قطر تستضيف اجتماعات حاسمة لقيادات فتح وحماس تمهيداً لترسيم المصالحة الفلسطينية
تنطلق في العاصمة القطرية الدوحة لقاءات رفيعة المستوى، بين قيادات الفصائل الفلسطينية في مسعى لترسيم المصالحة الوطنية، والخروج بتوافقات لرأب الصدع، ومواجهة التحديات التي يشهدها الملف.
وتأتي هذه المساعي في ظل التحولات التي تشهدها القضية الفلسطينية، التي تمر بأخطر أزمة، ناتجة عن شق الصف العربي، بسبب هرولة عدد من العواصم العربية نحو تل أبيب.
وتسببت مواقف الإمارات والبحرين، بتطبيع علاقاتهما مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بمباركة عواصم أخرى، بمأزق، أضر القضية الفلسطينية، التي تواجه تعنثاً إسرائيلياً، مع سياسات الاحتلال الاستفزازية، ومساعيه لضم الأراضي، ضمن ما يسمى “صفقة القرن” المرفوضة، والتي يرعاها البيت الأبيض.
واجتمع الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع اللواء جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية، الذي يزور قطر حالياً.
وجرى خلال الاجتماع حسب بيان وزارة الخارجية القطرية، استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، بالإضافة إلى الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال الاجتماع، دعم قطر الكامل لتحقيق المصالحة الوطنية، وجدد موقف الدوحة الداعي إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية وعلى أساس حل الدولتين وبما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وكان منير غنام السفير الفلسطيني في قطر كشف في تصريح خاص لـ”القدس العربي” وصول وفد من قيادات حركة فتح إلى العاصمة القطرية الدوحة، للاجتماع مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، ضمن المساعي الرامية إلى التوصل لتفاهمات نهائية، تكرس مصالحة فلسطينية، وتوحد مواقف قيادات الفصائل، إزاء التطورات التي تشهدها الساحة الدولية.
وأكد منير غنام السفير الفلسطيني في الدوحة في تصريح خاص لـ”القدس العربي” أن مسار المصالحة الفلسطينية في اتجاه إيجابي، وقال: “المصالحة تسير بشكل جيد”.
من جانبه كشف موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، لـ”القدس العربي” حقيقة ما تم التوافق عليه مع حركة فتح في اللقاءات التي جرت في مدينة إسطنبول التركية على مدى الأيام الماضية. وبينما أكد أبو مرزوق بحث ملف الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، نفى تحديد موعد الانتخابات أو كيفية إجرائها، وحذر من وجود أطراف إقليمية لها تأثير كبير على قرار إجراء الانتخابات.
وفي تصريح لـ”القدس العربي”، أكد أبو مرزوق أنه جرى طرح موضوع الانتخابات في لقاء إسطنبول، قائلا إنه “تم التوافق على تفاصيل الحوار حول الانتخابات التشريعية والبحث في (انتخابات) الرئاسة وتفاصيل (انتخابات المجلس) الوطني”، وكشف أبو مرزوق عن لقاء آخر سيجري مطلع شهر أكتوبر المقبل لبحث ملف الانتخابات.
وكشفت مصادر في الدوحة أن اللقاءات التي تجمع قيادتي فتح وحماس، ستحسم مسألة موعد الانتخابات المقبلة، وضمانات نجاح المصالحة، والخطوات المقبلة المتوقعة لتكريسها ميدانياً.
وجرت خلال الفترة الماضية اجتماعات ضمت وفدي حماس وفتح، احتضنتها إسطنبول. وشارك فيها أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، وروحي فتوح، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، والناطق باسم الحركة حسام بدران، بحضور السفير الفلسطيني في تركيا فائد مصطفى.
وفي بيان مشترك أصدرته الحركتان وصل “القدس العربي” نسخة منه، أعلنا اتفاقهما على “رؤية”، ستقدم لحوار وطني شامل، بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية، وذلك في أعقاب سلسلة لقاءات جمعت وفدي الحركتين في مقر القنصلية العامة الفلسطينية في مدينة إسطنبول التركية.
وأوضح البيان أن “الرؤية” التي جرى الاتفاق عليها تعتمد على مخرجات مؤتمر الأمناء العامون الذي انعقد في بيروت ورام الله، مؤخراً، وجاء في البيان: “جرى إنضاج رؤية متفق عليها بين الوفدين، على أن تقدم للحوار الوطني الشامل بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية”.
وذكر أن “الإعلان النهائي والرسمي عن التوافق الوطني”، سيكون في لقاء جديد للأمناء العامين للفصائل، سيعقد تحت رعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في موعد لا يتجاوز الأول من أكتوبر/ تشرين الأول القادم.
وكشفت قيادات فلسطينية، أن “المسؤولين في حركتي (فتح) و(حماس)، مصرون على إنجاز اتفاق خلال فترة قصيرة. ويوجد اتفاق عام على إصدار الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوماً رئاسياً بذلك خلال 10 أيام”.
ووضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في صورة الحوارات التي جرت بين حركتي فتح وحماس، والفصائل الفلسطينية، وفق ما تم الاتفاق عليه في اجتماع الأمناء العامين للفصائل، وإصرار الجميع على وحدة الموقف، بهدف تحقيق المصالحة والذهاب للانتخابات.
وطالب الرئيس عباس خلال اتصال هاتفي مع أردوغان، بدعم تركيا بهذا الاتجاه، وتوفير مراقبين ضمن لجنة المراقبين الدوليين، لمراقبة الانتخابات.
ووضع عباس نظيره أردوغان في صورة آخر المستجدات السياسية، والضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على عدد من الدول، وضرورة مواجهة هذه الضغوط والالتزام بمبادرة السلام العربية.