ضابط إسرائيلي يضع خارطة طريق “دامية” للتعامل مع حماس
وضع ضابط إسرائيلي ما قال إنها “خطة عمل ينبغي أن تشكل خارطة طريق إسرائيلية للتعامل مع حماس؛ لأنه يجب ألّا نمنح الحركة فرصة التلاعب بإسرائيل، وقد آن الأوان لترميم الردع الإسرائيلي أمامها عبر الانتقال لخوض حرب جدية ضدها”.
وقال يوني بن مناحيم، الضابط الإسرائيلي السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية “أمان”، إن “ما نشهده اليوم من حراك مصري أممي لتثبيت التهدئة بين حماس وإسرائيل هي جهود هشة، ولن تصمد طويلا؛ لأن ساعة الرمل سوف تتكتك قريبا استعدادا لجولة جديدة من المواجهة بينهما، في ظل امتلاك حماس ترسانة صاروخية لجميع المديات تخفيها في أنفاق تحت الأرض، ولم تنجح حتى اللحظة طائرات سلاح الجو في تدميرها”.
وأكد في مقاله التحليلي على موقع المعهد المقدسي للشؤون العامة، أننا “أمام استراحة زمنية مؤقتة من الاستنزاف المتبادل، ومن ينتصر فيها سيكون له قدرة الصمود، والتغلب على أوجاعه، والتفجيرات الأخيرة لسلاح الجو بمبان فارغة بغزة، لم تسقط قتلى فلسطينيين، ولذلك جاءت ضربات غير مجدية”.
وأوضح بن مناحيم، الخبير بالشؤون الفلسطينية، أن “نتائج الجولة الأخيرة جعلت حماس تفاوض على تهدئة، وهي تشعر أن بيدها ورقة قوة أمام إسرائيل، وتلعب معها لعبة حافة الهاوية، وتجدد دورة المواجهة بأي لحظة تشعر فيها أن إسرائيل ضعيفة، ما يجعل فرصة التوصل لتهدئة طويلة الأمد فارغة المضمون وغير جدية”.
وأضاف أن “مواقف حماس وإسرائيل متباعدة، وفي حين أن الأخيرة مستعدة للعودة لتفاهمات حرب 2014، لكن الحركة تريد العودة للوضع الذي ساد غزة عشية عام 2007، بحيث تكون تهدئة دون قيود يمكن لها إعمار القطاع، وترميم قدراتها العسكرية دون نزعه، ويمكن القول بثقة إن الردع الإسرائيلي أمام حماس فشل، فيما نجح أمام سوريا وإيران، في ظل ما تسمعه الحركة من انتقادات إسرائيلية لأداء الحكومة تجاهها”.
وزعم أنه “آن الأوان أمام إسرائيل لأن تشن حربا ضارية على حماس بعيدا عن الجولات المتقطعة السابقة، بحيث تبدو مستعدة من الناحية العسكرية لأي خيار قد يطلبه المستوى السياسي من الجيش، وتبقي كل الخيارات مفتوحة ومتاحة، دون توفير بطاقة تأمين أمام حماس، وإشعارها أن سلطتها ستكون في خطر إن واصلت عملياتها ضد إسرائيل”.
وفصل الضابط الإسرائيلي الخطوات المطلوبة ضمن خارطة الطريق تجاه حماس بالنقاط التالية:
إعداد الجيش الإسرائيلي لإمكانية إعادة احتلال قطاع غزة، وطرد سلطة حماس كليا منه، كما تم طرد ياسر عرفات ومنظمة التحرير من لبنان إلى تونس عام 1982.
إعداد الجيش للدخول البري لقطاع غزة، بعد عملية جوية قوية واسعة، يتم فيها مهاجمة كل أهداف حماس في القطاع، خلال عدة أيام من أجل تليين الأهداف المرشحة.
تجديد سياسة الاغتيالات ضد قادة حماس والمسؤولين الميدانيين، بالقصف الجوي أو العمليات السرية، دون ترك بصمات إسرائيلية، وقد أكدت مصادر في غزة أن قادة حماس تواروا عن الأنظار.
مواصلة استهداف مطلقي القذائف الصاروخية والطائرات الورقية.
تكثيف الملاحقة الأمنية لنشطاء حماس في الضفة الغربية، عبر الاعتقالات الإدارية وإغلاق المؤسسات، ومصادرة الأموال في الضفة وشرقي القدس.
وأوضح الكاتب أن “كل هذه الخطوات تعني أن يرفع المستوى السياسي كل القيود أمام الجيش للعمل بقوة ضد حماس، وإن تطلبت هذه الحرب التي ستعلنها إسرائيل على حماس إخلاء مستوطني غلاف غزة، وعددهم قرابة ثلاثين ألفا، فيجب القيام بذلك، لمنح الجيش حرية العمل بصورة كاملة، دون خشية من استهدافهم”.
وختم بالقول إن “خارطة الطريق هذه تتطلب من إسرائيل الوصول مع حماس لمرحلة من الإخضاع الكامل، في حين تواصل الحركة مساعيها للتشويش على الإستراتيجية الإسرائيلية”.