أديب إسرائيلي: نعيش في دولة منقسمة وخاسرة يقودها فاسد فاشل
قال أديب إسرائيلي كبير؛ إن “الإسرائيليين يتمنون الكثير من الأمنيات والأحلام في عامهم الجديد، من بينها أن يكون لهم رئيس حكومة لا يبذر روحا شريرة بينهم، بل يبذل قصارى جهده لمداواة جروحهم، لأنه منذ 12 عاما، يواصل بنيامين نتنياهو بذر هذه الروح الشريرة، ما أنتج دولة منقسمة وخاسرة، لا تثق بقيادتها ونفسها، فريسة سهلة لعاصفة الجائحة”.
وأضاف ديفيد غروسمان في مقاله بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن “هذه الأمنية تشمل حتى أنصار نتنياهو، الذين يتمنون ببساطة حياة مستقرة وهادئة وآمنة، وخالية من الفساد، يتمنون لأنفسهم رئيس حكومة ليس “ساحرا”، بل زعيما يتعامل ببساطة مع شؤون الدولة، ويبذل قصارى جهده لمداواة جروحها، يتمنون حياة صافية يفتقدونها في إسرائيل”.
ويعتبر غروسمان، 65 عاما، أحد أهم مؤلفي القصص والروايات الإسرائيليين، وترجمت كتاباته للعديد من اللغات، بينها “الريح الصفراء” حول الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، التي أثارت جدلا في إسرائيل، ويعدّ ناشطا من أجل السلام، ويحظى باحترام من مناوئي الصهيونية.
وأشار إلى أن “نتنياهو عودنا على حقيقة أن كل شيء يلمسه يصبح غامضا، معقد في بعض الاهتمامات الكامنة والمتعرجة، أو في قاع مزدوج، صحيح أنه مدهش في التحدث والإثارة، فضلا عن تحقيق إنجاز سياسي كبير ومهم للغاية مع دول الخليج، قد يغير وعي شعوب المنطقة، لكن لماذا يشعر الكثير من الإسرائيليين بأنهم أجانب ومنفيون في دولتهم، لماذا يشعر الكثير منا بشعور دائم بالاختناق، وصعوبة التنفس؟”.
وأوضح أن “الإسرائيليين اليوم باتوا مادة خام ممتازة لأي تلاعب، مادة ناعمة ومرنة لخلق دكتاتورية أشبه بديمقراطية أسسها نتنياهو، وهذا هو السبب في أن حركة الاحتجاج ضده منعشة ومشجعة وحيوية، لأننا فجأة نسمع هنا خطابا حادا وواضحا، يخترق الأصداء الخادعة التي تغمرنا منذ سنوات، احتجاجا يعيد إحياء الشعور بالرفاهية فينا بعد سنوات من الأكاذيب والمبالغات”.
وأكد أن “الاحتجاج القائم على نتنياهو منذ أسابيع، يتكون من مجموعات عديدة لا علاقة لها أحيانا بعضها ببعض، قيادتها متعددة الرؤوس، ما زالت تتلمس طريقها، لكن هذا ما يقويها، في حركتها التي لا تزال محرجة، في طاقات المواطن الإسرائيلي الذي يجب أن يخترق الشعور بالاختناق، مع أن نتنياهو يتهم المحتجين ضده، بمن فيهم اليسار والإعلام والنيابة العامة والمعارضة، بأنه “ليس لديهم بيبي”.
وأشار إلى أن “إسرائيل في عهد نتنياهو أصبحت دولة عاجزة، وغير مبالية، في وجه أنانيته المفترسة، وفساده، لذلك من منطلق القلق على إسرائيل، وأن المعجزة التي خلقتها، وأقامتها آخذة في التلاشي، نقف أسبوعيا للتظاهر أمام مقر رئيس الحكومة في القدس، وأمام منزله في قيسارية، وسنستمر في الوقوف، ونواصل الصراخ، وسنواصل دعوتنا له: اخرج من حياتنا، واذهب في طريقك، ودعنا نبدأ في تمرد الأنقاض التي تركتها وراءك”.
وأضاف أن “هناك شيئا واحدا واضحا، أن الإصلاح المرجو لن يكون قادرا على البدء طالما بقي نتنياهو في السلطة، علاوة على ذلك، فإن استمرار حكمه يتناقض مع إمكانية الإصلاح، ويحكم على إسرائيل بالمزيد والمزيد من الشرور، لأنه حتى أولئك المقربون منه يشهدون أنه لا يستمع أبدا، إنه منفصل، ويعيش في فضاء لا يتناسب إلا مع نفسه ومصالحه”.
وأوضح أنه “من الناحية الظاهرية، فقد يُظهر نتنياهو القوة والتشدد والثقة بالنفس ونوعا من الاهتمام لمواطنيه، لأنه يحب أن يرى نفسه أب الأمة، لكنه أب متلاعب لا مثيل له، وساخر ومستغل ومستخدم، ومع كل جهوده، فمن المستحيل أن يشعر نتنياهو بصفات الشفاء والشفقة الحقيقية للإسرائيليين الذين تعرضوا للضرب؛ لأنه السبب في تدهور ظروفهم في ظل إخفاقاته المتواصلة، ومن ثم فإن نضالنا ليس حول “بيبي”، وإنما الصراع على الفساد مقابل الإصلاح، المرض مقابل الشفاء”