تنسيق مصري يوناني قبرصي في شرق المتوسط.. وتركيا تؤكد: لن نتنازل عن قطرة من مياهنا الإقليمية
مددت تركيا مهمة استكشاف الغاز شرقي البحر المتوسط، وأكدت أنها لن تتنازل مطلقا عن حقوقها في المنطقة، في حين اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع قادة اليونان وقبرص على مواجهة ما سماها السياسات الاستفزازية هناك.
ففي رسالة وجهتها -أمس الأربعاء- إلى نظام الإنذار البحري “نافتيكس”، قالت البحرية التركية إنّ السفينة “عروج ريس” التي كان من المقرر أن تنهي مهمتها اليوم الخميس، ستواصل عملها البحري حتى 27 من الشهر الجاري.
وقبل نحو 10 أيام، وعقب فشل إعلان اليونان عن مناورات عسكرية في شرق المتوسط، أعلنت أنقرة عن إبحار السفينة “عروج ريس” مجددا من أنطاليا (جنوبي تركيا) للقيام بأعمال استكشافية في منطقة بحرية تبعد 15 كلم فقط عن الشواطئ التركية و425 كيلومترا عن البرّ اليوناني الرئيسي، وأثارت هذه الخطوة حينها مواقف أوروبية منددة.
وبالتزامن مع قرار تمديد مهمة سفينة الاستكشاف التركية، أكد فؤاد أقطاي نائب الرئيس التركي أن بلاده لن تتنازل عن شبر من أراضيها أو قطرة من مياهها الإقليمية لأي كان، وليس اليونان فقط.
وقال أقطاي -في مقابلة مع محطة “سي إن إن تورك” (CNN Türk) أمس الأربعاء- إن لدى بلاده جرفا قاريا خاصا بها في المتوسط تقوم بالتنقيب فيه، مضيفا أنها لا تحتاج لإذن أو موافقة من أحد، وأنها ستواصل أعمال التنقيب والبحث في المتوسط وكذلك في شمال قبرص.
وتابع “تركيا لن تتنازل عن شبر من أراضيها أو قطرة من مياهها الإقليمية لأي كان وليس اليونان فقط، خصوصا فيما يتعلق بحقوق الأجيال القادمة، فهي لن تفرّط فيها لأحد مهما كلفها ذلك”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومسؤولون آخرون أكدوا مرارا أن بلادهم لن تتخلى عن حقوقها في شرق المتوسط، وشددوا على ضرورة التقاسم العادل للثروات الطبيعية في هذه المنطقة التي يرجّح أنها تضمّ مخزونات كبيرة من الغاز لم يتم اكتشافها بعد.
تنسيق ثلاثي
وفي الأثناء، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي -أمس في نيقوسيا- إنه اتفق خلال محادثاته مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ورئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس، على ضرورة الرد على ما وصفها بالسياسات الاستفزازية التي تقوّض الاستقرار، وكان يشير -فيما يبدو- إلى تركيا.
وبينما ندد ميتسوتاكيس بما سماها الأوهام الإمبريالية لتركيا، قال أناستاسيادس إن العلاقات الثلاثية بين قبرص ومصر واليونان ليست موجهة ضد أي دولة، وإنما تستهدف تحقيق السلام والاستقرار في شرق المتوسط.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن القمة الثلاثية تؤكد على ضرورة المضي في تنفيذ المشروعات المشتركة في إطار آلية التعاون الثلاثي، والتصدي للتحديات في منطقتي شرق المتوسط والشرق الأوسط.
في غضون ذلك، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) ينس ستولتنبرغ إن آلية خفض التوتر بين تركيا واليونان يجب أن تكون الأساس في حلِّ أي مشاكل أو خلافات في منطقة شرق المتوسط، مشيرا إلى أن الجانبين اتفقا على آلية لتقليل الأخطار المحتملة للصدام العسكري، حتى لا يخرج الوضع عن السيطرة.
وأضاف ستولتنبرغ -في إيجاز صحفي في بروكسل، أمس الأربعاء، تحدث فيه عن أجندة اجتماع وزراء دفاع الحلف خلال اليومين المقبلين- أن اليونان وتركيا حليفان مهمان للناتو، ويجب تقليل التوتر ومنع أي حوادث محتملة بين الحلفاء.