آبل تريد الحد من الإعلان.. وفيسبوك تقول إن هذا سيلحق الضرر بآلاف المطورين
حذرت شركة فيسبوك الأربعاء من أن تغييرات الخصوصية التي تخطط لها آبل في الإصدار 14 القادم من نظام التشغيل آي أو إس (iOS) “ستؤثر بشكل غير متناسب” على آلاف المطورين الذين يستخدمون أداة فيسبوك لعرض الإعلانات في التطبيقات الخارجية.
وقالت عملاقة التواصل الاجتماعي في تدوينة إنها تُجري تغييرات على نشاطها الإعلاني استجابة لقواعد آبل الجديدة، التي تتطلب زيادة إشعارات المستخدم لتتبع الإعلانات، وستدخل حيز التنفيذ عند إطلاق هواتف آيفون المرتقبة خلال خريف 2020.
وأضافت فيسبوك أنها تفكر في التوقف عن استخدام أداة تسمى أودينس نتورك (Audience Network) على أجهزة آيفون، التي وضعها الآلاف من المطورين في تطبيقاتهم لعرض الإعلانات. وفي المقابل، تجمع فيسبوك بيانات عن المستخدمين من التطبيقات التي تُقدّم فيها تلك الإعلانات.
وقدمت آبل لسنوات أداة تسمى المُعرّف للمعلنين أو (IDFA)، سمحت لفيسبوك والآخرين بالمشاركة في مثل هذا التتبع للمستخدمين عبر التطبيقات. ولكن في يونيو/حزيران الماضي، قالت آبل إن مثل هذا النشاط سيتطلب إشعارًا منبثقًا يفيد بأن التطبيق “يرغب في الحصول على إذن لتتبعك عبر التطبيقات والمواقع المملوكة لشركات أخرى”. ويتوقع خبراء الإعلان الرقمي أن معظم المستخدمين سيرفضون منح هذا الإذن.
وكبديل لأدوات التتبع التي قدمتها للمعلنين سابقا، أنشأت آبل تقنية شبكة إعلانية جديدة تقول إنها تحمي خصوصية المستخدم على نحو أفضل. وقالت شركة فيسبوك أمس الأربعاء إنها ستتوقف عن استخدام أدوات التتبع القديمة من آبل في تطبيقاتها الخاصة وتعتمد عرض آبل الجديد، رغم أنها ترى أن تقنية آبل الجديدة “تحد من البيانات المتاحة للشركات لتشغيل وقياس الحملات الإعلانية”.
ويُتوقع أن تكون التغييرات التي أعلنتها فيسبوك الأربعاء أصعب على الإعلانات التي تحث المستخدمين على تثبيت تطبيقات جوال جديدة، وهو تنسيق يستخدم بكثرة في صناعة ألعاب الفيديو.
وقال جون ناردون الرئيس التنفيذي لشركة فلاش تاكنغ (Flashtalking) المتخصصة في برامج الإعلانات، إن خطوة آبل لتقييد أعمالها الإعلانية يمكن اعتبارها مناهضة للمنافسة من خلال رفع الأسعار على المستهلكين المعتادين على استخدام التطبيقات المجانية المدعومة بالإعلانات.
وقال ديفيد شافيرن، رئيس تحالف نيوز ميديا أليانز News Media Alliance، الذي يمثل العديد من الناشرين الأميركيين الرئيسيين “إن العبء قد يكون أقل بالنسبة للناشرين. فالإعلان بالنسبة لهؤلاء يعتمد كثيرا على ما يعرف ببيانات الطرف الأول، مثل القصص التي يقرؤها المستخدم، لتحديد الإعلانات التي ستعرض، وهو نشاط لا يخضع لقواعد آبل الجديدة”.
وأضاف “لا يستفيد ناشرو الأخبار من التتبع عبر التطبيقات، وعلى نطاق أوسع، نرى جميعا النظام البيئي يتحرك ضد الإعلانات الآلية”، وتابع قائلا “قد ينتهي الأمر بفوائد للناشرين من ذلك، مثل عودة البعض إلى الإعلانات التي تتماشى مع السياق”.
المصدر: رويترز