تلغراف: ألمانيا تعتبر “لغزا حقيقيا” في تعاملها مع كورونا
ذكرت صحيفة تلغراف البريطانية أن ألمانيا تعتبر لغزا حقيقيا نظرا لطريقة تعاملها مع تفشي مرض فيروس كورونا (كوفيد-19)؛ إذ كانت الموجة الأولى داخل حدودها أقل بكثير مما شهدته دول أخرى في أوروبا مثل بريطانيا وإسبانيا وفرنسا، كما لا يتوقع حاليا أن تقع موجة ثانية فيها حاليا، على خلاف ما يبدو أنه سيحصل في دول أخرى.
وتؤكد الصحيفة البريطانية أن من الخطأ المقارنة بين الدول الأوروبية في طريقة التعامل مع الجائحة، لأن معظم الدول تبنت إستراتيجيات “بنفس السوء” لمكافحة الفيروس، باستثناء السويد التي لم تفرض عزلا عاما.
وتنقل الصحيفة عن رئيس المعهد الألماني لعلم الفيروسات هندريك ستريك أن معدل الوفيات في البلاد انخفض مقارنة بوقت سابق من هذا العام، بفضل “الخبرة السريرية” واستعمال مضادات التخثر والأوكسجين وتدابير احترازية لمواجهة تفشي العدوى.
وقال ستريك إن الموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا لن تكون كالأولى، وإنه حان وقت الكف عن التهويل، كما لا يمكن فرض الإغلاق الكامل مرة أخرى وشل الحياة.
وترى الصحيفة أن مقاربة ألمانيا في مواجهة الفيروس دعت دولا أخرى لأن تدرس أفكارا مماثلة؛ إذ تقوم المقاربة على محاربة البطالة، من خلال تمديد “خطة دعم الأجور” للعام المقبل لحماية الوظائف.
وحول ذلك، تقول الصحيفة إن بريطانيا على سبيل المثال ستعلن قريبا عن خطة لدعم الاقتصاد خلال الشتاء المقبل، فيما سيكون للشركات القادرة على العمل حق الاستفادة من مثل هذه الخطة. كما بات البريطانيون يدرسون خططا مماثلة لدعم الرواتب.
يذكر أن جائحة كورونا ساهمت في تباطؤ الاقتصاد الألماني، كما حرمت الإغلاقات العالمية للأسواق البلد الأوروبي من أسواق خارجية اعتمد عليها في ازدهاره. وباتت حكومة ميركل أمام تحديات اقتصادية جديدة أضيفت لسلسلة كبيرة أخرى من التحديات السياسية والمجتمعية وشؤون الاندماج داخل المجتمع. ومن أجل تحريك الاقتصاد، وإبعاد شبح الانهيار الاقتصادي، ركزت ألمانيا على سياسة أوروبية داعمة تضمن تكاملا اقتصاديا للقارة العجوز. بالإضافة لذلك كان للجانب المحلي جانب كبير من الاهتمام الحكومي، فبدأت العمل على إيجاد سياسات اقتصادية لتحفيز الطلب المحلي.
وفي مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد الذي شل قطاع الطيران وفرض على الموظفين العمل الجزئي وتسبب بإغلاق معظم المتاجر، تعهدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل سابقا أن تبذل بلادها كل ما في وسعها للحفاظ على اقتصادها.
وكانت المستشارة قد أكدت أنها والحكومة سيبذلون ما في وسعهم لتخطي هذه الأزمة بشكل جيد، وتابعت: “سنرى في نهايتها ما سيكون وضع موازنتنا”، مشددة على أن التغلب على الفيروس “يأتي في المرتبة الأولى”.