الدكتور سليمان أحمد: التحريض على أم الفحم والجماهير العربية تغذّيه الجهات الأمنية والسياسية الإسرائيلية
طه اغبارية
-المؤسسة الاسرائيلية تعيش مرحلة افلاس سياسي وتعاطيها معنا يدحض مزاعمها بالحرية والديموقراطية
قال القيادي في الداخل الفلسطيني، الدكتور سليمان أحمد اغبارية، إن التحريض على أم الفحم والجماهير والقيادات العربية، يؤكد أن المؤسسة الإسرائيلية تعيش مرحلة إفلاس سياسي حيث تمارس ضدنا سياسة تكميم الأفواه بأبشع صورها، وتغذيها بطبيعة الحال، الجهات الأمنية والسياسية الإسرائيلية.
وأطلق سراح اغبارية بتاريخ 3/10/2017 بشروط مقيدة، منها الحبس المنزلي والإقامة الجبرية في مدينة حيفا، بعيدا عن مسقط رأسه مدينة أم الفحم، يحاكم اغبارية مع آخرين في الملف المعروف بـ “عشاق الأقصى” ووجهت لهم “تهم” دعم مشاريع خيرية في القدس والداخل الفلسطيني وتفطير الصائمين في المسجد الأقصى.
وتحدث الدكتور سليمان لـ “موطني 48” معقّبا على حملة التحريض الأخيرة التي شنّتها صحيفة “يسرائيل هيوم” اليمينية وسياسيون إسرائيليون على مدينة أم الفحم والجماهير والقيادات العربية، بسب مهرجان تضامني مع الشيخ رائد صلاح، أقيم بتاريخ 21/9/2017 في أم الفحم (القاعة الرياضية- مبنى قسم الهندسة سابقا) بدعوة من لجنة المتابعة العليا واللجنة الشعبية في أم الفحم.
واعتبر اغبارية حملة التحريض التي لم تتوقف على الداخل الفلسطيني، تجسّد سياسة كم الأفواه التي تغذيها الاجهزة الأمنية والسياسية الإسرائيلية وقال: “يعمل المحرضون على اختلافهم في الاجهزة الأمنية والسياسية والإعلامية، على متابعة كل حر شريف في الداخل الفلسطيني، ويترصدون بالملاحقة السياسية والأمنية كل أهلنا وأحزابنا والعاملين نصرة لقضايا شعبنا، وهذا يدل على أن المؤسسة الإسرائيلية وصلت إلى مرحلة إفلاس سياسي، فالدول الدكتاتورية والاستبدادية والفاشية فقط تتصرف هكذا، أما الدول المستنيرة الواثقة من ذاتها فتعطي الحرية للجميع، وبالتالي فإن الدولة الظالمة المستبدة تعاني دائما من خواء سياسي وأخلاقي وشعور بالقلق الدائم على مستقبلها، وهي لا يمكن أن تكون دولة لها تطلعات للعيش بكرامة وتحفظ حقوق جميع مواطنيها”.
وشدّد على أن المطالب العنصرية بإعمال الرقابة والتقييد على المراكز الجماهيرية التابعة للسلطات المحلية العربية ومنع الفعاليات السياسية، تفضح كذلك حجم العنصرية الإسرائيلية، لافتا “هذه المراكز أقيمت لخدمة الجمهور سواء في المجتمع العربي أو المجتمع اليهودي، ونلاحظ العديد من الفعاليات التي تقيمها أحزاب صهيونية في ملاعب كرة القدم، وهي مرافق جماهيرية عامة، فلماذا يسمح لهم ولا يسمح لنا!! إذا هذا دليل آخر على حجم العنصرية المتفشية في الأوساط الإسرائيلية، علينا في النهاية أن لا نلتفت إلى تحريضهم مهما كان، وأن نسير جميعا بكل مكوناتنا السياسية في الداخل الفلسطيني، موحدين على قلب رجل واحد في مواجهة كل أشكال الاضطهاد الديني والقومي ضدنا”.
وأشا إلى أن المؤسسة الإسرائيلية تهدف أيضا عبر تحريضها الممنهج على الداخل الفلسطيني وقياداته، إلى إخافة وردع الجماهير العربية عن التواصل مع الاحزاب والحركات السياسية والانخراط في العمل السياسي الذي ينتصر لقضايا شعبنا، منوها “خلال التحقيق معي في أروقة المخابرات، قلت للمحققين أنظروا إلى السلاح والقتل الموجود في الداخل الفلسطيني، لماذا تقصرون بمواجهته! فأجابني أحد المحققين قائلا: “هذا الأمر لا يعنينا ولا يهمنا!!” نحن إذا لا نعنيهم عندما يتعلق الأمر بمصالحنا وأمننا المجتمعي، وفي حال انتصرنا لقضايا شعبنا وهمومه وثوابته يصبح الأمر يهمهم ويمارسون كل أشكال الملاحقة والمطاردة ضدنا”.
وحول فترة الحبس المنزلي التي يخضع لها وكيف يقضيها، قال اغبارية: “الحمد لله هي مرحلة أقضيها بين الأذكار والصلاة ومشاهدة الأخبار ومطالعة الكتب ولقاء الأهل والعائلة” وأضاف: “أود في هذا المقام وعبر منبركم أن أبعث بخالص تحياتي وشكري إلى جميع الأخوة، من أخوة أفاضل ونواب عرب ورؤساء أحزاب ورؤساء سلطات محلية، الذين تواصلوا معي عبر الهاتف، وتمنعهم ظروف إقامتي الجبرية من التواصل معي بشكل مباشر(وفق الشروط المقيدة لإطلاق سراحه لا يسمح له إلا الالتقاء بالأقارب من الدرجة الأولى)، وأعدهم بإذن الله أن أبقى وفيا لمبادئي وثوابت شعبنا وأن انتصر لها دائما وفي مقدمتها القدس والمسجد الأقصى المبارك”.
وكان الدكتور سليمان اغبارية، قد قال في مقابلة سابقة معه لصحيفة “المدينة” إنه منع من التواصل والإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام على مدار 6 أشهر أثناء اعتقاله، وأن هذا المنع غير مشمول الآن في الشروط المقيدة لإطلاق سراحه، ويمكنه بالتالي من الإطلالات الإعلامية.