اتهموا فيسبوك بنشر محتوى “قاتل للمسلمين”.. أعضاء بالكونغرس يطالبون بمواجهة خطاب الكراهية
انتقد مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي الديمقراطيون شركة فيسبوك بسبب سماحها بانتشار المشاعر المعادية للمسلمين على منصتها، وأشاروا في رسالة وجهوها لموقع التواصل الاجتماعي إلى أن الأخير ساهم في بث خطاب الكراهية ضد المسلمين والتي تسببت في بعض الحالات في موت أفراد.
موقع Middle East Eye البريطاني قال إن مجموعة من 30 عضواً ديمقراطياً في الكونغرس الأمريكي أرسلت رسالة إلى شركة “فيسبوك” تنتقد فيها عملاق وسائل التواصل الاجتماعي، ويطالبون باتخاذ خطوات ملموسة لـ”القضاء على التعصب ضد المسلمين” على موقعه الإلكتروني.
بث خطاب الكراهية ضد المسلمين
من جانبها، أشارت عضوة الكونغرس ديبي دينغيل، التي قادت الحشد لتلك الجهود، إلى أنه في حين تحتفل شركة التواصل الاجتماعي بنجاحها، فإن منصتها لا تنفك تُستخدم لبث مشاعر الكراهية ضد المسلمين، ما أدى في بعض الحالات إلى حوادث عنف وموت أفراد.
كما وقع، على سبيل المثال، في حادثة إطلاق النار في كرايستشيرش في نيوزيلندا، وكما هو الحال أيضاً حينما استُخدم فيسبوك للتحريض على العنف ضد مسلمي الروهينغا.
بينما قالت عضوة الكونغرس دينغيل في بيانها: “لا يمكن لشركة فيسبوك أن تحتفل بنجاح منصتها في الوقت الذي تتجاهل فيه دورها في انتشار المحتوى الخطير والقاتل الذي يستهدف المسلمين”.
فيسبوك يرد ببطء على التحذيرات
الرسالة التي وقّعها عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي، منهم ألكساندرا أوكاسيو كورتيز وإلهان عمر ورشيدة طليب ومارك بوكان وبراميلا جايابال، تقول إن ميليشيات وجماعات متطرفة استخدمت فيسبوك لتنظيم فعاليات تحرض على العنف ونشر خطاب الكراهية.
أضافت الرسالة: “في كثير من هذه الحالات، يُبلَّغ عن هذه الصفحات والفعاليات والمحتويات الأخرى ذات الصلة إلى موقع فيسبوك، إلا أنها في كثير من الأحيان، يُستجاب لها بعد تأخير أو يتم تجاهلها”.
كما لفتت الرسالة الانتباه إلى أن “رد الفعل البطيء للمنصة حيال هذه التحضيرات يسلط الضوء على نمط عام من الإهمال فيما يتعلق بالاستجابة أو إزالة المحتوى الذي يروج للعنف ضد هذه المجتمعات الضعيفة، ويسمح للمحتوى المعادي للمسلمين بالانتشار على موقع فيسبوك بطريقة خطيرة”.
التحريض على العنف ضد المسلمين
إضافة إلى ذلك، تتناول رسالة نواب الكونغرس قائمة من المطالب الموجهة لموقع فيسبوك، منها إنشاء مجموعة عمل تتعامل مع مجموعات نشر التعصب وخطاب الكراهية، والالتزام بالاحتكام إلى مراجعة طرف ثالث لدور فيسبوك في تمكين “العنف ضد المسلمين والإبادة الجماعية والاعتقال”.
كما يدعو نص الرسالة الشركةَ إلى تدريب الموظفين وتعريفهم بقضايا الحقوق المدنية وكيفية تحديد محتوى الكراهية والتحريض عليها ضد المسلمين.
يذهب النواب في رسالتهم إلى أنه “حتى الآن، يبدو أن فيسبوك يفتقر إلى الإرادة اللازمة للتصدي بفاعلية ضد خطاب الكراهية والعنف الموجه ضد المسلمين”.
بناءً على ذلك، “يطلب النواب الآن إعطاء الأولوية للقضاء على المحتوى المعادي للمسلمين والفعاليات المماثلة المنظمة عبر المنصة من خلال التنفيذ الفوري للإجراءات الواردة”.
فيسبوك اعترف بالتقصير والفشل
من جهة أخرى، كانت تقارير نُشرت في عام 2018 كشفت أن كبار المسؤولين العسكريين في ميانمار كانوا يستخدمون منصة التواصل الاجتماعي للتحريض على “التطهير العرقي” ضد السكان المسلمين من الروهينغا. وأقر فيسبوك في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 بأنه فشل في منع استخدام منصته للتحريض على العنف في ميانمار.
في عام 2019، عمد المسلح الذي قتل 51 شخصاً من المصلين المسلمين في نيوزيلندا إلى بث عملية إطلاق النار الجماعي عبر “فيسبوك لايف” لمدة 17 دقيقة، قبل أن تكتشف المنصة وتوقف البث.
أما في الهند، أكبر سوق انتشار للموقع، فإن الشركة اتُّهمت بالاصطفاف إلى جانب الحزب الحاكم في البلاد، حزب بهاراتيا جاناتا، والامتناع عن حذف منشورات أعضاء الحزب التي دعت إلى العنف ضد السكان المسلمين في البلاد.
كان تحقيق مستقل يتناول التزام شركة التواصل الاجتماعي بالحقوق المدنية عبر منصتها ونُشر في يوليو/تموز الماضي، قد كشف أنه على الرغم من وجود سياسات موضوعة لا تسمح بخطاب الكراهية ضد الجماعات الدينية، فإن منشورات خطاب الكراهية استمرت في الظهور عبر موقع فيسبوك.
من الجدير بالذكر أن مجموعة أخرى من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي كانت قد أرسلت الشهر الماضي رسالة تدين فيها أيضاً شركة فيسبوك لتمكينها بث الكراهية ضد المسلمين عبر موقعها، كما وجّهوا فيها قائمةً من الأسئلة والاستجوابات لعملاق وسائل التواصل الاجتماعي.