“القدس الدولية” تحذر: الساحة الجنوبية الغربية بالأقصى معرضة لخطر بنيوي
حذرت مؤسسة “القدس الدولية”، أمس الاثنين، من خطر بنيوي محدق بالساحة الجنوبية الغربية في المسجد الأقصى المبارك؛ جراء انهيار سطحي أدى إلى تشكل حفرة بالقرب من المسجد القبلي (المسقوف ذي القبة رصاصية اللون).
جاء ذلك في بيان صادر عن المؤسسة، تعقيبا على ما وصفته بـ “التطور الخطير” جراء اكتشاف حفرة في ساحة المسجد الأقصى، بالساحة الجنوبية الغربية الواقعة ما بين المسجد القبلي ومتحف الآثار الإسلامية”، وفق قدس برس.
وبيّنت “القدس الدولية” أن “انهيار حجر سطحي من حجارة الساحة الجنوبية الغربية يعيد تأكيد تحدي الإعمار الماثل في هذه الزاوية من المسجد الأقصى المبارك، التي لم تحظَ بالترميم المطلوب بسورها وآبارها منذ إعمار المجلس الإسلامي الأعلى الذي انتهى عام 1929”.
وتساءلت مستنكرة: “إذا كانت الحجارة السطحية في هذه التسوية قد بدأت التداعي، فإن هذا يفتح سؤالاً عريضاً حول حالة الأعمدة التي تحملها، وجدران التسوية الداخلية التي تفصل حجرات تخزين المياه فيها، وحالة السور الجنوبي الغربي ذاته”.
وحذرت بأن منع الاحتلال المستمر من الترميم من شأنه أن يضع مصير الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى بكل أبنيتها وكينونتها أمام خطر بنيوي، يعوّل عليه الاحتلال لينفذ منه إلى التدخل في إعمار الأقصى للاستحواذ على مساحات منه.
وأضافت: “الأمر الذي يجعلنا نستهجن اقتصار بيان الأوقاف بالأمس على التفاصيل المعمارية للحفرة وقياسها وعمقها، في حين أنها تحمل دلالات أبعد بكثير في ضوء المنع المستمر من الترميم، والمخطط المعلن والمطبق لانتزاع صلاحيات ترميم المسجد الأقصى المبارك من دائرة الأوقاف الإسلامية”.
وطالبت “القدس الدولية”، الأردن والأوقاف الإسلامية في القدس بضرورة تشكيل لجنة فنية تحت إشراف مرجعيات القدس الدينية، تتولى معاينة عناصر التسوية الجنوبية الغربية والسور الجنوبي الغربي للأقصى.
كما طالبت أن تصدر تلك الجهات “نتائج تقريرها وتضع حقيقة الخطر على الأقصى أمام الجميع، أسوة باللجنة الفنية التي عاينت آثار عدوان 2017 على الأقصى وأعلنت نتائجها للأمة”، بحسب البيان.
وكان حراس المسجد الأقصى اكتشفوا -صباح الأحد- حفرةً عند باب المغاربة قرب المكتبة والمتحف الإسلامي، وغرفة الصوتيات التابعة للمسجد.
وعقبت دائرة الأوقاف الإسلامية العامة وشؤون المسجد الاقصى في مدينة القدس المحتلة، بالقول: إن “الحفرة الصغيرة التي تم اكتشافها عند باب المغاربة بالمسجد الأقصى المبارك، هي على الأغلب مسرب لتجمع المياه وتوجيهها في الحرم القدسي الشريف”.
وأوضحت -في بيان، – أن “مقاس فتحة الحفرة الواقعة عند باب المغاربة قرب المكتبة والمتحف الإسلامي وغرفة الصوتيات، يصل إلى 30 سنتمترا في 40 سنتمترا، وعمقها 70 سنتمترا، وتبعد عن الجدار الغربي للمسجد بنحو 4 أمتار، في حين تبعد عن الجدار الجنوبي للمسجد بنحو 12 مترا، وأن أرضيتها عبارة عن أتربة”.
وعلى مدى سنوات أكدت مؤسسات تعنى بشؤون القدس أن تشققات في أبنية ملاصقة لجدار المسجد الأقصى تشير أن حفريات تجرى بالفعل.
وترفض سلطات الاحتلال السماح لمختصين من “اليونسكو” الأممية بالاطلاع على الحفريات الجارية في المنطقة، كما لم تسمح لمختصين فلسطينيين بالاطلاع على ما يجرى.
وأصدرت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو في تموز/يوليو 2017، قرارا يؤكد عدم وجود سيادة إسرائيلية على مدينة القدس التي احتلتها “إسرائيل” عام 1967، وأدانت أعمال الحفر التي تقوم بها دائرة الآثار الإسرائيلية في المدينة.