أخبار رئيسيةأخبار عاجلةعرب ودولي

“الإخوان” تعلق لأول مرة على أحاديث التقارب المصري التركي

قال نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير، إن الجماعة لا تملك معلومات عما تردد بشأن احتمالية حصول مصالحة بين مصر وتركيا، إلا أنه أشار إلى أن “تسارع الأحداث وتغير الأوضاع على الساحة المحلية والإقليمية والدولية خلال الفترة المقبلة، قد يؤدي إلى فقدان سلطة الانقلاب لدورها الوظيفي في المنطقة”، حسب قوله.

وأضاف، في تصريحات صحفية،: “إذا ما حدثت مصالحة بين الطرفين (تركيا وسلطة الانقلاب) فلن تكون على حساب قضية الديمقراطية والحرية بمصر، ولن تكون على حساب جماعة الإخوان ولا أي طيف من أطياف المعارضة، كما أنها لن تكون حساب المبادئ والقيم والأخلاق التي يعتنقها الشعب التركي ورئيسه السيد رجب طيب أردوغان، وبالتالي فلا نتوقع مطلقا تراجعا عن هذه المبادئ والقيم التي يؤمن بها الشعب التركي مع رئيسه تجاه قضية الشعب المصري وغيره من الشعوب التي تعيش نفس الحالة”.

وأضاف منير: “في حال وجود تلك المصالحة التي يتحدث البعض عنها، فإنها ستكون في إطارها الطبيعي المُتعارف عليه بشأن مصالح الدول المختلفة التي قد تتفق أو تتعارض أو تتغير في أوقات بعينها”.

وبسؤاله عما إذا كان الإخوان يستبعدون حدوث تلك المصالحة، أجاب منير قائلا: “في السياسة لا يُستبعد فعل أي شيء، لأن كل الأمور قد تكون متاحة وواردة في أيّة لحظة، لكن في المقابل كل شيء له ثمن، وندرك أن كل خطوة سيتخذها نظام السيسي بالتأكيد سيدفع ثمنها”.

وواصل منير حديثه: “لسنا ضد أي مصالحة، ولا ضد أي وفاق بين طرف وآخر، ولا نقف في وجه مصالح أي دولة، وبالتأكيد لا نقف ضد مصالح الشعب المصري أو مصالح الدولة التركية، لكننا على يقين تام بأن ذلك لن يكون على حساب المبادئ أو الأخلاق؛ فثقتنا في الشعب التركي، ورئيسه، وكل المسؤولين الأتراك، لا حدود لها، بفضل الله”.

وتساءل منير: “ما الذي سيدفعه نظام السيسي لمحاولة التقرب إلى تركيا؟، وما الذي حدث حتى تأتي المخابرات المصرية وتتحدث مع المخابرات التركية؟”، مضيفا: “لا أتصور أن تركيا بحاجة للنظام الانقلابي، بل إن نظام السيسي هو مَن يحتاج تركيا”.

واستطرد قائلا إن “هناك أمرا لا يجب تخطيه سريعا، بل لابد من الوقوف عنده كثيرا، وهو أن إدارة المخابرات المصرية للعمل السياسي الخارجي بعد التشكيل الجديد للجهاز على يد السيسي الذي استبعد وأقصى الخبراء القدامى فيه، جعلت الفشل واضحا تماما لكل ذي عينين، وبات دور وزارة الخارجية الآن هو مثل الذي يقف على المسرح ليقرأ ما يُقدمه إليه المؤلف وفقط، والمؤلف هو المخابرات بالطبع”.

ونوّه نائب مرشد جماعة الإخوان إلى أن “اعتماد نظام السيسي على اليونان لمواجهة تركيا هو رهان خاطئ”، مؤكدا خطأ تقديرات اليونان بأن الاتحاد الأوروبي سيقف معها كعضو في الاتحاد، وأنه سيدافع عن الاتفاقية بينها وبين السيسي حول حقول الغاز في البحر الأبيض المتوسط.

وأكد نائب المرشد العام للإخوان المسلمين أن “اليونان لن تستطيع أن تكون حليفا للسيسي بديلا عن الدول الخليجية، لأن اليونان ليس لديها من الإمكانيات أو القدرات ما تدعم به سلطة الانقلاب، وبالتالي فهي حليف خاسر لا يُمكن المراهنة عليه مطلقا”.

ولفت نائب مرشد الإخوان إلى أن “هناك بعض المعطيات والمتغيرات التي تحدث داخل مصر، ولا يعلم عنها الكثيرون أي شيء، ولا يتوقف أمامها الآخرون”.

وأردف: “هناك عناوين طُرحت، ومستجدات تجري خصوصا في الوضع الليبي الذي شهد إبعاد فرنسا والإمارات وخليفة حفتر عن الصورة، الأمر الذي يتطلب الوقوف عنده، وبحث كيفية التعاطي معه، فمَن يرى الصورة بكل تفاصيلها وأبعادها وعلى حقيقتها سيجد أن نظام السيسي يتراجع، ولذلك فهو بحاجة لتحسين علاقاته بتركيا، وفي هذا الإطار يمكن فهم التصريحات الأخيرة للرئيس أردوغان”.

واستنكر منير بشدة ما ردده بعض مؤيدي نظام السيسي بشأن تسليم المعارضين المصريين المتواجدين بتركيا إلى القاهرة، قائلا: “هذا أمر لم ولن يحدث على الإطلاق، وهي مجرد شائعات كاذبة وأوهام في عقولهم”، مؤكدا أن “الدنيا تتغير ومراكز القوى تنتقل من مكان لآخر، كما أن النظام العسكري المصري بدأ يفقد وظيفته في المنطقة، وباليقين هو يبحث الآن عن طريق للنجاة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى