القدس عُروبةٌ وتاريخ وهي مفتاح الحرب والسلم (3من3)
علي عقلة عرسان
في فترة من العصر الأموي ازدادت مكانةُ القدس، المدينة المقدسة في الإسلام، ولا شك في أن الخلافات التي نشأت بين المسلمين كان لها دور في ذلك وكانت نتائجه لمصلحة القدس/المدينة. فعبد الملك بن مروان الذي ثار خلافٌ بينه وبين عبد الله بن الزبير احتجَب عن مكة وحجَب أهلَ الشام عنها، وتوجَّه نظرُه نحو القدس ليجد مخرجاً لـه مما ضجَّ منه المسلمون من حوله حين منعهم من الحج إلى مكة؛ فبنى قبةَ الصخرة والمسجدَ الأقصى ليشغلهم ويرضيهم ويستعطفهم، وأنفق في ذلك أموالاً طائلة، وجعل القبَّة، هو وابنه الوليد من بعده، أفضلَ بناء وأجملَه في حينه؛ أو كما يقول عنها ابن كثير “إن صخرة بيت المقدس، لما فُرِغ من بنائها، لم يكن لها نظير على وجه الأرض، بهجة ومنظراً”. وكان الناس “يقفون عند الصخرة ويطوفون حولها كما يطوفون حول الكعبة، وينحرون يوم العيد، ويحلقون رؤوسهم.. ففتح عبدُ الملك بذلك على نفسه بأن شنّع ابن الزبير عليه… الخ”. واستمرت مكانة القدس في الارتفاع في نظر المسلمين، بعد أن أَلغي حج أهل الشام “السياسي السبب” إليها، وقد كانت في الإسلام قبل الفتح وبعدَه موضع تقديس.
ولم تلق القدسُ من العباسيين العناية ذاتها التي لقيتها من الأمويين، على الرغم من زيارة بعض خلفاء بني العباس لها، وربما كان ذلك لبعدها عن بغداد مركز الخلافة. وتداول الدولة الطولونيون / 265- 292 هـ / والأخشيديون / 327 – 359 هـ / وبقي فيها الفاطميون إلى عام / 463 هـ 1076 م / حين انتزعها منهم السلاجقة وأبقوها في حوزتهم إلى عام / 489هـ – 1098 م / حيث استعادها الفاطميون منهم – وكان ذلك بعد شهر واحد من سقوط إنطاكية بيد الصليبيين – ونصَّبوا عليها افتخار الدولة والياً، وفي عهده سقطت القدسُ في أيدي الصليبيين عام / 492 هـ – 1099 م / وكان دخولهم إليها بقيادة غودفري، “دموياً ” مصحوباً بمذبحة مروِّعة ” على حد تعبير المراجع التاريخية الغربية ذاتها؛ فقد قتلوا فيها من المسلمين بين ستين وسبعين ألفاً، قُتِلَ عددٌ كبيرٌ منهم في المسجد الأقصى.
وكان الذي حرّك الحروب الصليبية البابا ” إربان ” بخطابه العاطفي الشهير في كليرمونت 27/ 11 / 1095 ونصَّب الصليبيون ” غودفري ” دوق أسفل اللورين ومقاطعة بويّون ليكون أول ملك على القدس فقبل الحكم ورفض اللقب. وبعد وفاته عام 1100 م خلَفه شقيقه ” بولدوين ” الأول الذي قَبِلَ اللقبَ والتاج. ولم يحترم الصليبيون قيمة إنسانية أو دينية يوم دخلوا القدس وطوال مدة احتلالهم لها الذي استمر تسعاً وتسعين سنة، لم تنته خلالها المعارك بينهم وبين المسلمين؛ وكان أشهرها تلك التي خاضها عماد الدين زنكي ضد جوسلين الثاني ملك القدس الصليبي عند السور الشمالي للقدس عام 1144 م وانتقم فيها لقتلى القدس يوم دخول الصليبيين إليها.
