ذكرى الوعد المشؤوم: محاضرة قيّمة للبروفيسور أبو جابر بعنوان “بلفور 103 والعرب يطبّعون”
ضمن نشاطه الرامي لحفظ الذاكرة الفلسطينية أقام حزب الوفاء والإصلاح محاضرة مساء الأحد، قدّمها البروفيسور إبراهيم أبو جابر نائب رئيس الحزب، تحت عنوان “بلفور 103…والعرب بطبّعون”.
واستهل أبو جابر حديثه بتقديم التحية لجماهير شعبنا عمومًا ولأسرى الحرية خصوصًا، ثم شرع بشرح حيثيات إصدار “وعد” بلفور المشؤوم حيث صادقت الحكومة البريطانيّة على الإعلان يوم 3.10.1917 ثم تم تسليمه لحاييم وايزمن يوم 2.11.1917.
ولفت أبو جابر النظر إلى أن “وعد بلفور” المشؤوم (التسمية نسبةً إلى آرثر جيمس بلفور وزير الخارجية البريطانّية يومها الذي أرسل نص الإعلان لقيادة المشروع الصهيوني) تمت صياغته بأيدي صهيونية كحاييم وايزمن وحاييم سوكولوف وهاربرت صموئيل والبارون روتشيلد وذلك تحت إشراف الدبلوماسي البريطاني المعروف كارل سايكس.
وأوضح المحاضر أن “الوعد” جاء نتيجة لتقاطع المصالح بين بريطانيا وقادة الحركة الصهيونية وقد قُدمت 3 صياغات:
“1-“إقامة دولة لليهود في فلسطين”، 2- “إقامة الوطن اليهودي في فلسطين”، 3) “إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين”، وهذه الأخيرة هي الصيغة التي قبلتها الحكومة البريطانيّة.
واستغلّت بريطانيا الانشغال العالمي بالحرب العالمية الأولى وكذلك ضعف الدولة العثمانية لإصدار “الوعد” المشؤوم، وبذلك تكون بريطانيا قد استبقت القيصر الروسي بإصدار وعد شبيه، ومن أهداف بريطانيا كذلك كان توظيف يهود أميركا لدفع الولايات المتحدة الأمريكية لدخول الحرب الى جانب الحلفاء وهذا ما تم.
وأوضح أبو جابر أن هذا الإعلان باطل، فأهل فلسطين لم يستشرهم أحد وهم 93% من السكان بينما المهاجرون اليهود لا يتعدون الـ 7%، فهو “وعد من لا يملك لمن لا يستحق” اما حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره فلم يُكترث له.
وأكد المحاضر أن “وعد بلفور” المشؤوم جرَّ الويلات على شعبنا الفلسطيني بدءًا من معاهدة فرساي والتي من خلالها اعترف الملك فيصل ابن الشريف حسين بهذا الوعد المشؤوم مرورًا بانتداب بريطانيا على فلسطين في العام 1922 على يد عصبة الأمم التي كانت قد تأسّست عام 1919 ما شكّل دفعة وبصمة دولية على الوعد إياه، تبع ذلك قرار التقسيم في العام 1947 القاضي بإعطاء اليهود 56% من الأرض مقابل 42.5% لأصحاب البلاد وهذا ما رفضه شعبنا قولًا واحدًا، ثم صدور “الكتب البيضاء” ضد مصالح شعبنا الفلسطيني تبع ذلك ثورة 1921 ثم ثورة يافا عام 1921 وثورة البراق عام 1929 ثم الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 والتي قدم فيها شعبنا الفلسطيني 5 آلاف شهيد، والنكبة هي الحدث الأبشع، فالنكسة….إلخ
ثم عرج البروفيسور إبراهيم أبو جابر على ذكر مجزرة كفر قاسم التي وقعت يوم 29.10.1956 والتي راح ضحيتها 49 شهيدًا، ثم وقعت سلسلة من المجازر كَتَبِعات لوعد بلفور المشؤوم، ثم وصلنا الى صفقة القرن التي يُحاول من خلالها تصفية القضية الفلسطينية، إلى أن تلقى شعبنا الفلسطيني خنجرًا في الظهر من بعض الأنظمة العربية التي شرعت بتطبيع علاقاتها مع المؤسسة الإسرائيلية حيث تُرك الفلسطينيون في الميدان وحدهم. وختم أبو جابر محاضرته مؤكدا أن كل ذلك لن يثنينا عن التمسك بثوابتنا وبحق شعبنا بالعودة وإقامة دولته وعاصمتها القدس.