رفض إيراني لدعوة مدير وكالة الطاقة الذرية لاتفاق جديد… وعمليات بناء في منشأة “فوردو”
رفض السفير الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب آبادي، اليوم الجمعة، اقتراح مدير الوكالة بأنّ إحياء الاتفاق النووي الإيراني بعد وصول إدارة أميركية جديدة إلى السلطة سيتطلب التوصل إلى اتفاق جديد.
وكتب غريب آبادي عبر “تويتر”: “طرح أي تقييم لكيفية تنفيذ الالتزامات يتجاوز تماماً تفويض الوكالة وينبغي تجنبه… لعبت الوكالة دورها خلال المفاوضات حول الاتفاق النووي”.
وأضاف أنّ “الدور الوحيد للوكالة الدولية للطاقة الذرية هو الرقابة والتحقق بشأن الخطوات المرتبطة بالبرنامج النووي وتقديم تقارير موضوعية محدثة حول ذلك”. ولفت في الوقت ذاته إلى أن “أي تقييم لمدى تنفيذ التعهدات والإشارة إلى مصطلحات مثل الانتهاك، هو خارج صلاحيات ومهمات الوكالة الدولية”، داعياً إياها إلى تجنب هذه الطريقة.
وقال إنّ الوكالة الدولية “لعبت دورها في المفاوضات المؤدية إلى الاتفاق النووي الذي تم الاتفاق فيه على تعهدات الأعضاء وواجبات الوكالة بشكل دقيق، وكل طرف يعلم ما عليه في تنفيذ الاتفاق”.
وشدد المندوب الإيراني على أنه “لا يمكن إخضاع الاتفاق النووي للتفاوض مجدداً، وفي حال إحياؤه لا توجد ضرورة تستدعي وثيقةً وتوافقاً أو تفاهماً جديداً حول دور الوكالة”، مضيفاً أنه “لا حاجة لتعقيد الوضع”.
وفي مقابلة مع “رويترز” أمس الخميس، قال رافائيل غروسي، الذي يرأس المنظمة التي تراقب امتثال إيران للاتفاق النووي المبرم عام 2015، إن هناك انتهاكات كثيرة من جانب طهران بحيث تتعذر العودة إلى ما كان عليه بمجرد تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن منصبه، في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل.
وقال بايدن إنّ الولايات المتحدة ستعاود الانضمام إلى الاتفاق، “إذا عادت إيران للامتثال الصارم” لشروط الاتفاق.
وبعد انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق في 2018 وإعادة فرض العقوبات الأميركية، ردت إيران بخرق العديد من قيود الاتفاق.
إلى ذلك، بدأت إيران في بناء موقع داخل منشأتها النووية تحت الأرض في “فوردو”، وسط توترات مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، بحسب صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها وكالة “أسوشييتد برس”، اليوم الجمعة.
وبدأ البناء في موقع “فوردو”، في أواخر سبتمبر/ أيلول. وتظهر صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها وكالة “أسوشييتد برس” من شركة “ماكسار تكنولوجيز”، أنّ البناء يجري في الركن الشمالي الغربي من الموقع، بالقرب من مدينة قم، على بعد حوالي 90 كيلومتراً جنوب غربي طهران.
وتظهر صورة بالقمر الصناعي في 11 ديسمبر/ كانون الأول ما يبدو أنه أساس محفور لمبنى به عشرات الأعمدة. ويمكن استخدام هذه الأعمدة في البناء لدعم المباني في مناطق الزلزال.
ولم تعترف إيران علانية بأي أبنية جديدة في منشأة “فوردو”، التي جاء اكتشافها من قبل الغرب في عام 2009، في جولة سابقة من سياسة حافة الهاوية، قبل أن تبرم القوى العالمية الاتفاق النووي لعام 2015 مع طهران.
وفي حين أن الغرض من البناء لا يزال غير واضح، فمن المحتمل أن يثير أي عمل في “فوردو” قلقاً جديداً في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب، قبل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن. وبالفعل، تبني إيران في منشأتها النووية في “نطنز”، بعد انفجار غامض في يوليو/ تموز هناك، وصفته طهران بأنه هجوم تخريبي.
وقال جيفري لويس، الخبير في “مركز جيمس مارتن” لدراسات منع الانتشار في معهد ميدلبري للدراسات الدولية، والذي يدرس إيران، إنّ “أي تغييرات في هذا الموقع ستتم مراقبتها بعناية باعتبارها علامة على توجه البرنامج النووي الإيراني”.
ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على الفور على طلب “أسوشييتد برس” للتعليق. كما لم ترد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي يوجد مفتشوها في إيران كجزء من الاتفاق النووي، على الفور على طلب للتعليق.