أئمة ومؤذنو آيا صوفيا يتحدثون عن مشاعرهم بعد اختيارهم
تحدث أئمة ومؤذنو مسجد آيا صوفيا بإسطنبول، عن مشاعرهم، بعد إبلاغهم بقرار اختيارهم، لتولي مهامهم في المكان الذي أعيد لسابق عهده، بعد 86 عاما من تحويله لمتحف.
وأقيمت أول صلاة جمعة بـ”آيا صوفيا” بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان، بعد أن ألغت المحكمة الإدارية العليا التركية في 10 من الشهر ذاته، قرار مجلس الوزراء، الصادر في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 1934، بتحويله من مسجد إلى متحف.
وعينت رئاسة الشؤون الدينية التركية، 3 أئمة و5 مؤذنين في مسجد آيا صوفيا الكبير، تم اختيارهم وفقاً للتقاليد التي كانت متبعة قبل تحويل المسجد إلى متحف عام 1934.
والأئمة هم الأستاذ الدكتور محمد بوينو قالن، والمقرئ فرّوخ موشتو أر، وبنيامين طوبتشو أوغلو، بينما المؤذنون هم ألب جان جليك، ورضوان أقباش، وشكري أصل أرن، وإبراهيم تشوبان ومحمد هادي ضوران.
وقال “قالن” إنه تلقى نبأ تعيينه في منصب كبير أئمة آيا صوفيا، عبر اتصال هاتفي تلقاه من رئيس الشؤون الدينية في تركيا، علي أرباش.
وأضاف أن “أرباش” أوضح له نية “رئاسة الشؤون الدينية” تعيين إمام في “آيا صوفيا” ذي خلفية أكاديمية ومقرئ حافظ في الوقت نفسه، وأن الاختيار وقع عليه، مستفسراً عن رأيه بذلك.
وأفاد “قالن”، أنه شعر بسعادة لا توصف عند تلقيه هذا الخبر، مؤكداً قبوله لما عُرض عليه.
وتابع: “إنه لشرف كبير لي أن يتم تعييني في هذا المنصب، أسأل الله أن يوفقنا لأداء هذه المسؤولية الصعبة، وأحمد الله أن اختارني لهذه المهمة التي هي أمنية وحلم الكثيرين”.
وشدد على أنه وباقي زملائه من أئمة آيا صوفيا، سيحرصون على “أداء مهامهم على أفضل وجه ممكن، وذلك بعون الله وبدعاء شعبنا”.
واستدرك: “إنها مهمة مشرّفة وثقيلة لا يمكن إيفاؤها إلا بعون الله، وأنا متأكد بأنني وباقي زملائي سننجزها بإذن الله”.
وفي معرض تعليقه على قرار إعادة آيا صوفيا إلى مسجد، قال “قالن” إنه قرار صائب استئناف العبادة في “موقع تاريخي كان حزيناً منذ تحويله إلى متحف، لا سيما وأنه رمز من رموز فتح إسطنبول وإرث فاتحها محمد الفاتح. هذا القرار كان منتظراً منذ 86 عاماً”.
من جانبه، قال الإمام الحافظ، فرّوخ موشتو أر، إن شعوره بالسعادة إزاء تعيينه إماماً في آيا صوفيا، سبقته مشاعر مشابهة عقب اختياره من قبل رئاسة الشؤون الدينية التركية، كقارئ لسورة الفتح في آيا صوفيا، في ذكرى إحياء فتح القسطنطينية.
ويوم الجمعة 29 أيار/مايو الماضي، تليت سورة الفتح في “آيا صوفيا” بمناسبة الذكرى 567 لفتح إسطنبول على يد السلطان العثماني محمد الفاتح.
وأضاف “موشتو أر” أنه وعقب قراءته لسورة الفتح شعر بسعادة، داعياً الله بأن يملأ آيا صوفيا بالمصلين من جديد، وأن يكون أحد الأئمة فيه ذات يوم.
وأردف: “أحمد الله أن أكرمني بهذه المهمة، وأشكر أساتذتنا ممن وافقوا على تعييننا في هذا المنصب”.
ووصف قرار تعيينه كإمام في آيا صوفيا، بأنه كان “حلمه الدائم”.
وأشار “موشتو أر” أن أصوله تعود إلى البوسنة والهرسك التي قدم أجداده منها عقب الحرب العثمانية الروسية والمعروفة بـ”حرب 93″، مبيناً أن أقرباءه ومعارفه في البوسنة والهرسك سعيدون بإعادة افتتاح آيا صوفيا للعبادة.
بدوره، قال مؤذن آيا صوفيا، شكري أصل أرن، إنه لمسؤولية ثقيلة وصعبة اختيارهم لأداء “مهمة قام بها من قبل، بلال الحبشي وعبد الله بن مكتوم في مسجد يعدّ رمزاً من رموز فتح القسطنطينية الذي بشّر به النبي محمد صلى الله عليه وسلم”.
وأضاف: “أحمد الله أن أكرمني بهذه المهمة، شعور لا يوصف بالكلمات.”
و”آيا صوفيا”، صرح فني ومعماري فريد، يقع في منطقة “السلطان أحمد” بمدينة إسطنبول، واستُخدم لمدة 481 سنة جامعا، ثم تحول إلى متحف في 1934، وهو من أهم المعالم المعمارية في تاريخ منطقة الشرق الأوسط.