دخول صلاح الدين إلى القدس
واستمرت معاناة المسلمين وجهودُهم في جهادهم إلى أن استعاد صلاحُ الدين الأيوبي القدسَ ودخلَها صلْحاً في 27 رجب 583 هـ ، ومعروفة رحمةُ صلاح الدين ومعاملتُه الطيبة للصليبيين، ومعروفٌ عفوُه حتى عمن لم يستطع دفع الفدية البسيطة التي اتُّفق عليها مع ” باليان بن بيرزان ” حاكم القدس الذي استسلمت في عهده المدينة.
ونظَّف صلاح الدين بنفسه المسجدَ الأقصى مما لحق به من أذى، وشاركه من كان معه ذلك التنظيف، وكشف عن قبة الصخرة التي كانت قد حُجِبت عن الأنظار، وغسلَها وطهَّرَها، وأعاد للقدس الصورة العُمَرية وأعاد فيها شيئاً من تلك السيرة العَطِرة، وأحضر إلى المسجد الأقصى المنبرَ الذي كان نور الدين الشهيد قد أمر بصنعه في حلب، ليكون هدية للأقصى يوم التحرير، وقد عمل نور الدين الكثير من أجل تحرير القدس ولكن شاء القدَر أن يكون قطف الثمر على يد صلاح الدين. غير أن محيي الدين بن الزكي خطيب صلاح الدين الأيوبي في أول صلاة جمعة أقيمت في القدس بعد تحريرها، لم يتمتع بشرف اعتلاء المنبر الجديد. وهو المنبر الذي بقي في المسجد الأقصى إلى أن أحرقه الصهاينة في 21 / 8/ 1969 بفعل عنصري مدروس نسبوه إلى مجنون، وهذا دأبهم المضاد للعدل والخُلُق والقيم.
ولم يكن يقيم في القدس، يوم حررها صلاح الدين، يهودٌ فقد مُنِعوا من السكن فيها منذ عام 135 م إلى 614 م حين أعادهم إليها الفرس على يدي خسرو، وبقوا فيها، مع سكانها من العرب، ثلاثة عشر عاماً حتى عام 627 م حين ذبحهم هرقل الذي استعاد السيطرة على القدس من الفرس. وبقي اليهود خارجها تنفيذاً لطلب المسيحيين في العهدة العُمَريَّة إلى حين تحرير صلاح الدين للمدينة عام 1187 م على الأقل. أي أنهم مُنِعوا من السكن فيها ( 1052 ) سنة متوالية على الأقل بعد السبيين الأول والثاني، وقد أشرت إلى ما سلف من حوادث.
ولا أظن أن حكام الفترات التي تلت ذلك سمحوا لهم بالإقامة فيها، لا سيما بين 1229 م يوم سلَّمها الملك الكامل إلى الإمبراطور فريدريك الثاني واستردها الناصر ثم سلَّمها ثانية، واستعادها الخوارزميةُ من الإفرنج عام 1244م. وبقيت القدس نظيفة من اليهود، فيما أقدِّر، في عهد المماليك وفي العهد العثماني الأول الذي ابتدأ عام 1516م؛ ولكن التسلل اليهودي المدروس إليها وفقاً للمشروع الاستعماري الغربي ـ الصهيوني الذي بشَّر به نابليون، بدأ عبر ضعف الإمبراطورية العثمانية وانحلالها، وتكاثف مذ سيطر الأوروبيون على القرار العثماني، وأصبح لليهود الدونما ” أي المهتدون.. وهم ألغام في الإسلام” دور مؤثّر في ذلك القرار.
وللأسف يمكن الإقرار هنا بأهمية ما قاله برنارد لويس في 18 /11 /1993 في فلسطين المحتلة وخطورته إذ قال :” منذ نابليون وإخراجه من مصر بقوة بريطانية فُتِح عصر جديد في المنطقة ـ يعني الشرق الأوسط ـ تحدد في إطاره مصير السكان لا بواسطة حكوماتهم بل بواسطة قوات أجنبية “.
