تراجع عدد الشبان اليهود بالعالم الذين يزورون البلاد
تتسع الفجوة والاغتراب بشكل ملحوظ بين المؤسسة الإسرائيلية والأميركيين اليهود في السنوات الأخيرة، ويتجلى ذلك من خلال تراجع عدد الشبان الأميركيين اليهود الذي يشاركون في مشروع “تاغليت” الحكومي الإسرائيلي، الذي يُجلب من خلاله هؤلاء الشبان إلى البلاد، في محاولة لتقريبهم من إسرائيل، وتشجيعهم على الهجرة. وخلال هذه الزيارات يزور المشاركون في هذا المشروع مواقع في البلاد، بينها مستوطنات، خاصة في القدس المحتلة، ورغم أنهم يتعرضون للرواية الإسرائيلية فقط، إلا أنهم يطلعون على جزء كبير من واقع الاحتلال، ما يجعل قسم منهم يعود إلى الولايات المتحدة مستاء، وحتى أنهم العديد منهم ينضمون إلى أنشطة حركة المقاطعة (BDS) أثناء دراستهم في الجامعات الأميركية، بحسب تقارير إسرائيلية بينها تقرير صادر عن “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب.
ونقلت صحيفة “هآرتس” الأربعاء، عن خمسة ناشطين في مشروع “تاغليت” قولهم إن عدد المشاركين المسجلين في هذا المشروع، وغالبيتهم من الشبان اليهود من الولايات المتحدة، تراجع بنسبة تتراوح ما بين 20% إلى 50%، بين كانون الأول/ديسمبر الحالي وآذار/مارس المقبل، مقارنة بالفترة السابقة نفسها. وكان قد سُجل في الماضي تراجعا في عدد المشاركين، وبين أسباب ذلك كانت موجات تنفيذ عمليات ومواجهات، لكن التراجع الحالي غير مسبوق وفقا للصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن أسباب هذا التراجع ليست معروفة، لكن الناشطين في المشروع اعتبروا أن السبب قد يكون رفع سن الحد الأقصى لأعمار المشاركين من 26 عاما إلى 32 عاما وأن هذا الأمر تسبب بوجود شعور بأن زيارة إسرائيل ليس ملحا بشكل كبير.
لكن الصحيفة لفتت إلى أن أحد الأسباب المحتملة هو شعور الشبان الأميركيين اليهود بالاغتراب عن إسرائيل وتراجع الرغبة بزيارتها، رغم أن زيارة كهذه لا تلفهم شيئا.
وأضافت الصحيفة أن الأبحاث أظهرت أن معظم الشبان اليهود في سنوات العشرين من أعمارهم، يحملون أفكارا تقدمية، ويشعرون أنهم مرتبطون بإسرائيل بشكل أقل من الأجيال السابقة، وأن سياسات إسرائيل مناقضة لمواقفهم، خاصة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وقضية طالبي اللجوء.
ووقع 1500 طالب يهودي في 30 جامعة في أنحاء الولايات المتحدة على عريضة طالبوا فيها إسرائيل بإعادة اللقاءات مع مواطنين عرب في إسرائيل إلى برنامج الزيارات في إطار “تاغليت”. وقالت العريضة، التي بعثتها رابطة الطلاب التابعة لمنظمة “جي ستريت” اليهودية الأميركية، إن “إبعاد أصوات الفلسطينيين عن تاغليت تتعارض مع قيمنا الأساسية”. وكان عدد من المشاركين في “تاغليت”، في الصيف الماضي، قد انسحب في أعقاب ما وصفوه بأنه “توجه أحادي الجانب للبرنامج تجاه الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني”.
يشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية أطلقت مشروع “تاغليت” في العام 1999، وأحضرت من خلاله قرابة 500 ألف يهودي من أنحاء العالم إلى جولات في إسرائيل لمدة أسبوع. وجاء حوالي 48 ألف مشاركن العام الماضي.