يا شباب الإسلام استيقظوا قبل فوات الأوان!!
أميّة سليمان جبارين (أم البراء)
في هذا المقال سأتوجّه بداية إلى أبنائي الشباب، من رحمي، وإلى جميع خلّانهم وإلى جميع شباب المسلمين. سأتوجه بقلب يعتصره الألم ويغمره الحزن على ما وصل إليه حال شبابنا من ابتعاد عن الدين وضياع عن الطريق. سأتوجّه لكم، وكلي أمل وتفاؤل بعودتكم إلى المسار الصحيح، هل تعرفون لماذا؟! لأنني على يقين أن فطرتكم السليمة ستنتصر في النهاية، وأرواحكم النقية ستفوز لا محالة، وأنا متأكدة أن كلماتي هذه التي تخرج من سويداء القلب ستجد آذانا صاغية، وتجدوا فيها راحة لأنفسكم.
أبنائي الأعزاء، بداية علينا جميعا أن نتفق كبارا وصغارا بأنه توجد حرب على أمة الإسلام، تدور رحاها ولكن هذه المرة من خلف الكواليس، كما يقولون، لأن أعداء الإسلام قد فهموا أنهم سينهزمون في حربهم المعلنة على الإسلام، ولو بعد حين، وحتى ينتصروا في هذه الحرب، فقد وجّه أعداء الإسلام سلاحهم الخفي، الفتاك، والمدمر، من خلال منظمات عالمية تستهدف أغلى ما تمتلك الأمة الإسلامية من ثروات ومقدرات!! وقد علمت تلك المنظمات أن أعظم ثروة تمتلكها الأمة الإسلامية ليست في باطن الأرض من ذهب ومعادن وبترول، إنّما أغلى ما تمتلك هذه الأمة هو الثروة الشبابية!! نعم، أنتم يا جيل الشباب، الهدف الأول المصّوبة إليه أسلحة (الدمار الشامل) من قبل هذه الجمعيات ومن يدور في فلكها، من عبدة الدرهم والدينار ممن ارتضوا أن يكونوا خير عون في تفكيك أسرنا وتشويه عقول شبابنا وتدمير مجتمعاتنا الإسلامية، إن أسلحة الدمار الشامل التي أقصدها هنا، تلك الأسلحة التي تقضي على القيم والأخلاق الإسلامية العروبية، والتي أصابت الكثير من شبابنا بمقتل، فبتنا نلاحظ أن الشباب في عصرنا الحاضر قد جنحوا إلى مسارين، جنح بعض الشباب إلى الغلو فبدأ بالتكفير وانتهى بالتفجير، وهذا ما يرفضه الإسلام جملة وتفصيلا، لأن الإسلام دين الوسطية، دين التسامح، دين العدل. والقسم الآخر من الشباب جنح إلى التخدير وانتهى بالتدمير، تدمير نفسه وأسرته ومجتمعه وكلا الجناحين أضاع البوصلة التي ترشده إلى الطريق الصحيح لذلك يجب علينا جميعا آباء وأمهات ومدارس وجامعات ومؤسسات، أن نعمل يدا واحدة للحد من هذه الظاهرة ونعيد شبابنا إلى المسار الصحيح، ليسلكوا طريق العزّة والكرامة التي ضاعت بين التكفير والتخدير، لأنه وكما ذكرت آنفا، فإن الحرب التي تُدار هي حرب أيديولوجية بامتياز لتشويه الإسلام والنيل منه ووأده في قلوب شباب الإسلام، فهم يريدون جيلا من الشباب لا يفقه من الإسلام شيئا فهذا (مايكل فلين) أول مستشار لترامب والذي يدعو خلال كلمة له إلى تشكيل (تحالف القرن الواحد والعشرين) وهذا التحالف يُراد منه إلقاء العبء على ظهر العالم الإسلامي، وتكتفي أمريكا بالمراقبة من بعيد على سيرورة الأمور، أي أنه يريد من خونة العرب تشكيل هذا التحالف العسكري بجنودهم المسلمين العرب لمحاربة الإسلام!، وكيف يمكن لهم تشكيل هذا التحالف؟! طبعا كما يقول مايكل فلين، بعد تشويه الأيديولوجية وتشويه العقيدة والفكر وتشويه الإسلام، لأن الإسلام كما يدّعي هذا المستشار: هو سرطان خبيث داخل 1.7 مليار مسلم ويجب استئصاله. وهذا التصريح العنصري العدائي ضد الإسلام، لم ولن يكون الأخير يا شباب الإسلام!!