ولم يأت ذلك الواقع المفزع من فراغ ولا هو حدث بين عشية وضحاها، وإنما تم التمهيد لـه والعمل على برامج تؤدي إليه، بصبر وحزم واستمرار وتآمر وتواطؤ. ومن ينظر إلى الإرساليات والبعثات التبشيرية، وإلى الجمعيات والمؤسسات التي أنشئت في أوربا للتبشير في ” أرض التوراة العثمانية ؟!” منذ القرن السادس عشر ـ تلك التي فتحت لها الإمبراطورية العثمانية أبواب البلاد، عن وعي منها أو عن غير وعي، وإلى المشاريع والمخططات الاستعمارية التي تحرِّك اليهود و يحرِّكها اليهود.. من يفعل ذلك وينظر نظرة متعمِّقَة، يشعر بالتأسيس لمشروع كبير يستهدف الأمتين العربية والإسلامية، ويستهدف المنطقة كلَّها وقلبَها القدس الشريف، وهو مشروع ما زال مستمراً.
وقد تبلور هذا المشروع في ” إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ” حضنت فكرته الأولى بريطانيا، وتابع العمل فيه المؤتمر الصهيوني الذي عقد دورتَه الأولى في بال بسويسرا عام 1893م. وتفيدنا الأرقام الآتية في الوقوف على تطور عمليات التسلل الاستيطاني اليهودي إلى القدس، تمشياً مع نمو المشروع الصهيوني ـ الغربي الاستعماري وتطوره.
بين القرنين الثاني عشر والسابع عشر الميلاديين راوَحَ عددُ اليهود في القدس بين شخص واحد وخمسمئة شخص، وفي نهاية القرن السابع عشر تقريباً ( 1688) كان عددهم ( 150) شخصاً. ووصل ذلك العدد عام ( 1831 م) إلى ثلاثة آلاف شخص، وعندما سمحت السلطنةُ العثمانية لليهودي الإنكليزي موسى مونتفيوري بشراء أرض في القدس عام 1855 ارتفع العدد ليصل عام 1890 م إلى ( 30200 ) شخصاً. ولم يقتصر ازدياد عدد اليهود على القدس، بل شمل مناطق أخرى من فلسطين، وبقي قليلاً إذا ما قيس إلى العهود اللاحقة.
استمرت تبعية القدس للإمبراطورية العثمانية إلى أن انهارت تلك الإمبراطورية في الحرب العالمية الأولى وتمزقت. وقد استولى البريطانيون على القدس عام 1917 م حين استسلمت المدينة، وكان يشرف على الدفاع عنها اللواء علي فؤاد باشا، استسلمت للجنرال الِّلنبي فدخلها صباح التاسع من شهر كانون الأول 1917 م .
ولم تفقد المدينة المقدسة طابعها العربي ـ الإسلامي طوال العهود الماضية، بما فيها العهد العثماني الذي امتد أربعمئة سنة بين ( 1517م ـ 1917 م)، بل بقيت محافظة على شخصيتها وعلى انتمائها ونسيجها العمراني والسكاني اللذين يؤكدان هويتها العربية ومكانتها المقدسة.
