أبرز نتائج وتوصيات ندوة المجلس الإسلامي للافتاء ” الشذوذ الجنسي بين الحقيقة العلمية والمقاصد الشّرعية “
عقد المجلس الاسلامي للافتاء في الداخل الفلسطيني مساء الخميس 23.7.2020 م ندوة علمية شرعية حول ظاهرة الشذوذ الجنسي واسقاطاتها الاجتماعية والأخلاقية. خرجت النّدوة بالنتائج والتوصيات حول هذه الظاهرة.
وأدارت الندوة الاستاذة سوسن مصاروة عضو المجلس، واستهلت الندوة بتلاوة قرآنية من القارئ الشيخ نور الدين شوباش عضو المجلس. ثم كانت كلمة ترحيبية من رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء د. مشهور فواز رحب بها بالحاضرين ووضح مدى الحاجة لمثل هذه الندوة التوعوية في ظل التحديات المرحلية مبيناً أنّ هذه باكورة محاضرات وندوات توعوية قادمة.
كما وقدّم د. مشهور فواز بدوره نيابة عن أعضاء المجلس الإسلامي للافتاء تحية إجلال وإكبار للفطرة الدينية الأبية لدى أبناء وبنات شعبنا حيث أشار أنه خلال ساعات معدودة منذ أن أطلق المجلس حملة شجب واستنكار لقانون منع معالجة الشذوذ الجنسي وإذا بآلالاف التوقيعات المؤيدة تصل للمجلس والتي وصلت إلى ما يزيد عشرة آلالاف توقيع.
ثم تلت ذلك محاضرة لعضو المجلس الشيخ أحمد صالح بعنوان: (المقاصد الشرعية من وراء تحريم الشذوذ الجنسي)، ركّز من خلالها على تعارض الشذوذ مع الكليات الخمس والضرورات التي طلب الشارع حفظها وهي حفظ الدين والنفس والنسل والعقل والمال، وساق الأدلة الشرعية والعقلية على أنه لا انسجام البتّة بين الفطرة السليمة وبين الشذوذ.
وفنّد دعوى حق الشذوذ تحت ذريعة الحرية وخطورة انزلاق المجتمعات الى مآزق اخلاقية كثيرة وجرائم بشعة وخلص إلى أنّ الحرية واسعة ولكنها مقيدة بما لا يصادم الفطرة والأخلاق السامية.
وعقبها محاضرة الدكتورة نسرين حاج يحيى بعنوان: “كل الحقيقة حول الشذوذ الجنسي اختيار وسلوك أم فطرة ووراثة” والتي فنّدت فيها ادعاء المروّجين لفكرة أنّ الميول الجنسي الشّاذ أمر طبيعي موروث وذلك من خلال عرضها لأبحاث علمية تفنّد هذه الدّعوى التّي لا مصداقية علمية لها.
كما ونبهت من وسائل الاعلام المنحازة والموجهة وأنها تعتمد سياسة تضليل المشاهد بعدم مصداقيتها في عرض الابحاث ونتائجها وما يدور حولها بل انها تختزل الحقائق بالصورة التي تخدم أجندتها وتوجهاتها الفكرية.
وفي المقابل تمّ عرض بحث للعالم الشهير أندريا غانا والذي أجرى فيه دراسة على نصف مليون شخص وأثبت بطلان دعوى أنّ المثلية الجنسية أمر جيني وراثي وإنّما هو سلوك فردي ذاتي؛ والبحث منشور في مجلة عالمية مشهورة وهي مجلة science.
هذا وقد خرجت النّدوة بالنتائج والتوصيات الآتية:
1. يعتبر التوقيع على منع معالجة الشذوذ الجنسي طريقاً التفافياً لشرعنة الشذوذ الجنسي والمؤلم أن يوقع على ذلك بعض النواب العرب.
2 . مجرد التفريط بثوابتنا الدينية يعني التفريط بكل الثوابت الوطنية والأخلاقية والاجتماعية.
3 . الأصل في الإنسان الفطرة السّوية النبيلة والشذوذ أمر عارض شاذ يعود في الغالب إلى الأسباب الآتية:
أ. عدم الاستقرار الأسري والتوتر في العلاقة بين الطفل ووالده الذي من جنسه كتوتر العلاقة بين الأب وابنه.
ب. طرق التربية غير السليمة والتعرض للتنمر.
ت. التعرض للاعتداء الجنسي في الصغر.
ث. التوافق المجتمعي: أي اعطاء المجتمع الشرعية والغطاء للشذوذ هو عامل يزيد بقوة من انتشاره.
وبناءً عليه أوصت النّدوة بما يلي:
1. وجوب التحذير الدائم من المساعي التّي تعمل على نشر الشذوذ الجنسي في مجتمعاتنا؛ وذلك من خلال إقامة ندوات تربوية للآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات في بناء الأسرة وتدعيمها بالأسباب الوقائية من الوقوع في مستنقع الشّذوذ.
2. بث الوعي والاطلاع الدائم على الحقائق ذات المصداقية بالمستجدات النفسية والاجتماعية والسلوكية.
3. خلق حالة من الوعي لأهمية التخصصات النّفسية والاجتماعية والعلاجية السّلوكية والحثّ على الاقبال عليها.
4. تواصل الدعاة مع المدارس الاعدادية والثانوية وتعميق الوعي الديني والتربوي والأخلاقي لدى الطلاب والطالبات والتحذير من إساءة استخدام التقنيات الحديثة.
5 . تناشد النّدوة الاخصائيين والمهنيين أن تكون لهم كلمة وبصمة من خلال العمل الدؤوب والبحث المستمر والانخراط بالموجات التوعوية الراشدة والحكيمة والمستندة الى الحقائق العلمية دون اغفال للثوابت الاخلاقية والانسانية والفطرية.
وفي نهاية المطاف لا يسع المجلس الإسلامي للافتاء إلا أن يتقدم بجزيل الشّكر لأهلنا الكرام على هذا الالتفاف الجماهيري حول المجلس والثقة الدّاعمة التي تدلّ على فطرتهم الدينية المتجذرة.