جمعية بصائر الخير… شعلة أمل ونبع عطاء في أم الفحم
منذ انطلاقة جمعية بصائر الخير الأهلية في أم الفحم، قبل ثلاث سنوات، عكف المربون والمربيات في عملهم بالتربية وشؤون القرآن الكريم وتدبر آياته العاملين، على نشر التربية الإسلامية كمنهج حياة متكامل، مما دفع إدارة الجمعية إلى إنشاء مشاريع توعوية نهضوية ترتقي بالمجتمع بجميع شرائحه. فكان لجمعية بصائر الخير بصمة مشرقة عبر مشروع يميزها منذ انطلاقتها وهو مراكز القرآن الكريم المنتشرة في جميع أحياء أم الفحم، والتي يشترك فيها هذا العام نحو 500 من الطلاب والطالبات، يتدارسون القرآن الكريم ويحفظون ويتدبرون آياته، ويتلقون التربية الإسلامية الصحيحة، ويستمتعون بكثير من الفعاليات التربوية الموجهة والترفيهية الهادفة ويطورون مواهبهم في مجالات شتى.
فعالية “يلا”.. إبداع وتجديد
وكان المشروع المبارك الثاني للجمعية، هو تفعيل وتنشيط العمل الجماهيري، لا سيّما أن جيل الفتيات الثانويات والأكاديميات هو جيل حماسي، يشع بالطاقة، ويتقد بالهمّة العالية، يوجب توظيفه في الخير وتهيئة الظروف، وتذليل الصعوبات، لإيجاد مساحة مشرقة لهذا الجيل وفق الضوابط الشرعية، لتعي الفتيات أنه لا تعارض بين الالتزام وبين الحياة المليئة بالفرح والتسلية، فكانت مبادرة هي الأولى من نوعها حيث أقام الكادر التّطوعي اليوم الرّياضي الأوّل للفتيات بعنوان “يلا”go وذلك نهاية الأسبوع الفائت، في القاعة الرياضية بقسم الهندسة.
وكانت الفعالية مميزة منذ انطلاق الإعلان لها وذلك بنشر كلمة “مضغوطة؟” مما أثار كثير من التساؤلات ولبى حاجة الفتيات والنساء للإقبال على متابعتها لمعرفة التفاصيل.
تهدف الفعاليّة للتّقليل من الشّعور بالّضغط والتّنفيس والتّرفيه بالإضافة إلى تفعيل طاقة الفتيات بما هو مفيد لهنّ ولصحتهنّ الجسديّة والنفسيّة .تخلل اليوم وجبة فطور صحيّة تلاها توزيع منشور ارشادي لفوائد الطّعام الصّحي.
ولأن الصّحة النّفسية لا تقل عن الصّحة الجسديّة قامت العاملة الاجتماعيّة حنين جمل بإعطاء كلمة قصيرة عن أهمية التّواصل مع الذّات ومرّرت تمرين يساعد على التّخفيف من حدّة التّوتر وزيادة الهدوء والرّاحة، وأكدت بدورها على أهمية الاسترخاء وإعطاء الجسد والنّفس حقهما من الراحة والهدوء.
كما تضمّن اليوم مسابقات في مجموعات ومحطات رياضيّة بالإضافة إلى المنافسة في لعبتي كرة السّلة ولعبة المعسكرين، وقد كان اللقاء مميزًا ومليئًا بالمنافسة والحيويّة.
مخيم الشتاء بالقرآن اهتديت
واستثمارا لوقت الطالبات في عطلة الشتاء، نظمت جمعية بصائر الخير مخيما شتويا تحت شعار “بالقرآن اهتديت” للطالبات من المرحلة الإعدادية والثانوية والأكاديمية، شاركت فيه أكثر من 35 طالبة وامتد على مدار ثلاثة أيام متواصلة بدأت منذ 1/1/2019. وهدف المخيم إلى غرس محبة القرآن الكريم وتثبيتها في قلوب الطالبات والعكوف على حفظه وتدبر آياته، ومع نهاية المخيم تمكنت الطالبات من حفظ عدة أجزاء من القرآن الكريم أو تثبيت حفظها.
في اليوم الأول للمخيم، افتتح اللقاء بترحيب وفعالية اخوية بين الطالبات من قبل مركزة المشروع هبة مواسي، ثم انتقلت الطالبات إلى فقرة حفظ القرآن الكريم حتى صلاة الظهر، بعد الصلاة كانت الطالبات مع ورشة تطريز صوف وخيش، واختتم اللقاء بوجبة غداء.
