عاصفة المتوسط انطلقت وأردوغان للأوروبيين: تصريحاتكم الاستفزازية لا تساعد في حل الأزمة
بدأ الجيش التركي وقوات شمال قبرص الأحد مناورات عسكرية بعنوان “عاصفة البحر الأبيض المتوسط”، في حين طالب الرئيس رجب طيب أردوغان ساسة الاتحاد الأوروبي بالتحلي بالحياد والإنصاف والابتعاد عما سماها التصريحات الاستفزازية التي لا تساعد في حل الأزمة.
وتواصل القوات المسلحة التركية و”قيادة أمن جمهورية شمال قبرص التركية” مناورات عاصفة البحر الأبيض المتوسط التي تنظم سنويا حتى العاشر من الشهر الجاري، بهدف تطوير التدريب المتبادل والتعاون والعمل المشترك بين تركيا وشمال قبرص.
وتشهد منطقة شرق المتوسط استعدادات عسكرية لوحت بها كل من تركيا من جهة، واليونان وفرنسا من جهة أخرى، بعد أن بدأت تركيا التنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة جزر يونانية، واتهمت أثينا على إثرها أنقرة بالتنقيب بشكل غير مشروع، فيما ترد أنقرة بأنها تنقب في مناطق تنتمي إلى جرفها القاري.
وفي سياق متصل، قال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي إنه لا غنى عن الحلول الدبلوماسية في شرق البحر المتوسط، مضيفا أن أولويات أمن تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية أمور لا يمكن التخلي عنها.
واعتبر أوقطاي أن الجيش التركي “خير ممثل لإرادتنا الفولاذية ضد من يحاول أن يحشر تركيا بخليج أنطاليا واعتبار القبارصة الأتراك كأن لم يكونوا”، حسب تعبيره.
وقد نشرت وزارة الدفاع التركية اليوم مقطع فيديو خاصا لسفينة “عروج ريس” التي تواصل أعمال البحث والتنقيب في شرق المتوسط.
لا للاستفزاز
من جانبه، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالا برئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، وأبلغه أن أزمة شرق البحر المتوسط ستكون اختبارا لصدق التكتل، داعيا الاتحاد لاتخاذ موقف محايد في الخلاف بين أنقرة وأثينا.
ونقل مكتب أردوغان عنه قوله إن التصريحات الاستفزازية والخطوات التي يتخذها الساسة الأوروبيون في القضايا الإقليمية لن تساعد على التوصل لحل، وأضاف “قال الرئيس أردوغان إن تصرف الاتحاد الأوروبي في شرق البحر المتوسط سيكون اختبارا للصدق من منطلق القانون الدولي والسلام الإقليمي”.
وتابع “دعا الرئيس أردوغان مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إلى التصرف بمسؤولية والتحلي بالإنصاف والحيادية والموضوعية في كل القضايا الإقليمية لا سيما شرق المتوسط”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في وقت ساق إن بلاده مستعدة للحوار وفق ما قال إنها شروط عادلة لتقاسم الحقوق شرقي المتوسط، وإنها مستعدة لكل العواقب والنتائج.
بدوره، شدّد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال على أهمية خفض التصعيد بين البلدين، داعيا تركيا إلى وقف الأنشطة التي من شأنها تغذية التوتّرات مع اليونان، حسب ما قال دبلوماسي أوروبي.
وكان ميشيل أعلن الجمعة الماضي أن زعماء الاتحاد الأوروبي سيتخذون قرارا بشأن نهج “العصا والجزرة” مع تركيا عندما يلتقون يومي 24 و25 سبتمبر/أيلول الجاري. واقترح عقد مؤتمر لتخفيف حدة التوتر في شرق البحر المتوسط.
تحرك أوروبي
أما وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس، فقد أجرى مباحثات مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) ينس ستولتنبرغ التطورات في شرق المتوسط، وضرورة خفض التوتر بالمنطقة.
كما أجرى وزير الخارجية اليوناني محادثات مع فيليب ريكر مساعد وزير الخارجية الأميركي، قال عقبها إن جملة من المؤشرات تظهر أن الطرف الأميركي يتبع نهجا مؤيدا لبلاده.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي أن المجلس الأوروبي المقرر عقده في نهاية سبتمبر/أيلول سيخصص في المقام الأول للمسألة التركية والتوتر في شرق البحر المتوسط، خاصة دراسة فرض عقوبات على أنقرة.
وقال جان إيف لودريان لإذاعة “فرانس إنتر” إنه “خلال المجلس الأوروبي نهاية الشهر الجاري سيكون الملف المطروح ملف تركيا”.
وأضاف لودريان “لقد أعددنا هذا الملف التركي منذ عدة أيام مع وزراء الخارجية في برلين لتعداد أدوات الرد التي يمكن أن نستخدمها حيال تركيا”.
وسيعقد المجلس الأوروبي -الذي يضم رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي- اجتماعا يومي 24 و 25 سبتمبر/أيلول الجاري.
وتشهد علاقات عدة دول في الاتحاد الأوروبي -وفي مقدمتها فرنسا- توترا شديدا مع تركيا، خاصة بشأن القضية الليبية ومسألة الهجرة، فضلا عن احتياطيات الغاز في شرق البحر المتوسط.
وكان الشهر الماضي شهد اصطداما خفيفا بين فرقاطتين تركية ويونانية.
وأجرت اليونان وفرنسا وإيطاليا -الحلفاء في الناتو- تدريبات عسكرية في المنطقة نفسها من البحر المتوسط، كما أجرت تركيا -وهي عضوة أيضا في الحلف- تدريبات بحرية.
وكالات