مسؤولون فلسطينيون يؤكدون مواجهة أي محاولة لإلغاء حق العودة
قال مسؤولون فلسطينيون، إنهم لن يسمحوا للولايات المتحدة الأمريكية بإلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، عبر اتخاذ خطوات متواصلة من شأنها تجفيف موارد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، وتقويض عملها.
وأكد المسؤولون في أحاديث منفصلة مع وكالة الأناضول، تمسك القيادة والشعب الفلسطيني بحق العودة وكافة حقوق اللاجئين.
وأشار المسؤولون إلى أن أدارة ترامب تسعى للضغط على القيادة الفلسطينية، من خلال فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، عبر بوابة المساعدات.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، إن الولايات المتحدة تواصل العمل لإلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين، من خلال قطع المساعدات عن “أونروا”، وتجفيف مواردها المالية وتقويضها، وضمها للمفوضية العامة للاجئين بدلا من أن تكون مفوضية مستقلة.
وأضاف “هذا موقف مرفوض ومدان ومجحف، ولن نسمح بمروره”.
وتابع “الولايات المتحدة تقوم بجهود متواصلة، كطرح تشريع في الكونغرس الأمريكي لإعادة تعريف اللاجئ، انطلاقا من مبدأ عدم توريث صفة اللاجئ للأبناء كمقدمة لإلغاء حق العودة ولإزاحة قضية اللاجئين عن طاولة المفاوضات”.
وأشار “مجدلاني” إلى أن الولايات المتحدة لن تستطيع أن تكون بديلا تفرض نفسها عن قرارات أميمة.
وبين أن القيادة الفلسطينية تدرك خطورة الموقف، وتعمل مع دول عربية وإسلامية وغربية لسد العجز المالي لوكالة الغوث للقيام بمسؤولياتها.
ولفت إلى أن اللجنة التنفيذية شكلت لجنة لمتابعة ملف نقص تمويل “أونروا”، وقد نجحت في بدء العام الدراسي في كافة مدارس الوكالة في وقته.
وقال “الجهود متواصلة في صد الهجمة الأمريكية على حق العودة”.
وأضاف “الولايات المتحدة تسعى لتوطين اللاجئين في البلدان المضيفة، وهو ما رفضته تلك البلدان”.
عضو اللجنة التنفيذية قال إن “عملية توطين اللاجئين يخلق أزمات جديدة وكبيرة في البلدان المضيفة”، مستبعدا قبول أي من تلك البلدان بتوطينهم رغم الضغوط الأمريكية.
وأوضح “مجدلاني” أن الولايات المتحدة عرضت على الدول المضيفة تقديم نفس المبالغ التي تدفعها لأونروا في بلدانها على أن تقدمها الدول المضيفة بدلا من وكالة الغوث، إلا أنها رفضت.
وقال “الولايات المتحدة تعامل السلطة الفلسطينية كبلد مضيف للاجئين وعرضت أن نقوم برعاية اللاجئين بدل من المساعدات التي تقدمها لوكالة الغوث، الأمر الذي رفضناه بالتشاور مع الأشقاء العرب”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وعبر عدد من حلفائها تسعى لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية عبر بوابة المساعدات.
وتابع “الحديث عن مساعدات مالية أمريكية لوكالة الغوث كذب، لا تقدم شيء”.
بدوره عبر محمد عليان مدير عام مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، عن رفض اللاجئين الفلسطينيين للموقف الأمريكي الذي يتعارض مع القانون الدولي، وفي حقهم بتقرير مصيرهم.
وأضاف “الأبناء يرثون عن أباءهم وأجدادهم كل شيء، بما فيها صفة اللاجئ”.
وقال “عليان”، إن الولايات المتحدة ماضية في سياساتها المنحازة للاحتلال الإسرائيلي، وستبوء بالفشل.
