في أجواء من الحزن والصدمة: جماهير غفيرة تشيّع جثمان الصحافي عبد الحكيم مفيد
ساهر غزاي – وموطني 48
سادت بلدة مصمص والمجتمع العربي الفلسطيني في البلاد أجواء من الحزن والصدمة إثر وفاة عضو المكتب السياسي للحركة الإسلاميّة المحظورة إسرائيليا، وعضو لجنة المتابعة، الزميل الصحافي عبد الحكيم مفيد، عن عمر يناهز 55 عاما، إثر تعرّضه لنوبة قلبية مفاجئة، مساء أمس الأحد.
وشيّعت جماهير غفيرة من مختلف البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، جثمان بعد عصر اليوم الإثنين، من منزل والده في قرية مصمص. وانطلقت الجنازة من منزل العائلة إلى مسجد عمر بن الخطاب في مصمص للصلاة عليه هناك، على أن يوارى الثرى في مقبرة القرية، وذلك بمشاركة العديد من القيادات والشخصيات الاجتماعية والسياسية والجماهير العربية.
وبعد مواراة جثمان الفقيد عبد الحكيم مفيد في مقبرة قرية مصمص تحدث كل من رئيس لجنة المتابعة الاستاذ محمد بركة ورئيس لجنة الحريات الشيخ كمال خطيب، حيث استهل بركة كلمته قائلا: “نشكر الله على هذا الموقف الحزين لما فيه من جمع لكل أطياف مجتمعنا الذين اجتمعوا عند هذا الجثمان الطاهر، اخينا أبو عمر هو صاحب موقف وصاحب عقيدة وأيضا صاحب التزام بالوحدة الوطنية”.
“باسم أبناء شعبنا جميعا اتقدم بخالص التعازي إلى زوجة المرحوم وأبنائه ووالده وإخوانه والى عموم أفراد العائلة” وقال: “اسمحوا لي أن أعزي اخواني من أبناء الحركة الاسلامية المحظورة إسرائيليا الذي انتمى اليها الشيخ عبد الحيكم وكان عضوا في مكتبها السياسي وكان يمثلها وبقي يمثل التيار الاسلامي في داخل لجنة المتابعة كعضو لسكرتاريتها”.
وأضاف بركة: “قبل سنتان وخمسة أيام حظرت إسرائيل الحركة الإسلامية واليوم أريد أن اقدم تعزية خاصة إلى أخي الذي يقبع خلف القضبان، أخي الشيخ رائد صلاح الذي أحب عبد الحكيم وعبد الحيكم أحبه حبا جماً، أنا متأكد أنه كان يرغب أن يكون معنا في هذا الموقف الحزين وهذا الموقف المفجع لكن من هنا جميعا نعزيه ونضع قلوبنا الى جانب قلبه الحزين”
ولم يستطع الشيخ كمال خطيب من شدة التأثر والبكاء القاء كلمته اثناء تأبين الأستاذ عبد الحكيم مفيد لكنه تمالك نفسه وقال: “يوم الأربعاء 15/11 وفي طريق عودتي من المسجد الأقصى مررت على قرية مصمص لأعزّي أخي عبد الحكيم مفيد ووالده وأقاربه بوفاة عمّهم، وعند خروجنا استوقفني عبدالحكيم ليقول لي أنه يودّ استشارتي في قضية انسانية واتفقنا أن يزورني يوم غد الثلاثاء 21/11 صباحا، ويتناول عندي طعام الإفطار، أمس الأحد وبعد صلاة العشاء، حاولت الاتصال به لتأجيل الموعد ليوم الأربعاء لأن غد الثلاثاء سيتعارض مع المظاهرة التي سنشارك فيها في كفركنا ضد افتتاح مركز الشرطة.. لكنه لم يجب على الهاتف طوال ساعات ليتبيّن بعدها أنه قد اصبح في ذمة الله وضيافته”.
وتابع الشيخ خطيب: “أبو عمر يعرفك النقب ومعسكراته وتعرفك مقبرة القسام ومسجد الاستقلال وأوقافه وأنت الذي رأست جمع أموال لسدادها عند الظالمين، يعرفك أبطال معتقلين مجزرة شفاعمرو التي رأست لجنة باسم المتابعة من أجل لتقف الى جانبهم أين من لا يعرفك أي اطار أي نشاط أي لقاء ان كان إسلاميا أو كان وطنيا الا وكنت تتصدر المشهد فيه يا عبد الحكيم عرفنا كيف نتفق معك وبكن عرفنا كيف نختلف معك الاخوة من التيارات والاحزاب والمركبات الاخرى طالما شهدت لقاءته معهم النقاشات لكن الغريب أن عبد الحكيم ظل محبوبا عند الجميع له جاذبية وعلاقة مميزة مع الجميع، لا نقول لك وداعا ولكن نقول الى اللقاء”.
