أخبار عاجلةمقالاتومضات

ما هو التطعيم… وهل نتطعم ضد كورنا؟

د. محمد جمال اغبارية- طبيب أطفال

حقيقة علمية راسخة: لقد شكّلت التطعيمات ومنذ ظهورها عاملًا أساسيًا في مقاومة ومنع انتشار الكثير من الأمراض والأوبئة، الامر الذي أدى إلى انخفاض كبير جدًا بعدد الموتى جراء الأوبئة الفتّاكة.

مثال على ذلك: ساهم تطعيم الجدري عام 1979 في القضاء على مرض الجدري بعد أن قتل نصف مليار إنسان في القرن العشرين. وأمّا تطعيم الحصبة، فقد ساهم بخفض نسبة الوفيات ب 78% بين أعوام 2000-2015، فقد تغلّبت البشرية على مرض الخانوق والنكاف وشلل الأطفال بفضل التطعيمات.(وهذه تطعيمات تعطى بشكل ثابت للأطفال في عصرنا الحالي).

جهاز المناعة: جهاز المناعة البشري مركّب فريد من نوعه يستخدم وسائل وتقنيات فائقة الدقة لمحاربة الفيروسات والبكتيريا والطفيليات والأجسام الغريبة، ومن أهم مركباته كريات الدم البيضاء التائية T والبائية B إضافة الى البلاعم وغيرها الكثير.

– البلاعم MACROPHAGE: خلايا دم بيضاء تبتلع البكتيريا وتهضمها وتترك خلفها مخلفات بكتيرية “مستضدات” يشخصها الجسم أنها خطيرة ويحفز على مهاجمتها.

– أجسام مضادة: تُنتج من قبل خلايا دفاعية تسمى “البائية” ووظيفتها مهاجمة المستضدات التي تركتها البلاعم المذكورة أعلاه.
– الخلايا التائية: تقوم بمهاجمة خلايا الجسم المصابة بالتلوّث.

وظيفة مهمة لجهاز المناعة غير قدرته على صناعة الاجسام المضادة، هي قيامه بتذكر المسبِّب بطريقة تشبه عمل الذاكرة، فإذا تعرض الجسم للميكروب مرة أخرى، فإنه يقوم بإنتاج الأجسام المضادة بسرعة للتعامل مع المرض في بدايته، قبل استفحاله أو تسببه في أضرار دائمة كالموت أو العمى أو الشلل أو إعاقة أخرى.
وهنا يأتي دور التطعيم: التطعيم عبارة عن مستحضر ضد مرض معين يُعطَى للبشر من أجل تحفيز جهاز المناعة على الاستعداد بالأجسام المضادة والذاكرة لمقاومة المرض في حال حدوثه ومنع استفحاله أو التسبب بالموت أو إعاقة دائمة.
للتوضيح: لا يشكل التطعيم علاجًا ولا شفاءً من الأمراض، بل يشكل عاملًا لمنع حدوثه وسرعة انتشاره، ويمنع استفحاله وأضراره الجسيمة، وهذا ما كان واضحًا في تطعيم الحصبة والجدري والنكاف وغيرها.

بعض أنواع التطعيمات:
– لقاح حي مضعّف: هو عبارة عن فيروس تم إضعافه كيلا يشكّل مرضًا بل يساهم بتجهيز مناعة. يشمل تطعيمات ضد الحصبة، النكاف والحصبة الألمانية (MMR) والتطعيم ضد جدري الماء. يعطى للجميع عدا أصحاب المناعة الضعيفة أو من يتعالجون بالكيماوي كي لا يسبب لهم مرضًا شديدًا.
– لقاح مقتول: يتم تعطيل الفيروس وقت عملية تركيب اللقاح كتطعيم (بوليو) ضد شلل الأطفال (بوليو)، يحتاج هذا النوع لأكثر من وجبة تطعيم.

– لقاح (توكسيد): يمنع الأمراض التي تسببها البكتيريا التي تنتج ذيفانات (سموم حيوية)في الجسم. يتم إضعاف الذيفانات قبل إعطائها، ممّا يساعد جهاز المناعة تعلم كيفية محاربتها كتطعيم (DTaP) يحوي توكسيدات خناق وكزاز (دفتيريا وتيتانوس)، (يعطى عند الاصابة في الجروح عادة).
– وهناك لقاح الوحدات الجزئية (subunit) ولقاحات مركبة (conjugate) وغيرها.
هناك بعض الاعراض الجانبية لبعض التطعيمات غالبيتها بسيطة ونادرًا ما تكون معقّدة، إلا أن التطعيمات هي أفضل وأنجع الوسائل للحماية من الأوبئة الفتاكة.

هل نتطعم لـ كورونا؟
منذ ظهور فيروس كورونا ونحن نسمع عن ضرورة إيجاد تطعيم كتطعيم الانفلونزا للسيطرة على سرعة انتشار المرض، ومنع أضراره الطبية والاجتماعية والاقتصادية.
سارعت الكثير من الدول المتقدّمة في العمل على إنتاجه. وجب التوضيح أن إنتاج التطعيمات يمرّ عبر مراحل ووسائل محددة مراقبة دوليا ومتفق عليها. وعبر التاريخ تنتشر معلومات خاطئة حول التطعيمات، ومعلومات غير رسمية، وأطراف تدعو للمقاطعة كما يحدث مع كل تطعيم جديد دون أدلة قاطعة غالبًا.

من أشهر الشركات التي ساهمت في الانتاج:
– تطعيم بي فايزر وتطعيم موديرنا: فقد وصلت البلاد الشحنة الاولى من تطعيم بي فايزر، وخلال أيام سيتم إقراره من قبل إدارة الغذاء والدواء الامريكية FDA وسيكون معدًا للطواقم الطبية وأصحاب الأمراض المزمنة. من جهة أخرى تعاقدت الوزارة مع شركة موديرنا للحصول على 6 ملايين جرعة عام 2021 لتوزع على 3 مليون مواطن (جرعتين لكل مواطن).
أثبتت الأبحاث حصول كلا الشركتين على نتائج ممتازة بين 91 الى 95 % في نجاعة التطعيم في المرحلة النهائية من الفحص على المواطنين.
أخبرت شركة فايزر أن بحثها الأخير اشترك به 43448 من الناس، تتراوح أعمارهم بين 18 الى 71 سنة، بدأ البحث من 29.04 حتى 14.11 لهذا العام. تم تقسيمهم إلى مجموعتين حصلت الاولى على التطعيم الحقيقي بينما حصلت الثانية على مادة غير دوائية (علاج وهمي- كما يحدث في الابحاث عادة (تسمى بلاسيبو). أعلنت الشركة عن وفاة حالتين بأمراض قلبية ليس لها علاقة بالتطعيم نفسه و4 حالات في المجموعة التي لم تحصل على التطعيم.
سيتم إعطاء شركة فايزر تصريح عالمي طارئ من أجل الطواقم الطبية والمرضى أصحاب الأمراض المزمنة، وستستمر الشركة بإجراء دراساتها. حصلت الكثير من الدول المتقدمة على حصتها من التطعيم.
الخلاصة: نعم للتطعيم في حالة حصوله على تصريح كامل من إدارة الغذاء والدواء FDA وتصريح وزارة الصحة في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى