الإعلام الاجتماعي يؤذي الفتيات أكثر من الأولاد
يلوم الخبراء وكثير من الناس الإعلام الاجتماعي على قائمة طويلة من قضايا الصحة النفسية، بما في ذلك ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق والسلوك الانتحاري بين الشباب الأميركي.
وتشير دراسة جديدة نشرت في مجلة لانسيت لصحة الأطفال والمراهقين إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة بقضايا الصحة العقلية ولكن في ظروف معينة فقط ولبعض الأشخاص دون غيرهم.
فبالنسبة للفتيات -كما تقول الدراسة-فقد بدا أن الاستخدام المتكرر لوسائل التواصل الاجتماعي يضر بالصحة عندما يؤدي إلى البلطجة الإلكترونية وقلة النوم والرياضة أو أحد هذه العوامل.
لكن هذه العوامل لم يكن لها التأثير نفسه على الأولاد، ولم تتناول الدراسة طرقا محددة يمكن أن تضر بها الشبكات الاجتماعية هؤلاء الأولاد.
وتقول داشا نيكولز المؤلفة المشاركة في الدراسة التي تقود فريق البحث المعنيّ بالصحة العقلية للأطفال والمراهقين في جامعة إمبريال كوليدج في لندن، “الرسالة في الحقيقة هي أنه ليس استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في حد ذاته هو الذي يسبب الضرر. فالأمر يتعلق بإحداث توازن بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأنشطة الأخرى المناسبة للعمر وضمان عدم وجود أشياء سلبية محددة تحدث على الإنترنت”.
وتوصلت الدراسة التي تقصت عشرة آلاف مراهق بريطاني على مدى ثلاث سنوات بدأت عام 2013 إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي بدا لها تأثير أقوى على الفتيات، لكن العلاقة كانت حاضرة في الأولاد كذلك.
ثم نمت الصورة أكثر تعقيدا عندما وجد الباحثون أن مستخدمي التواصل الاجتماعي بصورة اعتيادية أبلغوا أيضا عن بلطجة إلكترونية وقلة النوم وقلة ممارسة الرياضة، التي اعتقدوا أنها يمكن أن تكون مسؤولة عن جل المشكلة.
ووجدوا أن هذه العوامل الثلاثة يمكن التنبؤ بها بطريقة شبه كاملة إذا ما كان استخدام وسائل التواصل سيضر بصحة الفتاة. وبدا أن البلطجة الإلكترونية أضر للفتيات تليها قلة النوم وقلة التمارين.
وكانت خلاصة رسالة الباحثين للمراهقين هي الحصول على الكفاية من النوم وعدم الانقطاع عن الاتصال بالأصدقاء في الحياة الحقيقية وأهمية ممارسة النشاط البدني من أجل الصحة النفسية والرفاهية. وإذا اعتنى الشباب بأنفسهم بهذه الطرق فلا داعي للقلق من تأثير الإعلام الاجتماعي.
ووجه الباحثون نصائح مماثلة للآباء أيضا بضرورة تشجيع الأبناء على البقاء نشطين وإغلاق هواتفهم ليلا، والأهم من ذلك ينبغي السؤال تحديدا عن تعرضهم للتسلط عبر الإنترنت، حيث يبدو أنه مصدر رئيس للضرر.
المصدر: تايم