“الصعب فعلا ومنذ الصباح وانا أفكر أن من هذا الذي سيخبر الشيخ رائد أن عبد الحكيم قد مات من الصباح وانا افكر من الذي سيقوم بهذه المهمة لأني أعرف مكانة عبد الحكيم في نفس الشيخ رائد لكن هذه مقادير الله عز وجل بها نقبل وبها نرضى”.
وختم الشيخ كمال خطيب كلمته قائلا: “يا عبد الحكيم يا قلما سل في الحق نعاهدك على أن نمضي في السبيل وفي الطريق ونعاهدك على ان نبقى اوفياء لمشروعنا الاسلامي والوطني ولوحدتنا الداخلية الوطنية نعاهدك يا عبد الحكيم كما منت دائما على أن نسعى لرص الصفوف ولن نسمح لأي يد غربية أن تعبث في مجتمعنا وفي مركباته”. .
وفي حديث لـ “موطني 48” مع الشيخ حماد أبو دعابس رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية قال فيه: “الحقيقة أنها فاجعة وصاعة على مسامعنا جميعا اليوم نودع أحد الرموز الكبار في وطننا وفي شعبان الفلسطيني الذين بذلوا عمرهم كله في خدمة بلدهم وقضيتهم ودينهم وشعبهم، كل بلادنا تفتقد عبد الحكيم شمالها وجنوبها ومركزها ومقدساتها ومقابرها ومعسكراتها وأقصاها وخدمة أبناء هذا الشعب كانت دائما مرحلة متقدمة في حياة الفقيد عبد الحكيم مفيد نسأل الله له الرحمة ولأهله من بعده حسن العزاء والصبر ولشعبنا حسن العوض نسأل الله تعالى أن يخلفنا في مصابنا خيرا انه نعم المولى ونعم النصير”.
القيادي في التجمع الوطني الدكتور جمال زحالقة قال لـ “موطني 48”: “الألم هو مزدوج على المستوى الشخصي والسياسي الوطني تربطني بعبد الحكيم علاقة خاصة درس في كفر قرع بلدي وكان في صف اختي وعلى المستوى الإنساني أنا أعرفه قبل أن يكون هناك لنا علاقة بالسياسة وبالمستوى العمل السياسي أقدر عبد الحكيم عاليا لأنه إنسان وطني بامتياز يؤكد على الوحدة الوطنية، والحقيقة في معظم القضايا السياسية كان بيننا توافق ونستشير بعضنا البعض وكان انسان أصيل وواضح إنسان ملتزم قل مثيله”.
وأضاف زحالقة: “عبد الحكم كان كاتبا صحافيا على مستوى عالٍ وجريء وكان ناشطاً في الميدان نراه في حيفا ويافا والنقب والقدس وام الفحم وفي كل مكان، مصمص فقدت ابنا بارا لها لكن عبد الحكيم هو ابن لكل مدن وقرى وادي عارة وابنا لكل المجتمع الفلسطيني في الداخل، مجتمعنا بأسره بألم شديد على فراق عبد الحكيم وليس القيادات هي فاجعة هي فاجعة”.
من جهته قال المحامي والناشط الحقوقي علي حيدر: “هذه لحظة مؤثرة وحزينة جدا وصعبة على فراق أخ وصديق ومناضل وشخصية متميزة جدا ولا يمكن إيفاؤها حقها بكلمات، لقد عرفت على مدار سنوات طويلة وفي كل موقع وفي كل مكان كان هناك عمل نضالي وعمل جماعي للمجتمع العربي فكان هو الشخص المركزي ليساهم ويحضر ويتحمل المسؤولية في كثير من الأحيان كان عمله في الخفاء كان انسانا مخلصا نقيا تقيا كان إنسانا ذو بسمة رائعة وإنسانا محبوبا على جميع أطياف شعبنا وكان إنسانا مثقفا عميقا ذو معرفة واسعة على المستوى المحلي السياسي وعلى المستوى الإقليمي وعلى المستوى الدولي استطاع أن يطوع الكلمة كان صاحب قلم غزير ولم يكن انسان يقصد الأحداث وإنما يحللها ولم يكن فقط يعمل في مجال الكتابة والتنظير وإنما كان مرتبط مع الفقراء والمحتاجين والأسرى وكان رمزا من الموز التي دافعت عن المقدسات الإسلامية والمسيحية”.
نايف زيداني متحدثا نيابة عن رابطة صحافيي الداخل في تأبين الزميل عبد الحكيم مفيد قال لـ “موطني 48”: “كل من عرف هذا الشخص أحبه، هذا الشخص الذي تحمل الكثير من المسؤوليات بالقضايا المتعلقة بالجماهير العربية في الداخل، حمل الكثير من الملفات والعبء كل الكلمات التي نقولها لا تفي هذا الشخص حقه، انا شخصيا عملت معه في لجنة المتابعة وفي لجان عديدة وسبق أن تحدثت معه لإعداد تقارير صحافية وغيرها، شخص الكل فوجع به إن كان على المستوى الشعبي أو القيادات”.