أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحليات

ملف “مقبرة الإسعاف”.. الحراك يتواصل وتحذير للعمال العرب من مغبة العمل لمصلحة البلدية في انتهاك المقبرة

طه اغبارية
“هي معركة بين الحق والباطل ستبقى إلى قيام الساعة، في “الإسعاف” توحدنا على قلب رجل واحد، عطّلنا الانتهاكات في المقبرة أكثر من عامين، ونضالنا مستمر حتى لو أوصدت في وجوهنا أبواب القضاء الذي انحاز إلى البلدية الظالمة المعتدية”.
هكذا أوجز الحاج طارق أشقر، رئيس الهيئة الإسلامية المنتخبة في مدينة يافا، إجابته لـ “المدينة” ردا على سؤال: ماذا بعد حكم القضاء الإسرائيلي لصالح استمرار العمل فيما يسمى “مشروع إيواء المشردين” على أرض مقبرة الإسعاف واستمرار الانتهاكات فيها؟!
وأضاف أن الحراك لن يتوقف وأنه يأخذ أشكالا مختلفة “اعتصامنا أمام المقبرة لا زال قائما حيث تقام صلوات المغرب والعشاء هناك وتقام كل أسبوع خطبة وصلاة جمعة أحيانا نقوم بفعاليات ومسيرات خلال الاعتصام”، يقول أشقر.

