زراعة الورد تتلاشى في غزة بسبب كورونا والحصار
عاش مزارعو الورد في قطاع غزة أعوامًا وردية في بداية التسعينات عندما كانت أراضيهم تنتج آلاف الورود من خلال 120 دونماً كانوا يزرعونها بأنواع الورد المختلفة المعدة خصيصاً للتصدير ومختلف المناسبات في قطاع غزة.
إلا أنّه مع بداية الحصار على قطاع غزة منذ العام 2007، بدأت زراعة الورد تتراجع شيئًا فشيئًا، حتى بدأت بالتلاشي مع حلول جائحة كورونا بداية العام الحالي في قطاع غزة، وأصبحت الدونمات المزروعة بالورد لا تتجاوز العشرين دونمًا.
ويؤكّد مزارعو الورد أنّهم منذ بداية الحصار على قطاع غزة، تعرضوا لخسائر كبيرة بسبب توقف تصدير الورد لدول أوروبا، وبعد عودة التصدير بكميات أقل من الأول، حلّت جائحة كورونا التي قضت على أي أمل في الاستمرار بزراعة الورد.
استبدال الأولويات
مؤخرًا بدأ المزارع الفلسطيني حماد عراد -في الخمسينات من عمره- استبدال زراعة الورد بزراعة المحاصيل الزراعية القابلة للتسويق المحلي، مبينًا أنّ زراعة المحاصيل يمكن أن تكون أفضل في مثل هذا الوقت في ظل الحصار وتفشي وباء كورونا الذي يمنع الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية.
وقال عراد لمراسلنا إنّه لم يتخلّ عن زراعة الورد على مدار عشرين عامًا مضت، إلا أنّ الورد بات يصرف طعامًا للمواشي هذه الأيام، أو يتلف بشكلٍ أو بآخر، لأنه يمنع من التصدير، ولا يباع محليًّا بسبب وباء كورونا.
وأوضح أنّه بدأ مؤخرًا بزراعة أرضيه بمحاصيل محلية قابلة للتسويق محليًّا بعيدًا عن زراعة الورد، داعيًا إلى الوقوف إلى جانب مزارعي الورد الذين تعرضوا لخسائر كبيرة جدًّا.
الدعم الهولندي
وكان مزارعو الورد في قطاع غزة يتلقون دعمًا هولنديًّا للاستمرار في مشاريعهم الزراعية لتصدير الورد إلى دول أوروبا، إلا أنّ هذا الدعم بدأ بالتراجع مؤخرًا حتى توقف تمامًا.
وقال الناطق باسم وزارة الزراعة، أدهم البسيوني، إنّ مزارعي الورد كانوا يتلقون دعمًا من الهولنديين؛ إلا أنّ هذا الدعم تراجع كثيرًا حتى توقف مؤخرًا، مبينًا أنّ المزارعين يتجهون في هذه الأيام لزراعة المحاصيل المحلية بعد فشل هذا الموسم في زراعة الورد.
ويحتاج الورد إلى اهتمام كبير خلال فترة الزراعة مرورًا بالحصاد؛ حيث تتراوح فترة الإنتاج بين 3 إلى 6 أشهرٍ على الأقل، وهي فترة طويلة مقارنة ببعض المحاصيل الزراعية الأخرى، وهو سبب آخر دفع المزارعين في غزة للتخلي عن زراعة الورد.
وتتركز زراعة الورود في قطاع غزة في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وفي مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.