لذلك فقد تكاتفت جهود أعداء الإسلام على جميع أطيافهم، مع جهود فئة تدّعي الإسلام، من رؤساء دول إسلامية ومن يسمون أنفسهم أدباء ومفكرين ومجددين في مجتمعاتنا، تكافتوا لمحاربة الإسلام والنيل منه بأقصر الطرق، وأقلها تكلفة، وذلك من خلال جيل الشباب، وهذا ما حصل، فقد ربّوا لنا أجيالا لا تعرف من الإسلام إلا الأسماء، فهذا أحمد، وذاك عمر، وتلك فاطمة و…..، أمّا أشكالهم وهيئاتهم، فحدث ولا حرج، فقد اتخذوا من المغنيين والممثلين والرياضيين قدوة لهم في لبسهم وهيئتهم، بل وأخلاقهم أحيانا، فهجروا المصاحف والمساجد وارتادوا النوادي الليلية والمقاهي ومحلات الأرجيلة و….، ربوا لنا أجيالا تعيش على اللمسات الحانية والميوعة، وجيل ستار أكاديمي و……، وبذلك نجح أعداء الإسلام- ولو لبعض الوقت- في تغريب مجتمعاتنا وذلك من خلال إعلامهم الفاسد الحقير الذي يبث يوميا العروض والمشاهد الساقطة، يراها شبابنا وذلك ليزرعوا في نفوسهم أبشع صور الانحطاط والمذلة واستساغة الرذيلة وتقبلها ورؤيتها كأمر طبيعي، بعد أن تكررت واستمرت إذاعة هذه المشاهد الخليعة فأصبحت الفضيلة، تخلفا، والحياء عقدا نفسية والعفاف والستر رجعية، وهكذا لا زلنا نتنازل ونتنازل عن ثوابتنا وعقيدتنا حتى يرضون عنا، ولن يرضوا إلا إذا كفرنا بالإسلام!!!! لذلك أقولها وبكل وضوح إليك أيها الشاب، يا من حباك الله بنعمة الإسلام وأنعِم بها من نعمة، وحباك بنعمة القوة في الجسد والعقل، وبنعمة القدرة على العطاء وبنعمة الهمة العالية، استثمر هذه النعم لخدمة الإسلام واجعل من نفسك رسولا وسفيرا تمثل الإسلام أينما حلَلت وسكنتَ. كن داعية للإسلام بأخلاقك وصفاتك وأفكارك، أنصر الإسلام والرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، كن جنديا يذود عن عرض الإسلام، راجع حساباتك أيها الشاب، وحدد أي طريق تريد؟! اغتنم شبابك قبل هرمك، فالشباب جيل الحماس، وما أروع أن يلتقي الإخلاص لهدف ما مع حماسة الشباب، حينها يحصل الإبداع والتميز، وما قولك أيها الشاب إذا كان هذا الهدف، إعلاء كلمة الله!! فالإسلام ينظر إليك أيها الشاب نظرة مختلفة تماما عن نظرة كل المجتمعات، بل وعن نظرتك أنت لنفسك!! نعم، الإسلام ينظر إليك كشاب قوي فتي في قمة العطاء (إن خير من استأجرت القوي الأمين) أفلا تقبل أيها الشاب أن تكون هذا الأجير للإسلام، تحمي حماه، وتدافع عنه، وتكون سفيرا له في كل مواقف الحياة؟ ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وستسأل عن شبابك فيما أبليته؟!) لأن هذه الفترة هي فترة الإمكانيات الجسدية والفكرية والمادية، فسخّر نفسك لخدمة الإسلام، ألا تحب يا بني، أن تكون ممن يظلهم الله بظله يوم القيامة، لحديث رسولنا الهادي: (سبعة يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله منهم شاب نشأ وترعرع في عبادة الله).
فأنتم الأمل يا شباب الإسلام، وأنتم الرجاء، كيف لا!! وقد قال رسولنا الهادي: (نُصرت بالشباب). اللهم أصلح أبنائي وشباب المسلمين واستخدمهم لنصرة دينك ونبيك، وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.