صحف أميركية عن اتفاقيات التطبيع: “ليست سلاماً، إنها صفقة عمل”
سلّطت صحف أميركية الضوء على حفل التوقيع على اتفاقيات تطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين مع المؤسسة الإسرائيلية، الذي جرى أمس الثلاثاء في البيت الأبيض، متسائلة عمّا ستجنيه الدول المطبّعة، في وقت أجمعت فيه على أن الرابح من وراء ذلك تل أبيب على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
البداية بصحيفة “نيويورك تايمز” التي أوردت أن ادعاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن الاتفاقات التي وُقِّعَت لتطبيع العلاقات مع المؤسسة الإسرائيلية تمثل “حقبة جديدة لشرق أوسط جديد” اعتبره خبراء أمراً مبالغاً فيه، مشيرة إلى أنها فشلت في التطرق إلى مستقبل الفلسطينيين.
وكتبت الصحيفة في هذا الصدد أن متابعين يرون أن الهدف الرئيسي لصهر الرئيس الأميركي ومستشاره، جاريد كوشنر، من وراء التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وفلسطين، أصبح بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى، وذلك في إشارة إلى مبادرة كوشنر بشأن تحقيق السلام مع إسرائيل.
وفي هذا الصدد، أوردت الصحيفة تصريحاً لمؤسس والمدير التنفيذي لمنظمة “جي ستريت”، جيريمي بن عامي، قال فيه: “إنه ليس حلاً للصراع، وليس سلاماً – إنه صفقة عمل”. وأضاف قائلاً: “من الواضح جداً جداً أنّ هناك مصالح مشتركة بين إسرائيل وهذه الدول، سواء عسكرياً أو أمنياً أو دبلوماسياً أو اقتصادياً، وهذه المصالح كانت قائمة منذ عقدين من الزمن”.
وبخصوص التصريحات التي أدلى بها ترامب قبيل مراسيم التوقيع بشأن توقعه انضمام 5 دول عربية أخرى أو أكثر إلى قافلة التطبيع، وتلميحه إلى أن السعودية قد تكون بينها، وهو ما قد يشكل خرقاً لافتاً، أوضحت “نيويورك تايمز” أن المتابعين لمجريات الأحداث يرون أن السودان وسلطنة عمان من الدول المرشحة بقوة لدخول نادي المطبعين على المدى القصير.
إلا أن الصحيفة أوضحت أن البحرين لم تتصرف من تلقاء نفسها حينما هرولت نحو التطبيع مع إسرائيل، بل بمباركة سعودية، موضحة أن العائلة المالكة السعودية بصدد دراسة الخطوة التي يمكن أن تتخذها.
من جهتها، أوضحت صحيفة “واشنطن بوست” أن كلاً من الإمارات والبحرين لم تدخلا في أي حرب مع إسرائيل، وبالتالي فالوثائق التي وُقِّعَت ليست معاهدات سلام بالمعنى الحرفي للكلمة، مشيرة إلى أنّ البلدين الخليجيين كانا حتى وقت قريب يعتبران على المستوى الرسمي إسرائيل كياناً فاقداً للشرعية.
وأضاف مقال الصحيفة أن الدول العربية في منطقة الخليج بدأت تتقرب من إسرائيل خلال العقد الأخير، وبعضها بادر بإقامة علاقات واسعة، لكنها ظلت غير معلنة، وذلك في إطار رغبة مشتركة في تقليص النفوذ الإيراني بالمنطقة.
أما صحيفة “وول ستريت جورنال”، فأوردت أن الاتفاقات الموقعة أمس الثلاثاء تمثل “ضربة للفلسطينيين، الذين كانوا يعوّلون على دول الخليج العربية في الضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات بشأن إقامة الدولة الفلسطينية مقابل تطبيع العلاقات ودمج إسرائيل في المنطقة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب قال إن الفلسطينيين سينضمون إلى الاتفاقات “في الوقت المناسب”.
وفي تقييم لما ستربحه أبوظبي والمنامة من وراء التطبيع، أورد موقع “سي أن أن” أن الإمارات أوضحت أنها ترغب في الحصول على مقاتلات “أف- 35” من الولايات المتحدة الأميركية، وهي الخطوة التي تلاقي معارضة في الأوساط الإسرائيلية.
في المقابل، أشار مقال “سي أن أن” إلى أنّ من غير الواضح ما هي الأهداف المحددة التي تنوي البحرين تحقيقها من وراء التطبيع، لكنه أضاف أن الاتفاقات تفتح الآفاق لإمكانية اقتناء المعدات التكنولوجية المصنعة في إسرائيل، بما فيها المعدات العسكرية، وكذا التعاون في المجالات الاقتصادية والصحية وفي السياحة وغيرها.
أما على الصعيد السياسي، فأشار المقال إلى أن ما جرى يضع البحرين والإمارات في وضع مربح، سواء فاز ترامب بولاية رئاسية جديدة في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، حينها سيكونون قد سجلوا نقاطاً مع إدارته، أو في حال تمكُّن جو بايدن من الظفر بالمنصب الرئاسي، وحينها سيكون للبلدين موطئ قدم جيد، بما أنهما أبرما اتفاقات تطبيع مع إسرائيل. على الجهة المقابلة، سيتباهى نتنياهو بتحقيقه إنجازاً كبيراً على مستوى السياسة الخارجية بتوقيعه اتفاق تطبيع مع بلدين عربيين في يوم واحد، وسيمكنه ذلك من إبعاد الأنظار عن المشاكل الداخلية التي يواجهها، وفق “سي أن أن”.