القدس المحتلة عام 2018… اقتحامات للأقصى وتسريب عقارات وتصعيد استيطاني
كان عام 2018 صعبا وداميا على مدينة القدس المحتلة، وتعرضت لمزيد من الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة منذ احتلالها، بهدف تغيير معالمها العربية والإسلامية فتصاعدت وتيرة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وهدمت الكثير من بيوت القدس وجرى تسريب بعض عقاراتها للاحتلال ومستوطنيه.
وأكد خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ إسماعيل نواهضة ان “العام 2018 كان صعبا على شعبنا الفلسطيني وخاصة في مدينة القدس وهذا يستدعي الى توحيد الصفوف وتناسي الخلافات”.
وأشار إلى أن “محاولات تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا تسير في خطى متسارعة والاقتحامات المتكررة من قبل المتطرفين وبعض المسؤولين مستمرة واغلاق بعض بواباته بين الحين والأخر ومنع المصلين من الدخول اليه قائم بين الفينة والأخرى”.
30 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى خلال 2018
وقال فراس الدبس، مسؤول قسم الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس إن المعطيات الأولية لدى الدائرة تشير إلى اقتحام 30 ألف مستوطن إسرائيلي، للمسجد الأقصى المبارك، خلال عام 2018 الجاري.
وأشار الدبس إلى أن الاقتحامات هذا العام كانت بزيادة تقدر بـ4 آلاف مستوطن عن العام الماضي.
فيما قال وزير شؤون القدس السابق حاتم عبد القادر إن “العام 2018 كان الأسوأ لمدينة القدس منذ عدة سنوات, على اكثر من صعيد فعلى الصعيد السياسي شهد العام 2018 كارثة سياسية من خلال اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس وهذا اعطى إسرائيل مزيدا من الأضواء الخضراء لكي توغل في تهويد المدينة وتمرير مشروعها بهدف خلق امر واقع إسرائيلي جديد في المدينة المقدسة”.
وأشار الى أن هذا الاعتراف جعل إسرائيل تتمادى بشكل غير مسبوق على المسجد الأقصى ومحاولة فرض وقائع جديدة داخل المسجد وهذا يبدو بداية لنقل الصراع من سياسي الى ديني.
توسع في البناء الاستيطاني
واكد ان العام 2018 شهد توسع في البناء الاستيطاني في القدس حيث تم بناء الالاف الوحدات الاستيطانية مقابل ذلك شهد توسع في عملية هدم المنازل, حيث هدمت العشرات من المنازل والمنشآت الفلسطينية داخل القدس, في حين تم تقليص حجم التراخيص الممنوحة للمواطنين الفلسطينيين هذا العام بشكل اكثر مما كان عليه في الأعوام السابقة فيما اضطرت عشرات العائلات لهدم منازلها ذاتيا بحجة عدم الترخيص تفاديا لدفع غرامات الهدم الباهظة.
كساد تجاري
وعلى الصعيد التجاري كان الوضع سيئا، ويوجد كساد تجاري في القدس كما يقول عبد القادر وهناك ضرائب باهظة تفرض على التجار, واغلاقات مستمرة تقوم بها سلطات الاحتلال في البلدة القديمة, وكلما وقع حادث معين تقوم بإغلاق الشارع بأكمله كما يحدث في باب الساهرة وسوق القطانين وباب العامود.
وتحاول إسرائيل خلق تجمعات اسرائيلية بديلة للتجمعات الفلسطينية مثل إقامة مجمع “رامي ليفي” شمالي القدس وهو على وشك الافتتاح وبالتالي يشكل ضررا تجاريا على المقدسيين.
استهداف وكالة الغوث
وشهد العام 2018 استهداف لوكالة الغوث ومحاولة انهاء خدماتها واستبدالها بخدمات بلدية القدس سواء على صعيد التعليم او الصحة او البيئة, وكانت هناك محاولات التوغل لمخيم شعفاط ومصادرة دور وكالة الغوث واحلال مؤسسات إسرائيلية مكانها, وهذا ينطوي على خطورة كبيرة وإصرار إسرائيل للتنكر للقانون الدولي ولدور وكالة الغوث الفلسطينية وشطب قضية اللاجئين وبالتالي تصفية المخيمات الفلسطينية وفي طليعتها مخيم شعفاط.
هجمة على المنظومة التعليمية
وعلى الصعيد التعليمي شهد العام 2018 الهجمة الأكبر على المنظومة التعليمية الفلسطينية داخل القدس حيث حاولت سلطات الاحتلال من خلال تولي نفتالي بنيت حقيبة التربية والتعليم بمحاولة فرض المنهاج الإسرائيلي على المدارس الفلسطينية واستخدام العصا والجزرة من اجل تمرير هذا المنهاج وهو اصبح يشكل خطورة على وعي الطلبة الفلسطينيين ويحاول ضرب الرواية الفلسطينية وتقديم رواية إسرائيلية مزيفة للقدس وفلسطين من خلال هذا المنهاج التعليمي.
تسريب “عقار”عقبة درويش” قرب الأقصى
ولم تتوقف عمليات سيطرة المستوطنين والجمعيات الاستيطانية على العقارات في مدينة القدس بشكل عام والبلدة القديمة بشكل خاص، والتي كان آخرها الاستيلاء على عقار قديم وتاريخي في “عقبة درويش” في القدس القديمة يبعد عشرات الأمتار عن المسجد الأقصى استخدم مؤخراً كعيادة طبية.
ويتكون العقار المذكور من ثلاثة طوابق ويقع في منطقة مهمة وحيوية جدا، على محور طرق تؤدي إلى باب حطة، شارع الواد، ويطل مباشرة على المسجد الأقصى من الناحية الشمالية.
وتنشط الجمعيات الاستيطانية لوضع يدها على أكبر عدد ممكن من العقارات الفلسطينية في سلوان والشيخ جراح وغيرها في القدس.
1700 حالة اعتقال منهم 450 طفلا
وعلى صعيد الاعتقالات فقد افاد امجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي اسرى القدس ان عدد المعتقلين في العام 2018 بلغ حوالي 1700 معتقلا من بينهم 450 طفلا 50 منهم تحت سن 14 عاما و60 سيدة.