كاره النساء ورجل الفوضى المهزوز.. أسرار ترامب في مرمى ثلاثة كتب جديدة
بعد قتل الكاتب السعودي في واشنطن بوست جمال خاشقجي عام 2018 على يد عملاء سعوديين، قال ترامب لمستشاريه إنه سيكون من الغباء الوقوف في وجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
هكذا وصف المؤلف المجهول في كتاب “تحذير” تعامل الرئيس الأميركي مع واقعة مقتل خاشقجي، مشككا في قدرات رئيس الولايات المتحدة، وسلط الضوء كذلك على شخصيته المرتابة وشكوكه تجاه موظفيه ومن حوله.
وفي عرض قدمه المحرر فرانسوا فورستيير لمجلة لنوفيل أوبسرفاتور الفرنسية، يقرأ الكاتب في ثلاثة كتب صدرت حديثا حول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واعتبرت المجلة أنها أضافت مزيدا من الحطب للنار.
واشتمل العرض على كتاب “تحذير” الذي قد يكون كاتبه المجهول هو نفسه صاحب مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز يوم 5 سبتمبر/أيلول 2018، وتناول فيها “مسؤول رفيع المستوى في إدارة ترامب” مجهول الهوية السلوك غير العقلاني لرئيس الولايات المتحدة، وأعلن عن وجود مقاومة بيروقراطية بقيادة بعض المسؤولين، مما أحدثت وقتها ضجيجا، رد عليه ترامب بعشرات التغريدات الغاضبة.
وبالإضافة لذلك، تطرق العرض لكتاب “كل نساء الرئيس” بقلم باري ليفين ومونيك ألفايزي، وكتاب “ترامب وجنرالاته” بقلم بيتر بيرغن، وهي كتب تستند إلى تحقيقات متعمقة مليئة بالكشوف والوصف واللقطات التي لا تشرف ساكن البيت الأبيض.
والحقيقة التي تظهر هي حماقة ترامب وخروجه عن الأطر الأخلاقية، حسب الكاتب، ويخرج القارئ من هذه الكتب الثلاثة باستنتاج واحد هو تهور الرئيس الأميركي وعدم ملائمته لمنصبه.
تحذير
وقال الكاتب إن البعض خمن هوية هذا المجهول الذي ألف كتاب “تحذير” متسائلا عما إذا كان هو مايك بينس نائب الرئيس، أم محامي البيت الأبيض دون مكغان، أم وزير الدفاع جيم ماتيس، أم سكرتير بنس نيك آيرز، أم جون دي ستيفانو متعاون ترامب، أم أنها ببساطة كانت كبيرة مستشاري الرئيس كيلي آن كونواي التي هي زوجة أشد منتقدي ترامب المحامي جورج ت. كونواي.
ويقدم “تحذير” المملوء باقتباسات طويلة فكرته كتحذير ودعوة للتصويت ضد ترامب في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، ويجمع كاتبه في الصفحة 79 كثيرا من الأوصاف التي أطلقها ترامب على النساء، منها قوله إن “هيلاري كلينتون إذا لم تتمكن من إرضاء زوجها، لن تتمكن من إرضاء أميركا؟”.
كل نساء الرئيس
وقال الكاتب إن المفارقة مع “كل نساء الرئيس.. دونالد ترامب وصناعة مفترس” هي أن كاتبيه -وهما مراسلان متمرسان- لم يتعرضا لهجوم من ترامب الذي يحب تقديم منتقديه إلى القضاء، مع أن كتابهما استثنائي ومبني على عدد كبير من المقابلات والملفات.
ويبدأ الكتاب بتغريدة يقول فيها ترامب إن “أحدا لم يبد قط احتراما للنساء أكثر مني”، وذلك قبل سرد لقصص بعض النساء اللاتي رفعن قضايا ضد ترامب أو تعرضن “لسلوك غير لائق” منه.
أما كتاب “ترامب وجنرالاته.. تكلفة الفوضى” للمحلل الأمني في “سي أن أن” بيتر بيرغن فيصف صاحبه ويحلل افتتان الرئيس بجنرالاته “في البداية” ثم خيبة أمله السريعة فيهم، مشيرا إلى الجنرالات فلين ومكرافن وماتيس وهايدن وماكريستال وكيلي وفوتيل ومكماستر وديمبسي وكين وبيترايوس، الذين انتقدوا قرارات ترامب في بعض الأحيان، مما أدى إلى غصبه عليهم وتسريحهم عبر التغريدات.
ترامب ضد مؤسساته
وأشار الكاتب إلى أن الشخص الوحيد الذي ينال رضى الرئيس هو إريك برينس الذي وصفه بالمرتزق ومؤسس جيش بلاك ووتر، وشقيق وزير التعليم الوطني غير الكفء بيتسي ديفوس، أما بين المليونيرات -كما يقول الكاتب- فالتفاهم حاصل والعلاقات جيدة، ويرى بيرغن أن الولايات المتحدة لم تعرف رئيسا أقل خبرة بالسياسة الخارجية من ترامب، مشيرا إلى تصادمه مع مؤسسات الأمن القومي لبلاده.
ورأى الكاتب أن تكلفة أجندته الرئاسية “أميركا أولاً” تهدم صرح التحالفات العالمية التي بناها بعناية كل رئيس أميريي من ترومان إلى أوباما، وأصبح من الواضح لعدد من المسؤولين الكبار في الولايات المتحدة أن أخطر مهمة لهم هي حماية أميركا من دونالد ترامب.
ومن أهم مقاطع الكتاب -حسب كاتب العرض-إشارته للحظة التي يشير فيها الإستراتيجيون إلى موقع العاصمة الكورية الشمالية سول على الخريطة، فيسألهم ترامب “لماذا المدينة قريبة جدا من الحدود؟”، مضيفاً “يجب علينا نقل كل شيء”.
ومن بين الكتب الثلاثة، يرى الكاتب أن الأخير ربما يكون هو الأكثر إثارة للقلق، خاصة بالإشارة إلى وجود الزر النووي في متناول اليد، حيث يستطيع مجنون البيت الأبيض -كما يصفه الكاتب-تفجير الصين والقطب الشمالي وفنزويلا ومنزلي الريفي.