الانتخابات الإسرائيلية المبكرة تلوح بالأفق مجددا إثر أزمة “الميزانية”
تلوح بالأفق، انتخابات إسرائيلية مبكرة، مع اقتراب موعد إقرار الميزانية العامة، في ظل خلافات بين قطبي الحكومة “الليكود” و”أزرق أبيض”.
وتبادل مسؤولون من “الليكود” برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، و”أزرق أبيض”، بزعامة وزير الدفاع بيني غانتس، الاتهامات.
وقال هيئة البث الإسرائيلية، الخميس، إن حزب “أزرق أبيض” يدرس عدم المصادقة على الميزانية، وتبكير الانتخابات إلى شهر مارس/آذار المقبل.
ويتمحور الخلاف الأساسي بين الحزبين، حول رغبة “الليكود” في إقرار ميزانية لعام واحد، في حين يسعى “أزرق أبيض” إلى إقرار ميزانية لعامين.
وفي حال جرت الانتخابات، فإنها ستكون الرابعة التي تجري منذ شهر إبريل/نيسان 2019.
وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم”، الخميس، إنه يتوجب على الكنيست المصادقة على الميزانية حتى موعد أقصاه الـ 23 من ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وأضافت “عدم المصادقة على الميزانية في موعدها، يعني حلّ الكنيست والتوجه إلى انتخابات مبكرة، حسبما ينص القانون الإسرائيلي”.
وتفاقم الخلاف بين “الليكود” و”أزرق أبيض” مع تصاعد الصعوبات الاقتصادية الناتجة عن القيود التي فرضتها الحكومة، للحد من انتشار فيروس كورونا، إضافة إلى تصاعد الاحتجاجات المطالبة باستقالة نتنياهو، إثر تقديم لائحة اتهام بالفساد ضده إلى المحكمة.
وقالت ميراف كوهين، وزيرة المساواة الاجتماعية والمتقاعدين من حزب “أزرق أبيض”، لهيئة البث الإسرائيلية، الخميس “سنقوم بكل الخطوات المتوفرة بما في ذلك الذهاب الى انتخابات مبكرة من أجل المصادقة على الميزانية للعام المقبل”.
وأضافت “إن هناك اعتبارات سياسية، لا سيما محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحدو بحزب الليكود الى عدم تمرير مشروع ميزانية الدولة، لأن ذلك سيمكنه من الانسحاب من اتفاقية المناوبة”.
وكان “الليكود” و”أزرق أبيض” توصلا في شهر مايو/أيار الماضي لاتفاق يتناوب بموجبه نتنياهو وغانتس على رئاسة الحكومة، لمدة 18 شهرا لكل منهما.
ولكن المسؤولين في حزب “أزرق أبيض” يقولون إن نتنياهو يدفع باتجاه خلق أزمات، لتفادي تولي غانتس رئاسة الحكومة، في الموعد المحدد نهاية العام المقبل.
ودعا القيادي في حزب “الليكود” النائب ميكي زوهر، إلى تفكيك الحكومة والذهاب إلى انتخابات مبكرة.
وكتب في تغريدة على حسابه في “تويتر”، مساء الأربعاء “لا بد من تفكيكها (الحكومة) في أسرع وقت ممكن والعودة إلى الجمهور ليتخذ القرار”.
من جانبه، اعتبر زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني المعارض أفيغدور ليبرمان، أن نتنياهو يدفع نحو خلق أزمة حول الميزانية، من أجل الذهاب إلى انتخابات مبكرة، لتفادي تسليم رئاسة الحكومة إلى غانتس.
وقال لهيئة البث الإسرائيلية، الخميس “لقد حسم نتنياهو أمره بالذهاب إلى انتخابات، وهو ينتظر الآن الفرصة المناسبة للإعلان عن ذلك، حيث يعكف على خلق أزمة حول الميزانية”.
وأضاف ليبرمان “إن حلّ الحكومة حول اقرار ميزانية الدولة، هي الفرصة الوحيدة أمام نتنياهو لحل الائتلاف الحكومي، بدون تسليم زمام الأمور إلى بيني غانتس”.
وكانت نتائج استطلاعات أخيرة للرأي العام في إسرائيل، قد أبرزت تراجعا حادا في مكانة حزب “الليكود” لصالح تحالف “يمينا” اليميني المتشدد برئاسة وزير الدفاع السابق نفتالي بينيت.
وعلى الرغم من هذا التراجع، إلا أن نتائج الاستطلاع قالت إن أحزاب اليمين ستبقى هي المهيمنة في الكنيست، في حال أجريت انتخابات، في هذه الفترة.