السلطات تمعن في التضييق على الشيخ رائد صلاح بسجنه…تمنع عنه الكتب وترفض اتصاله هاتفيا بوالدته المريضة وطلب تحويله إلى سجن في الشمال
طه اغبارية
منذ اعتقاله في قسم العزل بسجن “شيكما” بمدينة عسقلان يوم 16/8/2020، تحرم مصلحة السجون الإسرائيلية، الشيخ رائد صلاح، العديد من حقوقه الأساسية كأسير والتي كفلتها القوانين الدولية المتعلقة بحقوق الأسرى.
ويقضي الشيخ رائد صلاح حكما إسرائيليا، بالسجن 17 شهرا على خلفية “ملف الثوابت”.
وقال المحامي خالد زبارقة، من طاقم الدفاع عن الشيخ رائد صلاح، “إن إمعان السلطات الإسرائيلية في التضييق على الشيخ رائد بالرغم من كونه يتواجد في زنزانة بقسم العزل الانفرادي بسجن “شيكما” يزيد يوما بعد يوم قناعتنا أن هذا الملف صناعة مخابراتية سياسية خبيثة قامت بها السلطات الإسرائيلية ضد الشيخ رائد والمفاهيم التي يحملها”.
واستدرك زبارقة، الذي كان بزيارة أمس الخميس للشيخ رائد في السجن “لكن مع كل هذا التضييق، يبقى الشيخ رائد صامدا وصابرا لإيمانه بأنه يدفع ثمن مواقفه ودفاعه عن الثوابت الإسلامية والعروبية والفلسطينية”.
حول أشكال الحرمان التي يعاني منها الشيخ رائد، تابع زبارقة في حديث لـ “المدينة”: “حتى هذه اللحظة تمنع سلطة السجن الشيخ رائد من حقه بالقراءة ولم تسمح له إلا بإدخال كتاب واحد كان معه يوم دخل إلى السجن، ورغم تكرار الطلبات لإدارة السجن بإدخال كتب معينة طلبها الشيخ إلا أن الطلبات تواجه بالمماطلة، كذلك تحرم إدارة السجن الشيخ رائد من حقه بمكالمة والدته المسنّة والمريضة، هاتفيا، رغم أننا كطاقم دفاع تقدّمنا بطلب قبل نحو شهر لا سيّما أن والدته لا تقدر على زيارته بسبب ظروفها الصحية والمسافة الطويلة إلى السجن”.
ولفت زبارقة إلى أن إدارة السجن لا تزال تماطل في طلب الشيخ رائد تحويله إلى سجن وقسم عام في منطقة الشمال وأضاف: “أخبرني الشيخ رائد خلال زيارتي أمس، أن أحد المسؤولين في إدارة السجن أبلغه أن رفض طلبه الانتقال إلى سجن في شمال البلاد لا يتعلق بإدارة السجن وإنما الرفض جاء من قبل مصلحة السجون القطرية”.
وأكد المحامي خالد زبارقة أن “الشيخ والحمد لله صحته جيدة ويبلغ تحياته إلى كل أبناء شعبنا، كذلك يثمّن الموقف المبارك لأبناء شعبنا المندد بالهجمة الخبيثة للرئيس الفرنسي ضد الإسلام، وحيا فضيلته كافة المنتصرين لنبينا وللإسلام مؤكدا تفاؤله واستبشاره بالفرج القريب للأمة الإسلامية والعربية وشعبنا الفلسطيني”.
ونقل الزبارقة قلق الشيخ رائد صلاح لما آلت إليه الأوضاع في المجتمع العربي فيما يخص استفحال العنف والجريمة، حيث دعا إلى ضرورة أن تكون هناك مبادرات ومشاريع واضحة من قبل القيادات للجم العنف والتصدي له ورفع منسوب الشعور بالأمان عند الانسان الفلسطيني في الداخل.
إلى ذلك، وضمن الزيارات المتواصلة من قبل طاقم الدفاع للشيخ رائد صلاح، قام المحامي محمد صبحي جبارين، هذا الأسبوع، بزيارة الشيخ في سجنه “هشيكما” مؤكدا بدوره أن “معنويات الشيخ والحمد لله جيدة جدا، وحتى أنه يبث الأمل والمعنويات في زائريه، مع تأكيده أن وضعه في قسم العزل هو قرار كيدي إسرائيلي خبيث يمنعه من التواصل مع باقي الأسرى”.
زيارة صلاح الدين ولبابة
تسمح سلطة السجون لعائلة الشيخ رائد صلاح، بزيارته مرة واحدة في الشهر مع تقييد عدد الزوار بشخصين، بدعوى إجراءات السلامة للحد من انتشار جائحة كورونا.
لذلك، ومنذ اعتقاله إلى اليوم، زار 4 فقط من أفراد العائلة الشيخ وهم: السيدة أم عمر، زوجة الشيخ رائد ونجله عمر، وكانت هذه الزيارة الأولى في 30/8/2020، في حين زاره نجله صلاح وكريمته لبابة، الأسبوع الماضي، بعد انقطاع عن التواصل مع الوالد قبل أكثر من شهرين.
يقول صلاح، وهو في الصف الثاني عشر، إن اللقاء مع أبيه كان مؤثرا بطبيعة الحال، لكنه اطمأن أن صحته جيدة، ويضيف: “أول ما سألنا عنه طبعا عن أحوالنا جميعا وخاصة جدتي، كذلك أحطنها بأخبار البلد، صحيح اننا نتحدث معه عبر فاصل زجاجي دون أن نتمكن من مصافحته وعناقه ولكن مجرد رؤيته والاطمئنان عليه تفرحنا وتثير فينا العديد من المشاعر الطيبة”.