كم موظفا أسود في فيسبوك وافق على قرارك؟.. أسئلة محرجة لزوكربيرغ من موظفيه
قاد مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك اجتماعا متوترا عبر الفيديو مع 25 ألفا من موظفيه لمعالجة القضية التي قسّمت شركته والجمهور خلال الأسبوع الماضي، وهي كيفية التعامل مع منشورات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المثيرة للجدل، التي يرى البعض أنها تمجيد للعنف ضد المتظاهرين الأميركيين.
في هذا الاجتماع الذي استمر لمدة ساعة ونصف الساعة تقريبًا يوم الثلاثاء، أوضح زوكربيرغ الأسس التي بنى عليها قراره بترك المنشورات المثيرة للجدل من قبل ترامب، والتي قال فيها “عندما يبدأ النهب يبدأ إطلاق النار”.
وأظهر موظفو فيسبوك خلال الأيام الأخيرة مستويات غير مسبوقة من المعارضة العلنية لزوكربيرغ من خلال انتقاد قراره بعدم إزالة أو تخفيف مشاركات ترامب الأخيرة التي أشارت إلى الاحتجاجات المستمرة في الولايات المتحدة ضد العنصرية ووحشية الشرطة.
وقد حصل موقع ريكود (Recode) على نسخة صوتية مسربة للاجتماع، وكتب الموقع نص الاجتماع من أجل الوضوح، وتم حذف الأجزاء التي لم يكن الصوت مسموعًا فيها. ولا يتضمن هذا النص حوالي 10 دقائق من بداية الاجتماع، عندما دعا زوكربيرغ إلى “الوحدة والهدوء والتعاطف مع الأشخاص الذين يكافحون” خلال هذا الوقت، مع الاعتراف بتاريخ العنصرية في الولايات المتحدة والألم الحالي حول ذلك، وهذا أبرز ما جاء في الاجتماع.
زوكربيرغ يشرح رأيه
بدأ مارك زوكربيرغ الاجتماع بشرح ملابسات ما حصل خلال الأسبوع الماضي، وشرح آلية التوصل للقرار الخاص بترك منشورات ترامب، لافتا إلى مبدأ فيسبوك بإتاحة المجال لحرية التعبير على المنصة خصوصا في حالة الشخصيات العامة التي تمتلك قراراتها قدرة التأثير على حياة الآخرين. وقال “أريد فقط أن أعترف مقدمًا بأن هذا، كما تعلمون، ليس واضحًا تماما بنسبة 100% من القرار، على الرغم من أنني أعتقد أن المبدأ الأساسي للمنصة وسياساتنا والأدلة تثبت بقوة لصالح اتخاذ القرار”.
وقد استفاض زوكربيرغ في تفصيل الآلية المتبعة وتتالي الأحداث التي جعلته واثقا من صواب قراره بالابقاء على المنشور، ومكالمته الهاتفية مع البيت الأبيض، وما كان يمكن تحسينه لتجنب كل هذا التوتر.
ولكن الإثارة والتوتر بدآ بطرح الموظفين أسئلتهم.
الموظف: “كيف يمكن للموظفين في فيسبوك الثقة في القيادة العليا في هذه القضايا؟”
شرح الموظف كيف أن مسؤول العلاقات العامة في الشركة أخبرهم أن مارك زوكربيرغ يستمع ويتفهم لما يزعجهم حول هذه الأحداث، ولكن في الوقت نفسه دون أي إجراء.
والأهم من ذلك، يقول الموظف موجها كلامه لزوكربيرغ “إنك لا تفهم أن الأمر لا يقتصر على الأحداث التي وقعت الأسبوع الماضي فحسب، بل تمتد إلى الحياة اليومية للأشخاص الملونين داخل هذه الشركة وخارجها”.
وذكر الموظف مثالا حول قول شيريل ساندبيرغ مسؤولة العمليات في فيسبوك للموظفين إن الاجتماع مع (جماعات) الحقوق المدنية سار بشكل جيد، في حين قال ممثلو الجماعات إن الاجتماع كان كارثة، وإن فيسبوك لا يفهم الوضع الحالي.
وأضاف “سؤالي هو كيف يمكننا أن نثق في قيادة فيسبوك إذا أظهرتم لنا افتقارًا للشفافية ونقصًا في الفهم للعالم خارج حدودكم؟”.
رد مارك زوكربيرغ
من جهته رد مؤسس فيسبوك “نعم، أفهم هذا السؤال. ونحن نحاول أن نكون شفافين قدر الإمكان. وقد صدر القرار -عدم إزالة المنشور- يوم الجمعة. لذلك قضيت معظم اليوم في العمل على ذلك. ثم اتخذنا القرار، ثم عملنا على إيصاله وكتابة الشرح. لقد حاولنا التحرك بأسرع ما يمكن”.
وتابع “كنت تسأل عن كيف يمكننا أن نثق في نية القيادة؟ في هذا الصدد، أفهم أن الكثير من الناس لا يوافقون على هذا القرار. وأنا لست خائب الأمل لأن الجميع لا يوافق على القرار، وأعتقد أن هذا جيد، فهناك تنوع في الآراء”.
وأضاف “أعلم أيضًا أن هذا ليس من جانب واحد تمامًا وأن هناك الكثير من الأشخاص الذين يوافقون على القرار أيضًا حتى لو لم يشعروا أنهم يريدون التعبير عن ذلك بصوت عال داخل الشركة الآن”.
عدد الأشخاص السود
وتواصلت الأسئلة، فقال موظف “كم عدد الأشخاص السود وغيرهم من الموظفين الملونين الذين شاركوا في اتخاذ القرار حول ما إذا كان سيتم اتخاذ إجراء بشأن مشاركة ترامب “نهب… إطلاق النار”؟”.
رد زوكربيرغ
ورد زوكربيرغ بقوله “لا أعرف الرقم الدقيق. لكن أعني، هذا ما يمكنني أن أخبرك به. هناك موجز السياسة الأولي. أعلم أن هناك العديد من الموظفين السود الذين هم جزء من المجموعة.. وكالموظفين السود الذين يلعبون دورًا وأدوارًا مؤسسية حول التنوع -ويركزون على التأكد من أننا نمثل مؤسسيًا وجهات نظر مختلفة- التي تدخل في العملية الأولية. ثم عندما ألتقي بالفريق، تكون مجموعة صغيرة لأننا نحاول إجراء محادثة مثمرة، كما تعلم، مع ثمانية أو تسعة أشخاص”.
وتحدث رئيس فيسبوك عن أن “ماكسين” كانت “حاضرة لساعات أثناء عملنا على ذلك القرار، أنا أهتم كثيرًا برأيها، لذا اتصلت بها مباشرة، فقط للتأكد من حصولي على رأيها”.
ومن غير المعروف إن كان يقصد ماكسين ووترز ممثلة الكونغرس السمراء في ولاية كاليفورنيا أو شخصا آخر.
وتابع “كنا نحصل طوال الوقت على ملخصات ونوع من الأشخاص الذين يرسلون رسائل بريد إلكتروني وآراء من مستشاري الحقوق المدنية الخارجيين وأشخاص من هذا القبيل -بما في ذلك عدد من الأشخاص الملونين- لذا لا أعرف الرقم الدقيق، وقد تكون هناك طرق لتحسين ذلك”.
خيار ثالث
وفي خضم الاجتماع العاصف، سأل موظف “لماذا لا تقوم فيسبوك بعمل خيار ثالث غير الحذف أو الإبقاء على المنشورات المثيرة للجدل، وهو وضع ملصقات على هذه المنشورات”. وأضاف “لماذا يجب الاختيار بين طريقين إما الحذف وإما الإبقاء على هذه المنشورات؟ لم لا نفكر في جميع الوسائل الأخرى مثل وضع علامات على المنشورات على فيسبوك التي تحتوي على خطاب عنيف عن الحالة التي تجري الآن والتي قام بها الأشخاص ونشروها”.
رد مارك زوكربيرغ
رد زوكربيرغ بالقول “هذا وارد، ولكي أكون واضحًا الكثير من الأشخاص يعملون على ذلك. وأنا أخطط لذلك، لا أريد أن أقول إنني جلست وفكرت بالفعل في جميع الوسائل والأفكار الممكنة لأنني لم تتح لي الفرصة للقيام بذلك حتى الآن. في الوقت الحالي أعتقد أنه سؤال معقول. ويتطلع إليها الكثير من الأشخاص، لذلك أتخيل أنها ستكون أفكارًا سنود التفكير فيها وأنني أريد أن أعرف أكثر عن تلك الأفكار”.
من شارك في القرار؟
ويبدو أن قضية الموظفين الملونين عادت لتلحّ في ثنايا الاجتماع، فقد طلب موظف وضوحا أكبر عن من شارك من الموظفين الملونين في هذا القرار. فقال الموظف موجها حديثه لزوكربيرغ “ما زلت أشعر بأنك غامض بعض الشيء حول من شارك بالضبط في هذا القرار، وما إذا كنت الشخص النهائي الذي يتخذ القرار. لذا أود أن أسألكم من بالضبط من الخبراء التنفيذيين يشاركون في هذه الاجتماعات؟ والدائرة الصغيرة التي تتكون منها؟ والفرق التي يأتون منها؟ ومن يمثلونهم؟ وأين صوتوا على هذه القضية؟ لأنني أحب حقًا أن أسمع بالضبط من يشارك في هذا. وكما قلت، فإن المزيد من الشفافية سيكون مفيدًا لهذه العملية. لذلك أعتقد أن الموظفين يحبون سماع ذلك”.
من جهته ذكر زوكربيرغ بعض الأسماء التي لم يكن من بينها سوى شخص واحد أسود، وهو ما جعل الموظف يقول إنه يرى أن هذا الفريق يجب أن يحوي على عدد أكثر من الملونين عند مناقشة قرارات من هذا القبيل.
أسئلة أخرى
كان هناك أسئلة أخرى تم الرد عليها بشكل مطول، وهذا جانب منها:
هل تحاول فيسبوك تجنّب عداوة ترامب كما حدث مع تويتر وذلك بالتعارض مع سياسة النشر لديها؟
وكيف يمكن إظهار الدعم لقيادة فيسبوك دون أن يبدو غير حساس للزملاء الذين يختلفون معه في الرأي؟
ما رأيك في الاستقطاب الحاصل على المنصة؟ وما هي خطة الشركة لعلاجه؟
ويبدو من طبيعة الأسئلة الموجهة لرئيس فيسبوك أن موظفيه ليسوا راضين عن القرارات التي اتخذت بشأن هذه الأزمة، وأن هناك انشقاقا بين الموظفين والإدارة العليا في طريقة عمل المنصة.
المصدر: مواقع إلكترونية