وعد بلفور المشؤوم
وحين وقعت المدينة في الأسر الاستعماري من جديد، كان البرنامج الاستيطاني ـ الصهيوني مُعداً ومموَّلاً، وكلَّفت عُصبة الأمم مملكة بريطانيا بتنفيذ وعد بلفور المشؤوم وتبنَّته عصبة الأمم عند إنشائها عام 1920 م وأصبح ” خطة دولية ” تقف وراءها الصهيونية والغرب الاستعماري المتصهين كله، والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي الذي نمت في أحضانه الهجرة اليهودية إلى فلسطين والاستيطان الملتصق “بأرض الميعاد”، كما عمل هتلر على تحقيق ذلك. وكَلّفت بريطانيا اليهودي الصهيوني ( هربرت صموئيل ) بمهام الإشراف على التنفيذ بصفته أول مندوب سامٍ لها على القدس. وفي ظل الوصاية البريطانية ـ تنفيذاً لاتفاق سايكس بيكو وقرار الحلفاء وعصبة الأمم ـ سجَّل الاستيطان الاستعماري اليهودي الأرقام الآتية في القدس وحدها، عدا الانتشار اليهودي المنظم في فلسطين:
وبدأ النضال المُر في فلسطين عامة وفي القدس خاصة، من أجل الحفاظ على الطابع والوجود العربيين فيها وعلى الهوية والانتماء والمركز الديني للقدس. ولم تكن هناك دول عربية تتمتع بالاستقلال أو بالوعي أو بالقوة في عهد الاستعمار؛ وقاتل الفلسطينيون والعرب الغيورون والمسلمون، ممن هدى ربُّك، قاتلوا بالأيدي والحجارة والعصي والسكاكين والبنادق القديمة دفاعاً عن أنفسهم وعن القدس. وحين كانت جموعهم تشرف على أن تغلب اليهود يتدخل الإنجليز بالقوة، وحين تصل الأمور إلى حدود الانفجار يتدخل بعض الحكام العرب ” لتهدئة الخواطر “.؟!!
وبقي الحال على ما هو عليه إلى الرابع عشر من أيار 1948 حين أعلنت بريطانيا فجأة انسحابها من فلسطين، بعد أن هيأت كل أسباب القوة والمنعة والسيطرة لليهود من جهة، وحفرت للعرب في فلسطين وخارجها الخنادق الملغَّمة تحت أرجلهم في أسلحتهم وجيوشهم وقياداتهم وتسليحهم وعلاقاتهم من جهة أخرى. فغلَب اليهودُ على فلسطين وعلى معظم القدس، حيث تحوَّل حي موسى مونتفيوري مع الزمن إلى انتشار سرطاني يهودي شكَّلت القدس المحتلة أو “اليهودية” التي قابلت القدس العربية ـ تلك التي دخلت مع الضفة الغربية تحت المظلة الأردنية الهاشمية ـ مجالَه وميدانه؛ وكانت مساحة القدس العربية (555) فدَّاناً، بينما تبلغ مساحة القدس المحتلة ( 4065 ) فدّاناً.
وأخذ المشروع الصهيوني يتصاعد وينمو مهدداً القدس وفلسطين والعرب؛ واكتسب الكيان الصهيوني اعترافاً دولياً، بوصفه ” دولة عضواً في الأمم المتحد ة “، على أساس القرار رقم ( 181 ) تاريخ 29 /11 /194 الذي أوصى بتدويل القدس؛ وأكدت الأمم المتحدة ذلك بقراريها ( 194 ) تاريخ 11 /12 /1948 و(303) تاريخ 9 /12 /1949. ولم يقبل العرب واليهود بالتدويل، فالقدس موحَّدة تعني بالنسبة للعرب والمسلمين “تاريخاً وحقاً وبيتاً مقدَّساً وقبلة ومِحجَّاً وعنوان كرامة، وسجلاً من العمران والشهادة والتضحية والحضارة، يمتد منذ ما قبل اليوبوسيين العرب إلى عمق الزمن الآتي وآماده، إضافة إلى مكانتها الدينية والدنيوية والحيوية والقومية. وهي بالنسبة إلى يهود الخَزَر الذين يغزونها ويحتلّونها اليوم ـ رمز المشروع الصهيوني ـ الاستيطاني ـ العنصري، والجزَرة التي يلوّح بها ” للمسيحية ـ اليهودية ” وللمتصهينين من الغربيين الذين يؤمنون بالتوراة الموضوعة.. وهي بالنسبة ” لـ ”إسرائيل” قيمة سياسية وتجارية وسياحية، وللغرب ومن أيد قيامها واعترف بها خنجراً في القلب العربي المستهدف.
