مجتمعنا الطيب وأمانة حفظه
الشيخ حسام أبو ليل رئيس حزب الوفاء والإصلاح
إن من أهم أسس رقي المجتمعات وتقدمها هو تماسكها الداخلي ووحدة أفرادها، مع الإقرار بوجود نقاط اختلاف ونقاش مستمر، هذا التماسك مدعاة الى الألفة والتعاون، من منطلق الشعور الفردي والجماعي بالمسؤولية والأمانة تجاه هذا المجتمع، وتزداد المسؤولية علينا في الداخل الفلسطيني ما لمجتمعنا من خصوصية في هذه البلاد إذ يواجه تحديات كثيرة ومختلفة، غير خافية على أحد، ويزداد الواجب في الحفاظ عليه ومواجهة تلك التحديات والتقدم فيه، فنحن أهله نعيش فيه ويعيش فينا ولا وطن لنا سواه.
وإننا نلحظ جميعا أن هناك بعض الظواهر المرضية السلبية تعصف بمجتمعنا مستهدفة تماسكه، إن هي بفعل أيدينا، بقصد أو بغير قصد، أو من مخطط مدروس، من عنف ومخدرات وتفكك أسري وتضييق اقتصادي وعمالة …، انتقالا إلى دائرة الإجرام المنظم وارتباط البعض حتى في لقمة عيشه مع العالم السفلي، مرورا بلغة التخوين وضرب العمل الجماعي، هدفها تمزيق نسيجنا الاجتماعي وإشغالنا واستنزاف مقدراتنا وأوقاتنا لتصرف بوصلتنا واهتماماتنا عن قضايانا المصيرية المرتبطة بثوابت شعبنا وأمتنا.
هذا لا يعني اليأس ونفض اليد من مجتمعنا، ومن الخطير التركيز على السلبي القليل وإن كان بارزا، ونهمل ونتجاهل – بقصد او بغير قصد – الجوانب الإيجابية والقدرات الهائلة فينا، حتى باتت القناعة عند البعض أن الموت او الفشل والانحلال هي السمة البارزة لمجتمعنا، ويسوّقون هذا الشعور، مع الاسف.
إن هذا الواقع يتطلب منا الوعي الكامل والانتباه والتحذير من الأمرين معا، الظواهر المرضية ولغة اليأس والتيئيس والإحباط والتخوين، مع العمل الإيجابي وإظهاره، وهذا يتأتى من خلال التربية الأسرية والمسؤولية الزوجية، ودور المربين في الهيئات التعليمية ووسائل الإعلام المختلفة.
وللعمل الجماعي دوره الكبير، من خلال الخطط والبرامج الهادفة المنطلقة من ثقافتنا وقيمنا التي نشأ ونجح من خلالها محيطنا الذي نعيش فيه (والبعض يريد أن ننسلخ منها ونبقى أسرى التقليد والتبعية)، لتصل فكرة أهمية الوطن في حياتنا وغرس حبه والتفاني والتضحية في سبيل الحفاظ عليه ورقيه وازدهاره، وإشاعة لغة الحوار والتعاون والتكافل الاجتماعي والتعاون مع أهل الإصلاح، مع التحذير من أهل الفساد والإفساد وخطورة دورهم والبعد عنهم.
وليس خافيا أن بذل كل الجهود الطيبة لا تعني بالضرورة سرعة قطف الثمار، فعملية الهدم قديمة ومستمرة، ومهمة الإصلاح دائما أصعب، المهم أن نكثف العمل ونبدأ التغيير.
وانطلاقا من هذه القناعات يعمل حزب الوفاء والإصلاح من خلال خطط وبرامج واضحة تركز على الوعي الوطني والحفاظ والانتصار لهويتنا وثوابتنا الوطنية، والإصلاح الاجتماعي وتعزيز قيم الاحترام والاخلاق الحميدة والترابط المجتمعي، توعية وتطبيقا بين شرائح المجتمع المختلفة، وتحميل كل دوره وواجبه، متعاونين ومتواصلين مع الخيرين من أبناء شعبنا، افرادا وهيئات وأحزابا، ونجتهد أن نؤدي واجبنا ونوصل رسالتنا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، مع صعوبة الظرف والواقع، ولكن متفائلون وكلنا أمل، فمجتمعنا يملك القدرات والمقدرات اذا اجتمعت ووظفت بإيجابية، ولن نيأس، وسنحقق أملنا بالصبر والمثابرة.
وإننا، من باب المسؤولية والغيرة، نوجه نداء الى كل المؤسسات والجهات المسؤولة الغيورة في مجتمعنا، أننا على استعداد للمساعدة والتعاون وتوظيف خبراتنا وقدراتنا للمساهمة في نشر الوعي وتعزيز الهوية والانتماء.