“رأس كركر” الفلسطينية.. شوكة في حلق الاستيطان
بصدره العاري يجابه الفلسطيني عبد القادر أبو فخيذة (53عاما)، آليات عسكرية إسرائيلية تعمل على شق طريق استيطاني، لبناء بؤرة استيطانية على أراضي قرية “رأس كركر”، غربي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
ويملك “أبو فخيدة” نحو 100 دونم (الدونم يساوي ألف متر) مزروعة بأشجار الزيتون، ورثها عن والده، وبحوزته أوراق رسمية تثبت ملكيتها، لكنها باتت اليوم مهددة بالمصادرة لبناء مستوطنة إسرائيلية.
وبينما كان الرجل يقف أمام قوة عسكرية إسرائيلية توفر الحماية لعشرات المستوطنين لشق طريق في جبل يطلق عليه الفلسطينيون جبل “الريسان”، قال لوكالة الأناضول: “هذه أراضي ملكية خاصة ورثناها من أبائنا وأجدادنا، نعيش من ناتجها، اليوم يدعون أنها أراضي دولة للسيطرة عليها”.
وأضاف: “لن نسمح بالسيطرة على الأراضي، سندافع عنها بكل السبل”.
ولفت إلى أن بناء المستوطنة الجديدة يعني خنق البلدة من الجهات الأربعة.
ووفق أبو فخيدة، فإنه استطاع إثبات ملكيته للأرض في العام 1982، حيث حاول في حينه مستوطنون السيطرة عليها.
وبين أنه استصلح الأرض وزرعها بأشجار الزيتون، وباتت مصدر رزقه.
وأبو فخيدة واحد من عشرات الفلسطينيين الذين يدافعون عن أراضيهم في قرية “رأس كركر”، التي شهدت مواجهات ومسيرات خلال الأيام الماضية.
والقى شبان الحجارة على الجيش الإسرائيلي والمستوطنين المدججين بالسلاح، فيما يطلق الجيش الرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الصوت والغاز تجاه المحتجين، مما أدى لوقوع عشرات الإصابات بين جراح وحالات اختناق.
ومنتصف آب/ أغسطس الماضي شرعت جرافات إسرائيلية بشق طريق يربط جبل “الريسان” بشارع عام ومستوطنة إسرائيلية، بهدف إنشاء بؤرة استيطانية والسيطرة على الأراضي.
ومنذ عشرات السنوات خسرت القرية جل أراضيها لصالح المستوطنات الإسرائيلية التي باتت تحيط بالقرية من ثلاثة جهات.
وقال مروان نوفل أحد سكان “رأس كركر”، إن المستوطنين ينفذون مخططات الحكومة الإسرائيلية القاضية بالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وبحماية الجيش الإسرائيلي.
وواصل حديثه للأناضول قائلا: “في الوقت الذي نمنع فيه من الوصول لأراضينا يسمح للمستوطنين بشق طرق واستصلاحها”.
وعبر عن رفضه القبول باستيلاء إسرائيل على ما تبقى من أراضي للقرية، ودعا للعمل والمقاومة الشعبية في مواجهة الاستيطان.
وأضاف: “منذ مطلع العام 1980 تتعرض الأراضي لهجمة استيطانية شرسة، هناك توسع استيطاني يومي، واعتداءات متكررة، اقتلعت أشجار زيتون، وحرقت حقول، وأصيب مزارعين بجراح جراء اعتداءات المستوطنين”.
بدوره، قال راضي أبو فخيدة، رئيس مجلس قروي رأس كركر، لوكالة الأناضول، إن الاستيطان الإسرائيلي يخنق القرية من مختلف الجهات.
وأشار إلى أن المستوطنات الإسرائيلية تحيط بالقرية من ثلاثة جهات (شرق، شمال، جنوب)، وبناء المستوطنة الجديدة من الجهة الغربية، يعني اكتمال طوق استيطاني حول القرية.
وبحسب المتحدث ذاته، فإن نحو 2000 نسمة يسكنون في القرية، ويُمنعون من البناء خارج المخطط التنظيمي المصنف “ب” حسب اتفاق أوسلو، مما شكل اكتظاظ سكاني.
وشدد رئيس المجلس القروي على استمرار العمل والمقاومة الشعبية والقانونية لوقف تنفيذ المشروع الاستيطاني.
وقال: “لن نقبل أن نخسر ما تبقى من أراضي، خسرنا جل أراضينا لصالح المستوطنات الإسرائيلية”.
أبو فخيدة، دعا الجهات الرسمية والحقوقية والدولية للاطلاع على واقع قريته، والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف النشاطات الاستيطانية.
وتتعرض منطقة غرب رام الله، التي يعيش فيها نحو 100 ألف فلسطيني، لاعتداءات متواصلة من المستوطنين؛ حيث تقيم إسرائيل 8 مستوطنات في المنطقة.
وتنتشر في الضفة الغربية وفق بيانات نشرتها الحكومة الفلسطينية، أكثر من 196 مستوطنة (مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) وما يزيد عن 200 بؤرة استيطانية (غير مرخصة).
ويمثّل الاستيطان الذي يلتهم مساحات كبيرة من أراضي الضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية)، العقبة الأساسية أمام استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، المتوقفة منذ أبريل/نيسان 2014.
(الأناضول)