“يسرائيل هيوم”: خلاف على أشده في “ازرق أبيض” حول جدوى الاستمرار في حكومة يقودها نتنياهو
في مقال ماتي توكفيلد بصحيفة “يسرائيل اليوم”، أوضح فيه أنه يتنازع تياران قويان داخل حزب أزرق-أبيض، بقيادة بيني غانتس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتناوب، في خلاف على أشده حول جدوى الاستمرار في حكومة يقودها بنيامين نتنياهو.
وقال إن التيار الأول يقوده آفي نيسينكورن وغابي أشكنازي، ويمثلان “الخط المتشدد” في الحزب، حيث يعتقدون أنه لا يوجد شيء يستحق استمرار الحزب داخل الائتلاف الحكومي ولو دقيقة واحدة.
وعلى الجانب الآخر يظهر تيار عومر يانكلفيتش ووزيرة الشتات، اللذين يقودان حملة للتهدئة مع حزب الليكود.
لكن “الاعتقاد السائد” في أزرق-أبيض، يميل إلى أن نتنياهو لن يحترم التناوب على رئاسة الحكومة، وأنهم في كل لحظة يبقون شركاء له، وإن ذلك يجعل الحزب “ينزف ويفقد الأصوات بوتيرة سريعة”، كما قال الكاتب.
وأوضح أن “التيار داخل أزرق-أبيض الذي يعارض الاستمرار في حكومة نتنياهو يعتقد أن ثمن البقاء هو تآكل الحزب وتفاقم معاناته”.
ونبه إلى أن يائير لابيد، زعيم المعارضة ويقود حزب “يوجد مستقبل”، يركز على نقاط ضعف غانتس، ويحرص على إحراجه كل أسبوع تقريبا، من خلال مقترحات حجب الثقة عن الحكومة.
وأشار إلى أن “هذه التطورات الحزبية الداخلية شكلت أخبارا سيئة للغاية بالنسبة لغانتس، إذ بات واضحا أن أي سيناريو للحل يجب أن يمر من خلال استبداله كزعيم لأزرق-أبيض، لأن انتخاب رئيس جديد ربما يكون بمقدوره استعادة الثقة ومنع الانهيار النهائي للحزب”.
وأضاف أن “غانتس يدرك جيدا خطط رفاقه هذه، وفي الوقت ذاته يعلم أن نتنياهو لن يحترم اتفاق التناوب، ولن يخلي مكانه في الوقت المناسب، كما هو منصوص عليه”، لافتا إلى أنه “رغم انقضاء مهلة إقرار الميزانية، فقد ظل أزرق-أبيض جالسا في الائتلاف، وكأن شيئا لم يحدث”.
وتشكلت الحكومة الإسرائيلية عقب اتفاق أجري بين “الليكود” و”أزرق أبيض” في نيسان/ أبريل الماضي، يتم بموجبه إخلاء نتنياهو منصب رئاسة الحكومة لصالح غانتس بعد انقضاء نصف المدة (18 شهرا).
وبرز الخلاف بين “الليكود” و”أزرق أبيض” حول إقرار الميزانية، ففي حين يريد “الليكود” إقرارها لمدة عام واحد، في ظل عدم اليقين جراء تداعيات جائحة “كورونا”، يصر “أزرق-أبيض” على إقرار ميزانية لعامين.
وأكد الكاتب أنه “رغم الثمن الشخصي للبقاء في حكومة نتنياهو، فإن غانتس كان سيؤيد رأي كبار أعضاء حزبه بمغادرة الحكومة، ليس لأنه يريد القتال في حرب قد يضطر فيها للاستسلام، ولكن لأنه ليس لديه خيار آخر، لقد انقضى الموعد الحاسم أمام نتنياهو، ما يكشف عن مدى قدرته على الصمود أمام السخرية والاستهزاء في أعين خصومه ومؤيديه”.
وأوضح أن “هناك من يدعم غانتس في الرأي بأن الأمر لا يزال يستحق الاستسلام هذه المرة أمام نتنياهو، ليست هذه المرة الأولى التي يفضل فيها غانتس البقاء في منصبه، كما أن أشكنازي رئيس الأركان السابق، تماما مثل غانتس، يشغل منصب الوزير الأقدم، والثالث من حيث الأهمية في الحكومة بأكملها، ما يجعل غانتس مترددا بين قادة حزبه”.
وأشار إلى أنه “على عكس التفاؤل السائد في أزرق-أبيض، فإنه لا يمكن إعادة تأهيل الحزب في المستقبل القريب”.
ويتوقع أن تجرى الانتخابات الإسرائيلية قريبا، ما يسفر عن انخفاض في نسبة المصوتين لـ أزرق-أبيض، أو تحوله إلى حزب صغير غير مهم في أحسن الأحوال، ويقول: “إذا كانت هناك طريقة لإيقاف هذه الانتخابات، فيجب أن يتم ذلك بأي ثمن، ويجب الحفاظ على الوضع الراهن بأي شكل من الأشكال”.