مصر تنتفض في “جمعة الغضب”: الآلاف يهتفون بسقوط السيسي
خرج الآلاف من المصريين في مظاهرات منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية، وهدم المنازل بحجة مخالفة قانون البناء، عقب صلاة الجمعة مباشرة في العديد من المحافظات الرئيسية تحت شعار “جمعة الغضب”، وهي أول مظاهرات تنطلق نهاراً منذ عدة سنوات في مصر، في وقت امتدت فيه الاحتجاجات لتشمل المزيد من المناطق والمحافظات الجديدة، مثل دمياط والأقصر ومدينة السادس من أكتوبر في الجيزة.
وخرجت مظاهرات معارضة حاشدة وسط تواجد بارز للشباب والمرأة، والمواطنين البسطاء من غير المسيسين في مناطق حي الجناين في السويس، ومدينتي السلام وحلوان في القاهرة، ومراكز أبو قرقاص وملوي وبني مزار وجبل الطير في المنيا، وقرى الشوبك الشرقي والكداية والبليدة وطموة ومناطق المنيب وترسا والمنصورية في الجيزة، وكفر سعد وأبو غالب وشطا في دمياط، وشبرا الخيمة في القليوبية، ومدينة المنصورة في الدقهلية، والمعمورة وعزبة فرعون في الإسكندرية.
ودوت أصوات المتظاهرين بالهتافات المطالبة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومنها: “ثوار أحرار هانكمل المشوار”، و”يا أهالينا يا أهالينا انضموا لينا”، و”واحد اثنين الشعب المصري فين”، و”يالي ساكت ساكت ليه أخدت حقك ولا إيه”، و”بالطول وبالعرض هانجيب السيسي الأرض”، و”ارحل يا سيسي ارحل يا بلحة”، و”لا إله إلا الله… السيسي عدو الله”، و”يسقط يسقط حكم العسكر”.
وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش صوب المتظاهرين في العديد من المناطق، لا سيما في محافظات السويس ودمياط والقاهرة، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم، فضلاً عن شن حملة مداهمات واعتقالات واسعة طاولت المئات من الأشخاص، لتشمل جميع الفئات في المجتمع، بمن فيهم الأطفال الذين لم تتعدى أعمارهم 14 عاماً على أقصى تقدير.
إلى ذلك، أعلنت السلطات المصرية غلق محور الأوتوستراد بشكل كلي على مدار يومي الجمعة والسبت، وإجراء تحويلات مرورية لحركة السيارات، بزعم رفع الأجزاء المعدنية الخاصة بكوبري التونسي الجديد، وهو الطريق الذي دعا المعارض المصري من الخارج محمد علي إلى قطعه في الاتجاهين، في إطار الاحتجاجات الرافضة للسلطة الحاكمة، حيث نجح متظاهرون في قطع الطريق بالفعل في منطقة طرة للمطالبة برحيل السيسي.
وتشهد عواصم المحافظات المصرية حالة من الاستنفار الأمني الواسع، وانتشاراً مكثفاً لقوات الشرطة في جميع الأحياء الرئيسية، خاصة في محافظات القاهرة الكبرى، مع إصدار الأمن تعليمات صارمة بإغلاق جميع المقاهي حتى صباح يوم السبت بشكل مبدئي، علاوة على نشر الدوريات الثابتة والمتحركة، وتكثيف الارتكازات المسلحة على المحاور المرورية، وفي محيط المناطق الحيوية.
وكانت نيابة أمن الدولة العليا قد فتحت قضايا جديدة للمشاركين في المظاهرات الرافضة للنظام خلال الأيام السابقة، تتضمن اتهامات بـ”الانتماء إلى جماعات محظورة، وبث شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، وإساءة استخدامها، وتلقي تمويلات من الخارج بغرض بهدف إحداث حالة من الفوضى في البلاد”، مستخدمة محتويات هواتف المعتقلين، ومنشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي كأدلة لاتهامهم.