مشاركة واسعة في ندوة لمجلس الإفتاء “الترشيد الاستهلاكي من منظور شرعي واقتصادي”
أقام المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل برئاسة الدكتور مشهور فواز ندوة علمية بعنوان: “التّرشيد الاستهلاكي من منظور شرعي واقتصادي” عبر تطبيق الزووم والصفحة الرسمية للمجلس الإسلامي للإفتاء.
وافتتحت النّدوة بآيات عطرة من القرآن الكريم تلاها عضو المجلس الإسلامي للإفتاء الشيخ محمد وتد. فيما أدار الندوة الشيخ خالد زعبي عضو المجلس الإسلامي للإفتاء.
وكانت الكلمة الترحيبية للدكتور مشهور فواز – رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء الذّي أبرق تعزية قلبية بفقد العالم الثابت على الحق فضيلة الشيخ د. نور الدين عتر. ثم بيّن أهمية هذه الندوة وما تحققه من مصالح تربوية وأسرية واجتماعية خصوصاً في ظل الظروف المرحلية التي تمر بها مجتمعاتنا بسبب أزمة كورونا. ذلك أنّ عدم الإدارة المالية السليمة ينجم عنها عنف أسري واجتماعي وتورط بالسوق والسوداء ووقوع في براثن ومستنقعات الربا.
ثمّ الكلمة الأولى كانت للدكتور أنس سليمان عضو المجلس الإسلامي للإفتاء بعنوان “الترشيد الاستهلاكي من منظور شرعي ” ومن أبرز ما جاء في كلمته: أمام التحديات التي تفرضها جائحة فيروس كورونا، من الضروري التأكيد على إدارة الميزانية الأسرية.
وبيّن أنّ عملية الاستهلاك في الاقتصاد الاسلامي تنسجم مع عمارة الدنيا، والتنعم بما فيها في حدود المباح مقارنة مع الاستهلاك في الاقتصاد الوضعي الذي لا ينضبط بضوابط أخلاقية ولا اجتماعية؛ فقد قرر الإسلام بعض ضوابط الاستهلاك، ومن أهم هذه الضوابط هي الآتي:
أ) سلة استهلاك المجتمع المسلم تقتصر على الطيبات.
ب) وسطية الاستهلاك:
الإسلام لا يضبط اتجاه الاستهلاك نحو الطيبات فقط، إنما يضبط درجته أيضاً، فالإنسان مأمور بالاستهلاك إلى الحد الذي يؤمّن كامل طاقته.
ج) وحدة سلم الاستهلاك الاجتماعي:
هنالك اعتبارات وترجيحات شرعية تؤكّد مبدأ وحدة سلم الاستهلاك للمجتمع المسلم، إذ أنّ الإسلام ينظر إلى المجتمع على اعتباره وحدة واحدة، وله دالة استهلاك اجتماعية موحدة.
د) إدخال البُعد الإيثاري والجزاء الأخروي في المنفعة.
وكانت الكلمة الثانية للمتخصص في الاقتصاد الأسري الأستاذ غسان صالح حيث تحدث عن: ” أزمة كورونا بين التبذير والتدبير ” ومن أبرز ما جاء في محاضرته ما يلي:
1 . معدل مصروف الفرد على الغذاء يجب أن لا ويتجاوز 700 ش شهريا؛ وإلا فهناك ضوء احمر.
ب . 85 % من دخل الاسرة العربية يذهب للاستهلاك أي لا للصحة ولا للاستثمار.
ت . 52 % من الأسر العربية تحت خط الفقر!
ث . الاقتصاد الأسري هو إدارة سلوك وقناعات، وليس ادارة اموال وارقام
ج . الكورونا يجب أن تكون فرصة ذهبية لتغيير السلوك والتوفير وليس العكس
نصائح ترشيد الاستهلاك لذا علينا أن نبدأ التفكر بعقلانية لا بالعاطفة وأن نميّز بين الحاجة والرغبة فما يمكن تأجيله فهو رغبة وما لا يمكن تأجيله فهو حاجة.
ح . الاقتصاد الأسري يبدأ من المطبخ، أي التوفير يبدأ باللقمة والدرهم
خ . احذر من فخ المواقع والمتاجر الالكترونية الرخيصة.
د. افحص صناديق التوفير (تقاعد واستكمالات) فلئن تخسر 35 % من أموالك بكسر هذه التوفيرات أفضل من اللجوء للقروض والربا، ومن أن تتورط بالسوق السوداء والربا بالبنوك.
ذ . لا تدخر مدخراتك إذا كنت ذو فاقة وتلجأ للبنوك وغيرها من القروض.
يُذكر أنّ المجلس الإسلامي للإفتاء يقيم بشكل أسبوعي ندوات شرعية علمية على كافة الأصعدة التربوية والصحية والاقتصادية والأسرية والاجتماعية بالمشاركة مع مختصين من مختلف المجالات.
هذا وقد أقام المجلس مؤخراً لجنة أسرية بالتعاون مع جمعية سند لصلاح الأسرة وبناء المجتمع على غرار اللّجنة الطبية المنبثقة عن المجلس الإسلامي للإفتاء.