نكسة 67 وما بعدها
في السابع من حزيران 1967 سقط القسم العربي من المدينة بأيدي الصهاينة إثر الهزيمة التي حلت بالعرب في حرب حزيران، وأصبحت القدس كلها بمتناول المشروع والحلم الصهيونيين. وقد بدأت منذ ذلك التاريخ مرحلة جديدة في تاريخ القدس.. إذ بدأ التهويد الشامل على ” أرضية القدس الكبرى: العاصمة الموحدة والأبدية لـ” إسرائيل” كما يعلن القادة الصهاينة.. فتم ضمّها إلى ” دولة “إسرائيل” بقرار “إسرائيلي” رفضته الأممُ المتحدة، وأقرته على أرض الواقع قوةُ الاحتلال وضعفُ العرب المتزايد والغرب المتواطئ بالسكوت؛ وكان ذلك في 27 /6 /1967 .. ووسعت “إسرائيل” أرض القدس بالتملُّك القسري المستمر للأرض من حولها ولأرض العرب التي كانت لهم في القدس العربية قبل السابع من حزيران 1967، وبدأ التهويد والتشييد على أرضية الهدم والتشريد: هدم دور العرب ومقدساتهم وتشريدهم من القدس ومما حولها، واستملاك الأرض وإقامة الأحياء الجديدة لليهود المجلوبين عليها.. وتعرَّض المسجد الأقصى ذاتُه لأكثر من عدوان صهيوني عليه ” بالإحراق ” في 21 /8 /1969 ومحاولات الهدم، وبأشكال التدنيس، ويستمر العدوان على المصلين فيه بالقتل المتعمد داخله ، والعدوان على حرَمه العام وحائط البراق بهجمات اليهود شبه اليومية عليه وعلى من يدافع عنه أو يتعلق به أو يصلي فيه!!. وأعُلنت القدس ” عاصمة موحدة وأبدية لدولة “إسرائيل”، وقفز الاستيطان اليهودي فيها قفزات مذهلة.
إن القدس عبر التاريخ الطويل، كانت مركز الأحداث وجوهر القضايا والصراعات والحلول، وهي كذلك بالنسبة للعرب والمسلمين اليوم.. فهل يكون هناك سلام من أي نوع في ظل أوضاع لا تستقر فيها أوضاع القدس على العدل التاريخي والإنصاف الحقَّاني لأهلها وأمتها؟؟ وهل يمكن حسم أمر القدس المرتبط ـ بالنسبة إلينا نحن العرب والمسلمين ـ بحسم أمور تتعلق بالاحتلال الصهيوني ضنا، وبالسيطرة الاستعمارية على قرارنا ومقدَّراتنا، من دون قوة ورؤية وحرية قرار؟! وهل يكون ذلك من دون وحدة ومعرفة وعلم وامتلاك تقانة عالية ومعلوماتية شاملة وإيمان مطلق بالحق، وانتماء صُراح للأمة والدين، وطاقة روحية واقتصادية ومعرفية، تصنع ذلك وتقيمه وتحرر به وتحمي وتشيد وتنهض؟!؟
لقد قال صلاح الدين الأيوبي، كما ورد في رسالته التي كتبها لـه القاضي الفاضل:”.. وإنما أمور الحرب لا تحتمل في التدبير إلا الوحدة .” ونرى أن أمور ” حرب السلام ” لا تحتمل هي الأخرى إلا ذلك التدبير.. لكن المؤسف أننا نفتقر في الحرب والسلام إلى الحد الأدنى من تدبير ناجع أساسه الوحدة.. فهل يتسنى لنا شيء من ذلك لنحسم شيئاً من قضايانا المركزية، وأمورنا المعلَّقة منذ عقود وربما قرون من الزمن، وفي المقدِّمة منها قضية القدس التي لا سلام إلا بسلامها وأمنها وسلامة هويتها، وانتمائها لأمتها العربية ودائرتها الجغرافية والعقيدية؟!
إنه سؤال نرفعه بوجه العصر والناس فالقدس مفتاح الاستقرار وأساس السلم والحرب، ولا تستقيم الأمور إلا باستقامة هذا الأمر.. وهذا من أهم أسئلة الحاضر والمستقبل، كما كان من أهم أسئلة الماضي.. والقدس عبر تاريخها مفتاح الحرب والسلام.