قبل اللجنة اللوائية بحيفا مع شروط لتحول الأرض من زراعية إلى أرضٍ للبناء”.
ويذكر الشاب عمر لـ “المدينة” أن شبح الهدم كان يلاحقه طوال هذه الفترة من خلال تهديدات الشرطة والمحاكم وكان قبل صدور قرار الغاء هدم بيته يعيش في قلق على مستقبل حياته، خاصة وأنه دفع أموالا طائلة من مصروفات خلال متابعة الإجراءات القانونية والتخطيطية في ظل ظروف اقتصادية صعبه يعيشها، كما يقول.
هذا وقد توجه عمر محمد يحيى في ختام حديثه لـ “المدينة” بالشكر الخاص “لرئيس المجلس المحلي في كفر قرع، المحامي فراس بدحي والمحامي ثابت بيدوسي والمهندس حسني عنبوسي والسيد مصطفي عسلي والمهندسة ايناس فاهوم، لما لهم من أثرٍ كبير في أغلب المحن التي مررت بها؛ إذ أنهما كانا عونًا للوصول إلى أفضل وأنسب الحلول بعد توفيق الله ومَنِّه”.
اتباع الخطوات القانونية قدر الإمكان
وبخصوص الإجراءات القانونية، قال المحامي ثابت بيدوسي إن الشاب عمر يحيى “بنى بيته مثل غيره من الناس ونحن بدورنا قدمنا طلب إلى المحكمة ونجحنا بعد أن قدمنا الخارطة التفصيلية من خلال المهندس حسني عنبوسي، وبيّنا للمحكمة أن هناك أفق تخطيطي ويوجد إمكانية للتعاون من أجل البناء، وبالتعاون مع المجلس المحلي نجحنا في نهاية الامر باستصدار قرار يلغي أمر هدم البيت”.
ويضيف بيدوسي لـ “المدينة” أن صاحب البيت المهدد بالهدم “كان يتقدم بخطوات البناء وفقًا للخرائط المرخصة والإجراءات القانونية، لكن الإشكال هنا أنه بدأ البناء قبل أن يحصل على الرخصة، ولأن البيت قريب جدًا على منطقة الواد (شمالي القرية) التي تعتبر منطقة استراتيجية بالنسبة لكفر قرع ومهمة أيضا للدولة حيث أنها قريبة على الشارع الرئيسي، أما لو أن البيت كان داخل البلدة وفي منطقة سكنية ما كان هناك اعتراضات من السلطات ولا تهديدات بالهدم بهذه بالصورة التي تعرض لها عمر يحيى”.
ويشدد المحامي ثابت بيدوسي على ضرورة أن يحافظ المواطن قدر الإمكان على اتباع الخطوات والإجراءات القانونية في البناء بدل أن يدفعوا التكاليف الباهظة للمحاكم وللجان اللوائية حتى تلغي قرارات الهدم ويقول: “هذه الأموال الطائلة التي تدفع جرّاء عدم وجود رخصة لا يستطيع كل واحد أن يتحملها وتذهب إلى الأماكن غير المناسبة بدل أن يستفيد منها المواطن”، لكنه استدرك حديثه بالقول: “المواطن يضطر أحيانًا لمثل هذه الخطوات لصعوبة استصدار الرخص في ظل أزمة السكن التي تجبره على البناء ولو مرحليًا بدون ترخيص”.
بادرة خير لجميع البيوت المهددة بالهدم
وفي تعقيب لرئيس مجلس محلي كفر قرع، المحامي فراس بدحي، أكد أن خطوة إلغاء قرار هدم بيت السيد عمر يحيى تأتي بعد محاولات لإيداع الخريطة التي رُفضت مرتين في اللجنة اللوائية بعد أن كان البيت مهددًا بشكل فعلي للهدم الموجود في شمالي قرية كفر قرع. مضيفا أنه “بعد جهود حثيثة من المجلس المحلي وقسم الهندسة وخاصة المهندسة إيناس خورشيد فاهوم والمخطط حسني عنابوسي، تم طلب إعادة النظر في الخريطة للمرة الثالثة في اللجنة اللوائية وبعدها جهود كبيرة تم إعلام مجلس كفر قرع انه تم إيداع الخريطة والموافقة عليها”.
ويضيف: بهذه الخطوة “نكون قد أنقذنا بصورة فعلية هدم البيت بعد إن كانت سلطة التنفيذ مقررة أن تهدمه وتقوم بتنفيذ جميع الإجراءات القانونية التي كانت لمنع هدمه، وهذه الخطوة إن دلت فإنما تدل على إيداع الخريطة والتخطيط السليم والتعاون بين السلطة والمواطن، وبالتالي أدى بالنهاية إلى انقاذ البيت ومنع هدمه وهذه بشرى كبيرة للعائلة الكريمة ونأمل أن تكون بادرة خير لجميع البيوت المهددة في منطقة وادي عارة”.