وفي اليوم الثاني؛ افتتحت اللقاء العاملة الاجتماعية حنين جمل في محاضرة روحانية وايمانية جذبت الطالبات وبثت فيهن حب القران الكريم.
بعدها كانت فقرة الحفظ لمدة ساعتين. وكانت الفقرة الاخيرة عبارة عن “ورشة كعك” مع حسناء ماجد، حيث ابدعت الطالبات في صناعة عدة انواع من الحلويات.
وكان اختتام المخيم، في نادي المدينة الرياضي، وبعد تلاوة عطرة من القرآن الكريم وقراءة اذكار الصباح، قدمت الطالبة صفية وافي زيتاوي عرضا للطالبات عن أهمية وفضل حفظ القران الكريم، ثم انتقلت الطالبات الى فقرات الرياضة والسباحة، واختتم اليوم بوجبة غداء في مطعم “بالميرا”.
ثلاث حافظات للقرآن الكريم …فهل من مزيد؟
ليس أجمل من تلك النفحات الربانية التي يرسلها لنا رب العزة، ولا أوسع من تلك الرحمة التي تشملنا حين تكون البشائر بهذا السمو نعلم علم اليقين ان هذه الأمة على خير عظيم ان شاء الله
وقد زفّت جمعية بصائر الخير، بشرى تخريج ثلاث حافظات لكتاب الله تعالى، وراء كل حافظة رسائل ربانية وتربية للنفوس المقصرة وقصة حفظ وتعلق بكتاب الله وحلم بإتمام حفظه.
الحافظة فيروز أحمد نصر الله محاميد (أم محمد)
هي نعم الام ونعم الزوجة ونعم المرأة المسلمة، انها الاخت فيروز احمد نصر الله محاميد (أم محمد ) في الخمسينات من العمر ثابرت خمس سنوات تقريبا لتحفظ القرآن الكريم، وقد اجتازت بفضل الله جميع الاختبارات بامتياز.
تقول الحاجة ازدهار محاميد، وهي مربية الحافظة فيروز في حديث معها: “الاخت فيروز صديقة واخت قريبة مني وقد تعاهدنا حفظ القرآن وكنا نعين بعضنا بعضا على الحفظ من خلال جمعية بصائر الخير. وجدير بالذكر أن الاخت ازدهار محاميد قد اتمت الحفظ كاملا ايضا قبل شهر تقريبا. وقد وفقت المربية وطالبتها إلى إتمام الحفظ وتحقيق غايتهما في الارتقاء والتميّز بالحفظ، بفضل الله.
أم الحفظة وربة البيت القرآني
هي الحافظة اسماء، ام لولدين قد أتما حفظ كتاب الله وابنة حفظت نصف القرآن، أما هي فقد أتممت الحفظ بتوفيق الله ومثابرتها. فما هو سر هذا التوفيق يا أسماء؟ إنه القرآن ثم القرآن ثم القرآن، ييسر الله لحفظه كل من أخلص القصد.
أسماء كانت أولى خطواتها في الانضمام لحلقات حفظ القرآن الكريم في جمعية بصائر الخير، وها هي الان تتوج حافظة وقد سمّعت القرآن مرتين بإشراف مربياتها.
الطالبة زينب عز الدين
فتاة في المرحلة الثانوية حفظت عشرة أجزاء سابقا وأتمت حفظ القرآن كاملا عندما التزمت في دورة حفظ القرآن الكريم للمتميزين في مركز “البيّنة” برعاية جمعية بصائر الخير خلال أربعة أشهر فقط.
رغم تحضيرها لامتحاناتها في المدرسة الاهلية و”البسيخومتري” الا انها كانت حاضرة في كل لقاء للدورة دون تأخير ودون تقصير، لتسمع القرآن كاملا من سورة البقرة إلى سورة الناس.
ولزينب أخت، في طريقها لإتمام الحفظ. كانت عيون المربيات عليهن في المخيم السابق حيث انتبهت لقدراتهما الحاجة هيام محاميد، المربية المشرفة على حلقة التحفيظ في مركز “البيّنة”، فتوجهت لأمهما ولاقت ترحيبا شديدا لتنضم الشقيقتان إلى الحلقة.
وما زالت قافلة الحافظات تبشر بخير عظيم، والقائمة تتسع لكل من تريد، فهل من مزيد؟
هذه هي أم الفحم، هذه هي الوجوه المشرقة المضيئة التي تنير العتمة، وتدخل السرور، وتنشر المحبة، وتحمل شعلة الأمل لتنهض بالأمة وتنهض بأم الفحم هي وكل أصحاب الضمائر الحيّة والنفوس العظيمة والأيدي المعطاءة.