الحاج طارق أشقر
الحاج طارق أشقر

وكانت الهيئة الإسلامية على لسان رئيسها دعت، هذا الأسبوع، المقاولين والعمال العرب إلى وقف عملهم مع الشركة المسؤولة عن تنفيذ مشروع إيواء المشردين في المقبرة، وأكد أشقر أنه “استجابة لهذه الدعوة قام عدد من العمال من الخليل واللقية، والذين كانوا يعملون في وضع الأساسات داخل مقبرة الاسعاف بوقف عملهم والانسحاب من المكان”.
وأضاف “بحسب أقوال المقاول العربي الذي جلب العمال فإنه لم يعلم أن العمل سيكون على أرض مقبرة اسلامية في يافا، وحينما علم بالأمر عن طريق الهيئة الاسلامية، قرر وقف العمل فوراً وترك المكان برفقة العمال وذلك حفاظاً على حرمة أموات المسلمين داخل المقبرة، وقدّم اعتذاره بالنيابة عنهم الى أهالي المدينة”.
يعتبر أشقر أن الامتناع عن العمل في المقبرة من قبل العمال العرب يساهم كثيرا في تعطيل وعرقلة المشروع، موضحا “الأعمال الجارية في المقبرة الآن تحتاج إلى مختصين في مجال البناء والطوبار، وهؤلاء في معظمهم من العرب فالامتناع عن العمل مهم جدا لنضالنا ضد انتهاك المقبرة وتدنيسها، لذلك على كل عربي حر أن يرفض تدنيس قبور أبناء شعبه في يافا ويرفض بالتالي العمل مع البلدية، لأنه سيقف أمام الله يوم القيامة ويسأل عن فعلته إن ساهم في تدنيس مقابر المسلمين”.
وحول مستقبل الحراك في “الإسعاف” مع استئناف البلدية أعمالها في المشروع، أكمل رئيس الهيئة الإسلامية المنتخبة حديثه لـ “المدينة”، بالقول: “كنا نعرف منذ اليوم الأول أن المهمة ليست سهلة، في ظل اعتقادنا الجازم أن القضاء لن ينصفنا، وكافة القرارات التي صدرت عن المحاكم ومن ضمنها المحكمة العليا كانت عبارة عن مهزلة حقيقية، هل هذا يعني أن نتوقف؟!! ونسلم بما هو قائم؟! بالتأكيد لا، فالمسألة بالنسبة لنا أكبر من انتهاك المقبرة، إنها قضية هوية وتأكيد حقنا ووقفية هذه الأرض، لو صمتنا على ما يجري سيتم تمرير العديد من المخططات ضد أهل يافا وسائر أهلنا في الداخل الفلسطيني وكلنا نتابع ما يجري من انتهاكات لمقدساتنا يوميا في العديد من المناطق والبلدات المهجّرة”.
وفي سؤال عمّا تحقق حتى الآن، أكد طارق أشقر “ما حققناه تعجز عنه مؤسسات كبيرة، فنحن بإمكانياتنا المتواضعة أوصلنا رسالة مقبرة الإسعاف إلى كل الدنيا، وكشفنا دجل وزيف مزاعم رئيس بلدية تل أبيب وادعاءاته بالإنسانية، بيّنا أن القضية هي أكبر من مقبرة فهي قضية وجود ومواجهة مع احتلال ينتهك حقوقنا كل يوم، كان يمكن لرئيس البلدية أن يجد حلا لمشروع “إيواء المشردين” في العديد من المناطق الخاضعة لنفوذ البلدية، لكنه اختار أن يتحدى أهالي يافا والعرب جميعا مصرا على تنفيذ مشروعه على قبور المسلمين”.
وأضاف: “حتى المتبرع اليهودي الذي تكفل بتغطية تكاليف ثلثي المشروع في المقبرة، انسحب من دعم المشروع حين علم بموقفنا بل اقترح على رئيس البلدية أن يدعم كل تكاليف المشروع في مكان وموقع آخر، لكن رئيس البلدية رفض ذلك وفضّل تمويل كل المشروع من ميزانية البلدية على أن يتراجع عن غيّه، فهذا يعكس الطبيعة العدائية للمدعو خولدائي ضد وجودنا، من جهة هو يدّعي أنه يحترم مشاعرنا وأنه لن يمس بالقبور، لكن ممارساته تدل على الدجل والعنصرية، فمن يحترم مشاعرنا عليه أن ينسحب من أرض المقبرة ولا يكمل مشروعه وانتهاكاته”.
وأردف أشقر: “نضالنا كما أشرت كشف حقيقة الصراع مع هذه البلدية والمؤسسة الإسرائيلية عموما، وبحمد لله فقد تمكنا خلال هذه الأزمة من تشكيل لجنة شعبية من كافة مكونات يافا وضعنا كل تحزباتنا جانبا والتقينا على قلب رجل واحد، وهذا الامر في غاية الأهمية ولم يكن في السابق، ولولا هذه الوحدة بين أهالي يافا لبدأ العمل في المشروع منذ أول يوم ولكن نجحنا في تعطيله لأكثر من عامين، ولا زلنا نقوم بذلك. كما أن هذه الوحدة جعلتنا نضع تصورات أخرى لمواجهة مجمل التحديات التي تعاني منها مدينة يافا أمام البلدية الظالمة، وكيفية الضغط لانتزاع حقوقنا، وهناك العديد من الملفات الساخنة بهذا الخصوص، مثل: العنف والتضييق علينا في الأرض والمسكن وملف التربية والتعليم، ويمكن القول بكل صراحة إن ما تحقق من وحدة بين ألوان الطيف السياسي والديني في يافا على خلفية نضالنا في مقبرة الإسعاف، يزعج بلدية تل أبيب بشكل كبير، لأننا بهذا النسيج المتآلف سنشكل أدوات ضغط ناجعة بإذن الله من أجل تحصيل حقوقنا”.
وختم الحاج طارق أشقر، رئيس الهيئة الإسلامية في يافا، حديث لـ “المدينة”، بالقول: “عبر هذا المنبر نهيب بكافة الهيئات القيادية في الداخل الفلسطيني والأهل بتقديم المزيد من الدعم ليافا في نضالها ضد بلدية تل أبيب، وبصراحة فقد تراجع حجم التفاعل مع فعالياتنا في مقبرة الإسعاف عما كان عنه في البدايات من قبل الأهل والقيادات من خارج يافا. علما أن هذا الملف وسائر التحديات التي نواجهها هي ذاتها في مجمل مناطق وجودنا في الداخل الفلسطيني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى