“هل سياسات يوتيوب متحيّزة ضدّ الفلسطينيّين؟”: بحث جديد لمركز “حملة”
أصدر “حملة-المركز العربيّ لتطوير الإعلام الاجتماعيّ”، هذا الأسبوع، بحثًا جديدًا حول سياسات وانتهاكات منصّة “يويتوب Youtube” تجاه المحتوى الرقميّ الفلسطينيّ، ليُضاف إلى سلسلة الأبحاث والدراسات التي يقوم بها المركز حول انتهاكات الحقوق الرقميّة الفلسطينيّة والتمييز ضد الفلسطينيّين، من قبل الشركات التكنولوجيّة العالميّة وبشكل عامّ.
تعتبر “يوتيوب” أهمّ منصّة لنشر محتوى الفيديو وأكثرها شعبيّة، وثاني أهمّ منصّة إعلام شعبيّة في فلسطين، وفي ظلّ ازدياد شعبيّة يوتيوب، انكشف أكثر كيف تؤدّي سياساتها وممارساتها إلى انتهاك الحقوق الرقميّة للفلسطينيّين. يسعى البحث للإجابة عن أسئلة الرئي: كيف تتماشى سياسات وممارسات يوتيوب مع حقوق الإنسان بشكلٍ عام، ومع حقوق الفلسطينيّين بشكلٍ خاصّ؟ كيف تمّ تطبيق سياسات وممارسات يوتيوب على المحتوى الفلسطينيّ في اليوتيوب؟ ما هي معايير إدراج أو استبعاد المحتوى في يوتيوب المتعلّقة بالمحتوى الفلسطينيّ في الموقع؟
للإجابة على هذه الأسئلة قامت الباحثة د. أمل نزّال بإجراء البحث مستخدمة منهجيّة البحث الكيفيّ التأويليّ، وتشمل مراجعة أدبيات ومقابلات متعمّقة مع صحافيّين وناشطين وحقوقيّين ذوي صلة.
أبرز نتائج البحث كانت تشخيص وجود (1) تعريف غير واضح للعنف وفهم إشكاليّ وضبابيّ لما يُعتبر “محتوى عنيفًا” اعتمادًا على سياسات يوتيوب، ما يهدّد الكثير من المحتوى الفلسطينيّ الرقميّ في يوتيوب بشكلٍ خاصّ (2) سياسات وممارسات تمييزيّة ضدّ محتوى الفلسطينيّين. يشمل هذا التميّيز المكانيّ، مراقبة عالية، وعقاب من خلال إلغاء القنوات وحجب (monetization) التسييل النقديّ (3) شعور فلسطينيّ بالإقصاء والتمييز والعزلة والاستبعاد والغضب وخيبة الأمل (4) تطوير تكتيكات وتقنيّات الحماية المكتسبة وطرق مختلفة لمقاومة ممارسات يوتيوب التمييزيّة ضدّ المحتوى الفلسطينيّ.
ويتضمّن التقرير توصيات ليوتيوب والمستوى الحكوميّ حول السياسات والإجراءات الواجب اتخاذها لضمان الوضوح والشفافية والمساواة والإنصاف في سياسات المحتوى على “يوتيوب”، مثل: توفير مناليّة متساوية للمعلومات، وتوضيح السياسات والإرشادات المختلفة، وضبط المراقبة المفرطة التي يقوم بها الذكاء الاصطناعيّ للمحتوى الفلسطينيّ، وتمكّين التوجهات والاستئناف على القرارات، ونشر تقارير شفافيّة وبيانات حول المحتويات المحذوفة وأسباب الحذف وحول والبلاغات والتوجهات ومخرجاتها.
أشارت الباحثة، د. أمل نزّال: “هذا البحث هو بمثابة نداء لتشجيع مختلف التعاونات والتحرّكات على المستويّين، العالميّ والفلسطينيّ بشكلٍ خاصّ، للكشف عن انتهاكات يوتيوب والتصدّي لها. على عكس ما يصرّح ويعد به يوتيوب بأنّه مساحة يتمتّع بها الجميع بحقوق متساوية للمشاركة والانتماء، يكشف هذا البحث كيفيّة انحياز وتمييز سياسات وممارسات يوتيوب ضدّ الفلسطينيّين. يشمل هذا التمييز تقنيّات المراقبة المتطوّرة التي تؤدّي إلى حالات الإقصاء، العزل والتثبيط.
سيكون هذا البحث جزءًا من سلسلة الندوات عبر الإنترنت في إطار منتدى النشاط الرقميّ الذي ينظّمه مركز حملة. ستُعقد الندوة الإنترنتيّة (webinar) بعنوان “يوتيوب، الفلسطينيّون والتمييز الرقميّ” يوم الأربعاء 29 نيسان في تمام الساعة السادسة مساءً عبر زوم وفيسبوك لايف. ستشمل الندوة نقاشًا حول البحث الجديد وتداعياته العالميّة. سيشارك في الندوة كلّ من د. أمل نزّال، الباحثة الرئيسيّة وأستاذة مساعِدة في الدراسات التنظيميّة، وضياء كيّالي، المديرة التقنيّة للبرنامج ومناصرة في WITNESS.org، وباربرَة دوكالوفا وغابرييل غيليمين من Article 19، وستيسّر الندوة أليسون كرمل، مديرة العلاقات الدوليّة في حملة.