غضب واستنكار لحرق مخيم للاجئين السوريين في لبنان.. “هربوا حفاة ورموا أطفالهم من السور”
ما زالت حادثة حرق مخيم للاجئين السوريين في لبنان تستحوذ على اهتمام رواد وسائل التواصل الاجتماعي فيه، حيث جاء التعليقات والمنشورات في معظمها لتعبر عن مشاعر الصدمة والغضب والاستنكار لما جرى لعشرات العوائل السورية، التي كانت مستقرة في المخيم الذي تم حرقه على يد مجموعة من الشبان ببلدة بحنين في المنية شمالي لبنان، ليلة أمس السبت، في عمل تم وصفه بالعنصرية.
ومما زاد من تأجج المشاعر، مقاطع الفيديو والصور التي انتشرت على وسائل التواصل، حيث نقلت مشاهد صادمة لما جرى لقاطني المخيم المذعورين، حيث حوصروا بين ألسنة اللهب وسور المخيم ومسلحين عند باب المخيم، والعائلات التي هربت من بلدها تلتمس أمناً وشيئاً من السلام لأطفالها، عادت ألسنة النار والرصاص لمطاردتهم وطردهم من جديد، وكان مشهد العشرات من الأطفال والنساء والمسنين وهم يهيمون على وجوههم هرباً من الموت حرقاً مؤلماً ودليلاً على وحشية الجريمة.
ورأت الصحافية كارمن جوخدار، في تغريدة على حسابها بـ”تويتر”، أن مشهد المخيم المحترق والعوائل المشردة يبدو وكأن اللاجئين السوريين منذورون للحزن والتشرد ” رائحة الموت تطاردهم وكأنهم نُذِروا للحزن والتشرد”.
أما الصحافية صبحية نجار فتساءلت عن غياب قيم الانسانية أمام ما جرى في مخيم بحنين “مشاهد الإجرام تتلخص بهذه الصور، شردوا العائلات والأطفال في عز الصقيع، عن أي إنسانية نتحدث في هذا البلد”.
أما جويل الشيخ فوصفت ما حدث في المخيم بالجريمة ضد الإنسانية، مستنكرة حدوث مثل هذا للاجئين السوريين بعد ما مروا به في وطنهم “هل تتخيل ألم خسارة وطنك وبلدك نتيجة الإهمال والظلم ليس مرة واحدة بل مرتين؟ لا يجب أن يتخيل اللاجئون السوريون. هذه جريمة ضد الإنسانية، مثلها مثل كل الفظائع الأخرى في لبنان وسوريا”.
بينما عبرت ناتالي عن تضامنها مع اللاجئين السوريين واستنكارها لما جرى عبر الاعتذار عن أفعال من وصفتهم بـ”الجهلة”، وتبرأت من كل من شمت أو دافع “اعتذر لإخواننا السوريين مما فعله الجهلة في بلدة المنية. وأتبرأ من كل إنسان شمت ودافع وبرر الإحراق الذي حصل”.
أما ضومط القزي دريبي فوضع صورة لتغريدة تصف ما حصل في المخيم وكيف وجد السوريون أنفسهم محاصرين بين ألسنة اللهب والسور المحيط بالمخيم، عدا عن مطلقي الرصاص الذين أغلقوا بوابة المخيم، ووصف دريبي ما جرى بأنه ” الإجرام! الإرهاب!”.
وما أن انتشرت أخبار الجريمة بحق اللاجئين السوريين في المخيم، حتى قام العديد من أهالي مدينتي المنية وعكار بفتح البيوت لاستقبال اللاجئين، الذين تقطعت بهم السبل، ورأت نبيلة عرجا، في تغريدة لها، أن هذا يدل على معدن أهالي المنية “لمن يصطادون في الماء العكر بمأساة حريق مخيم اللاجئين، هذه هي المنية وهؤلاء هم أهلها”.