“يوتيوب” يحذف آلاف الفيديوهات عن الثورة السورية.. و”الأرشيف السوري” يحاول تدارك الأمر
أعلنت منصة “الأرشيف السوري” التي تهتم بحفظ مواد مرئية (صور وفيديوهات) وثقها ناشطون خلال الثورة السورية، أنّ “موقع (يوتيوب) قام في الأسبوع الماضي بحذف قناتي وكالة (أوغاريت) ووكالة (شام) الإعلاميتين بالإضافة إلى مقاطع فيديو لوكالة (ستيب نيوز)، ما أدى إلى فقدان أكثر من 300.000 مقطع فيديو، حيث إن جزءاً كبيراً منها يوثق جرائم الحرب ضد المدنيين منذ سنة 2011”.
وأشارت المنصة إلى أن “الأرشيف السوري قام بحفظ مقاطع الفيديو الموجودة على قنوات الوكالات الإعلامية، قبل أن يتمكن موقع (يوتيوب)من حذفها”.
وفي اتصال مع “العربي الجديد”، أكد مدير “شبكة شام الإخبارية”، أحمد نور الرسلان، إغلاق القناة على موقع “يوتيوب”، مشيراً إلى أن “هذه هي المرة الثانية التي يقوم بها الموقع بإغلاق القناة”.
وأشار الرسلان إلى أنهم لا يعلمون سبب هذا الإغلاق المتكرر، إلا أنهم يعملون بشكل متواصل على استعادة القناة مع محتوياتها بأسرع وقت.
وفي وقت سابق من شهر كان الأول/ ديسمبر الحالي، أشارت منصة “الأرشيف السوري” أيضاً، إلى أنها “تمكنت من استعادة أكثر من 350.000 مقطع فيديو عقب إخطار يوتيوب بشأن عمليات الإزالة، ورغم ذلك، يستمر اختفاء وثائق حيوية مرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان”.
وفي تصريح لـ”العربي الجديد”، لفت فريق المنصة إلى أن “أسباب الحذف متعددة، ربما تعود إلى أن صاحب القناة قرر إغلاقها، أو أنها أُغلقت بسبب التبليغات التي تأتي على محتوى عنيف أو مخالف لسياسة يوتيوب، وعلى الأغلب يتم ذلك باستخدام خاصية الذكاء الصناعي من قبل يوتيوب لحذف المحتوى المخالف”.
وأضاف المتحدث باسم الفريق: “نحن بدأنا بأرشفة المحتوى الذي وثق أحداث وانتهاكات حقوق الإنسان في سورية، وتمت أرشفتها منذ العام 2014، إضافةً إلى أننا على حوار مستمر مع إدارة (يوتيوب) منذ عام 2017، وقمنا باسترجاع أكثر من 300 ألف مقطع فيديو إلى الآن، ولا شك أننا أيضاً على تواصل مع صانعي المحتوى داخل سورية، لأرشفة المحتوى بشكل مباشر لنطلعهم على آخر المستجدات ونرشدهم حول سياسات (يوتيوب)، كي نحد من عملية الحذف”.
وقالت منصة “الأرشيف السوري” أيضاً إنّ لديها 1.573.663 مقطعاً محفوظاً لديها من موقع “يوتيوب”، وأن هناك 184.235 مقطعاً لم يعد متاحاً منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2019، فيما تم حفظ 24.760 مقطعاً في الفترة الواقعة بين أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول من هذا العام، وأن 350.413 مقطعاً تمت استعادتها بعد عام 2017، بعدما حذرت المنصة موقع “يوتيوب” من عمليات الإزالة. وأشارت المنصة كذلك إلى أن 266 قناة سورية على “يوتيوب” لم تعد متاحة، وأن هناك 50 قناة تمت أرشفتها منذ أيلول الماضي، وفي الفترة ما بين أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر من العام الجاري لم تعد 19 قناة سورية متاحة على “يوتيوب”.
ومنذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، يعمد مئات الناشطين السوريين إلى توثيق الانتهاكات التي يرتكبها النظام بحق السوريين المطالبين بإسقاط النظام من خلال الصور والمقاطع المصورة، التي غالباً ما يتم إدراجها عبر موقع “يوتيوب”. وتصل هذه الفيديوهات والصور إلى وسائل الإعلام المختلفة لاستخدامها في النشرات الإخبارية، إضافةً إلى كونها أدلة لإدانة مجرمي الحرب أمام المحاكم الدولية.