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية بوابة الاستقرار وعدمه في المنطقة، وقضية اللاجئين كما القدس محور الصراع.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة تسعى لمعاقبة الشعب الفلسطيني وقيادته لوقوفهم في مواجهة المشروع السياسي الأمريكي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والمعروف بصفقة “القرن”.
وشدد على تمسك كل لاجئ فلسطيني بحقوقه كاملة وفي مقدمتها حق العودة إلى بلدانهم وبيوتهم ومزارعهم.
وقال “الولايات المتحدة قررت أن تكون في مواجهة مباشرة مع الفلسطينيين، واختارت أن تكون في صف الاحتلال، لكن كل مخططاتها ستتحطم أمام الصمود الفلسطيني”.
وأشار إلى محاولة الولايات المتحدة بتحديد عدد اللاجئين بنصف مليون لاجئ، بالمحاولة الفاشلة، قائلا ” أونروا هي الجهة المختصة بهذا الأمر، ولديها نحو 6 ملايين لاجئ مسجل، ونحن نقول أن نحو مليوني لاجئ فلسطيني في العالم غير مسجلين في سجلات أونروا”.
وتابع “عقارب الساعة لا تعود للخلف”.
بدوره قال عضو اللجنة التنفيذية واصل أبو يوسف، إن “كل المحاولات الأمريكية من بابتزاز وقطع مساعدات لن تجدي نفعا”.
وأضاف “الحقوق لا تقايض لا بالمال ولا بالإملاءات”.
وأشار “أبو يوسف” إلى أن الولايات المتحدة تسعى لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، من خلال المساعدات المالية، الأمر الذي من شأنه خلط الأوراق على الساحة الفلسطينية”.
وعبر عن رفض أي مساعدة أمريكية مشروطة، أو أن تكون بديلا عن دور “أونروا”.
وقال عضو اللجنة التنفيذية إن “فشل الإدارة الأمريكية في تمرير صفقة القرن دفعها للعمل على حل إقليمي، ثم إجراءات أحادية الجانب بعد فشل تمرير المخططات”.
وكشفت القناة العبرية الثانية، السبت الماضي، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتجه مع بداية الشهر المقبل لإعلان خطوات تهدف لإلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
وبحسب القناة، فإن الإدارة ستعتبر أن عدد اللاجئين الفلسطينيين فقط نصف مليون لاجئ، وليس خمسة ملايين كما تقول “أونروا”.
ووفقا للقناة، فإن الإدارة الأميركية الحالية ستتخذ سلسلة إجراءات في هذا الإطار بالإعلان عن وقف تمويل كامل لأونروا في عدد من المناطق، وإيجاد صيغة قانونية جديدة تكفل عدم نقل صفة اللاجئ بالوراثة من الأجداد والآباء إلى الأبناء.
وأشارت القناة إلى أن هذه الخطوات قد تبدأ بالتنفيذ الفعلي الأسبوع المقبل، لافتة إلى أن بعض المسؤولين الإسرائيليين على إطلاع بها وقد وصفوها بأنها “تاريخية”.
وبينت أن هذه الخطوات تستهدف بالمقام الأول “أونروا”، ونقل مسؤولية اللاجئين إلى السلطة الفلسطينية.
وقالت القناة إن ترامب يسعى إلى تغيير المسمى الحالي لـ “أونروا”.
وبحسب القناة، فإن الإدارة الأميركية ستعمل على وقف تمويل المنظمة الأممية في الضفة الغربية بشكل كامل.
وبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين داخل البلاد وخارجها، نحو 5.9 مليون لاجئ، بحسب بيانات إحصائية فلسطينية رسمية.
وينص قرار حق العودة الذي يحمل رقم 194 والذي صدر في 11 كانون الاول/ ديسمبر 1948 عن الجمعية العامة للأمم المتحدة على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والحصول على التعويض.
ومساء الجمعة، كشفت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، أن إدارة الرئيس ترامب، قررت إيقاف مساعدات للفلسطينيين، بأكثر من 200 مليون دولار.