احتمالات وجود الكوكب التاسع في خلفية المجموعة الشمسية
في كتب العلوم يدرس الأطفال أن المجموعة الشمسية تتكون من ثمانية كواكب تبدأ بعطارد وتنتهي بنبتون، لكن يبدو أن هذه المعلومة الشهيرة -بحسب مايك براون وكونستانتين باتيجين من معهد كاليفورنيا العالي للتكنولوجيا-قد تتغير قريبا.
فقد طور هذا الفريق البحثي خلال ثلاث سنوات كاملة نموذجا رياضيا جديدا يرفع احتمالات وجود الكوكب التاسع في منطقة من المجموعة الشمسية تدعى “حزام كايبر”.
وحزام كايبر يشبه حزام الكويكبات الموجود بين المريخ والمشتري، لكنه يوجد بعد نبتون، ويحوي أكثر من مئة ألف جرم بقطر أكبر من مئة كيلومتر، مع تريليونات الأجرام الأصغر من ذلك، بداية من صخرة بحجم كرة تنس أرضي وصولا إلى كويكب بحجم منزلك.
ويتمكن العلماء من التعرف على أجرام تلك المنطقة البعيدة جدا عن المجموعة الشمسية عبر دراسة تأثيرات جاذبيتها على الأجرام المجاورة.
وعلى سبيل المثال، إذا حدث أن تغير مدار كوكب أو كوكب قزم أو مذنب ما عن خط السير الطبيعي أثناء دورته حول الشمس فإن ذلك يعني أن شيئا ما يؤثر على مداره، هذا الشيء هو جرم جديد.
وساهمت تلك الطريقة في اكتشاف كواكب المجموعة الشمسية كذلك قبل قرنين من الزمن حينما توقع جون آدامز وأوربان لوفيرييه مدار كوكب أورانوس، ثم ظهرت مشكلة في تطابق التوقعات مع النتائج، فافترضا وجود كوكب أبعد من أورانوس وهو نبتون الذي تأكد وجوده فيما بعد.
وجاءت النتائج -التي نشرت في دراستين منفصلتين بدوريتي “أسترونوميكال جورنال”، و”فيزيكس ريبورتس”-لتقول إن الأرصاد السابقة للتغيرات في أجرام حزام كايبر التي أشارت إلى وجود كوكب ضخم لم تكن انحرافات إحصائية، بل إشارات شبه مؤكدة على وجود الكوكب التاسع.
كذلك فإن الدراستين الجديدتين قد أشارتا إلى أن الكوكب التاسع يوجد قريبا من الشمس بنحو أربعمئة وحدة فلكية.
والوحدة الفلكية هي متوسط المسافة بين الشمس والأرض، وتساوي 149.6 مليون كيلومتر، ولفهم الصورة الكاملة: يقع المشتري على مسافة خمس وحدات فلكية، أما زحل فيقع تقريبا على مسافة عشر وحدات فلكية، أما بلوتو فيقع على مسافة تقدر بـ 44 وحدة فلكية.
وبحسب الدراستين الجديدتين، فإن الكوكب الجديد أكبر في الكتلة من الأرض بنحو خمس مرات، ما يضعه في فئة تسمى “أرض عملاقة” (Super Earth)، وهي الكواكب ذات الكتلة الأكبر من الأرض لكنها أقل من العمالقة الثلجية كالمشتري أو زحل.
ويأمل باحثو الدراسة أن يساعد النموذج الجديد والدلائل القوية التي يعرضها على تطوير آلية أكثر دقة لرصد الكوكب التاسع مباشرة خلال عشر سنوات من الآن.