في الذكرى الـ 38 لمجزرة صبرا وشاتيلا… دعوات لفعاليات رافضة للاحتلال ومنددة بالتطبيع
توافق اليوم الذكرى الـ 38 لواحدة من أقسى وأفظع المجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين، والتي ما زالت مستمرة بإجرام الاحتلال وعنجهيته ومخططاته على الصُعد كافة، وسط دعوات للمشاركة في فعاليات احتجاجية غاضبة ورافضة للاحتلال ومنددة بالتطبيع في ذكرى المجزرة.
ففي هذا اليوم من عام 1982، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي وميليشيا الكتائب اللبنانية “لحد”، مخيم اللاجئين الفلسطيني صبرا وشاتيلا غرب بيروت وارتكبت المجازر المروعة في المخيم، لم يمثل العمر أو النوع أي فارق، فالعجائز والنساء والأطفال وحتى الرضع كانوا ضحايا الإجرام.
ودعت القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية في بيانها الأول، لوقفات جماهيرية في تمام الساعة السادسة من مساء غد الخميس في جميع محافظات الضفة الغربية، بالتزامن مع فعاليات أخرى بغزة والخارج، إحياءً لذكرى المجزرة بالتزامن مع اتفاقيات التطبيع.
وقالت في بيانها: “ندعو جماهير أمتنا وشعبنا خاصة في مخيمات البطولة والعودة في الداخل والخارج إحياء ذكرى شهداء صبرا وشاتيلا يوم الخميس (17-9-2020)، والذين قضوا بسواطير الاحتلال الذي ترفع أبو ظبي والمنامة رايته على هامتها المنكسة”.
مذبحة “صبرا وشاتيلا”
وعدد الضحايا الذين قضوا في المجزرة غير مؤكد حتى اليوم، فهو يتراوح بين 800 و3500 شهيد، ما يدل على حجم الدمار الذي سببته يد الإجرام، ولا تزال الكثير من الجثث مفقودة إلى الآن.
وجرت المذبحة تحت أعين جيش الاحتلال الإسرائيلي المسيطرة على غرب بيروت حينها، والمسؤولة عن حراسة مداخل المخيمات، فقد أشعلت الأضواء ليلاً لترشد حلفاءها من الكتائب اللبنانية، إلى الطريق، وارتكاب الجريمة.
ففي السادسة من مساء الخميس وفي أولى الهجمات دخلت 30 قاطرة محملة بـ 320 شخصًا، أربع عصابات تنقض من الاتجاهات الأربعة، كانوا من أكثر الميليشيات دموية ووحشية، رجال لا تثير مشاعرهم المتبلدة سوى العنف والجريمة.
تمت محاصرة المخيمين بشكلٍ كامل من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي كانت تحت قيادة أرئيل شارون، ورفائيل إيتان، أما بالنسبة لقيادة القوات المحتلة فقد كانت تحت إمرة إيلي حبيقة المسؤول الكتائبي المتنفذ؛ حيث دخلت القوات الانعزالية إلى المخيم، ونفذت هذه المجزرة من خلال قتل السكان بدمٍ بارد بلا أي شفقة.
كما أفاد شهود العيان باستخدامهم الأسلحة البيضاء وغيرها من الأسلحة الأخرى في عمليات القتل لسكان المخيم العُزَّل، وتمثّلت مهمة قوات الاحتلال الإسرائيلي في محاصرة المخيم وإنارته بالقنابل المضيئة في الليل المظلم، وكذلك منع هروب أهالي المخيم، وتم قتل الأبرياء الفلسطينيين دون خسارة رصاصة واحدة.
وفي الجمعة اشتدت المذبحة وبلغت ذروة الوحشية في المنطقة المحيطة بمستشفى غزة، ثم هدأت حتى توقفت أخيراً في الثامنة من صباح اليوم التالي، بعد أكثر من 36 ساعة من القتل.
ليست الأولى
ولم تكن مجزرة صبرا وشاتيلا أولى المجازر الإسرائيلية التي ترتكب بحق الفلسطينيين بلا أي محاسبة ومحاكمة للمجرمين، ولن تكون آخرها، فقد سبقتها مجازر قبية ودير ياسين والطنطورة، وتلتها مجزرة مخيم جنين، ومجازر غزة وغيرها، ورغم بشاعة ما جرى من قتل وتدمير في صبرا وشاتيلا، وهو ما شهده العالم أجمع، لا يزال الفاعلون طلقاء.
ولا تزال ترتكب بحق الفلسطينيين مجازر بشعة على المستوى السياسي بالتنازل والتفريط، وعلى المستوى الميداني بالهدم والقتل والأسر والإبعاد، بالتزامن مع تطبيع أنظمة عربية مع الاحتلال برعاية أمريكية.