والد الشهيد “الدرة”: محمد بات أيقونة عالمية للنضال
أكد والد الشهيد الطفل، محمد الدرة، أن حادثة استشهاد ولده جعلت منه أيقونة عالمية للنضال، ومصدر إلهام للكثير من الشباب الفلسطيني ممن لم يعيشوا قصة قتله وإعدامه على يد الاحتلال.
وقال الدرة، إنه لا يزال يشعر بالألم والحسرة لعدم تمكنه من رؤية ولده وتقبيله قبل مواراته الثرى في مدينة البريج وسط قطاع غزة.
واستشهد الطفل محمد الدرة؛ الذي أعتبر أيقونة “انتفاضة الأقصى”، يوم 30 أيلول/ سبتمبر 2000، أي بعد يومين من انطلاقة شرارة الانتفاضة في 28 من الشهر ذاته، والتي اندلعت في أعقاب اقتحام رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، أريئيل شارون، المسجد الأقصى المبارك.
وأظهر شريط مسجل التقطه مراسل قناة تلفزيونية فرنسية، في 30 أيلول/ سبتمبر 2000، مشاهد حية لإعدام الطفل الدرة (12 عاما)، الذي كان يحتمي هو ووالده خلف كتلة إسمنتية، في شارع صلاح الدين جنوب مدينة غزة.
وفي الجزء الثالث من حوار “عربي21” مع جمال الدرة، والد أيقونة الانتفاضة الثانية، نبه إلى أنه رغم مرور 20 عاما اليوم على جريمة إعدام محمد، فما زال “الحدث كأنه يجري الآن”، وقال: “لا أستطيع أن أنسى أو أتناسى هذا الحدث”.
وذكر الدرة، أن “قضية محمد باتت مؤثرة في كل العالم، حتى في الأجيال التي قدمت بعد ذلك، فإنها ما زالت تتفاعل مع الحدث وكأنه وقع اليوم”.
وعن سؤاله حول أصعب المحطات التي مر بها، بين أنه يشعر بألم وحسرة كونه لم يتمكن من وداع محمد بسبب فترة العلاج التي قضاها في الأردن، مضيفا أنه “في بعض الأحيان تأتي لي هواجس، بأن أقوم بفتح قبر محمد كي أودعه، لأني لم أتمكن من تقبيله”.
ولفت الدرة إلى أنه رزق بطفل بعد سنتين من استشهاد محمد، وأطلق عليه الاسم نفسه، وهو الآن في عمر الـ18 عاما، ويعيش مع أسرته في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة.
وبحسب أرقام فلسطينية وإسرائيلية رسمية، فقد أسفرت انتفاضة الأقصى عن استشهاد 4,412 فلسطينيا وعن 48,322 جريحا، فيما قتل 1,069 إسرائيليا وجرح 4,500 آخرون.
وبحسب تقرير إحصائي صادر عن مركز المعلومات الوطني التابع للهيئة العامة للاستعلامات الفلسطينية، أكد أن عدد الشهداء منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2005، بلغ 4,242 شهيدا، وعدد الجرحى 46,068 منهم 8,435 جريحا تلقوا علاجا ميدانيا.
وبين أن عدد الشهداء الأطفال (أقل من 18 عاما) بلغ 793، وبلغ عدد الشهداء جراء القصف الإسرائيلي 732 شهيدا، فيما بلغ عدد الإناث 270 شهيدة.