القسام يحذر الاحتلال من تكلفة “باهظة ” إذا هاجم غزة
حذرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس؛ الاحتلال من أن ارتكاب أي عمل “غبي” في قطاع غزة، سيكلفه “دمار والما لا يطيقه”.
وقال محرر الشئون العبرية بموقع القسام “إنه يستحسن للعدو ألا ينجرف في إيهام نفسه، فإن أي عملٍ غبيٍ يصدر عنه سيكلفه دمارًا وألمًا لا يطيقه، وسيكون شيئًا لم يعرفه من قبل، سواءً في ماهيته أو في كميته”.
وشدد على أن شعار حماس الثابت أنها “لن تكف حتى تتحقق كل الأهداف، وأن خفض الوتيرة شيئًا ما أحياناً يكون مطلوباً”، مضيفا:” ما دُمنا مغروسين في أرضنا فنحن في نوبة حراسة”.
وفيما يلي نص ما كتبه محرر القسام:
عندما نريد أن نُعرّف كلمة عدو، فإن الصهاينة هم أول من يخطر ببال الطفل الفلسطيني بعفويةٍ وبراءةٍ تامتين، لكنّ هذا ليس موضوعنا.
فالقصد هنا تفسير كلمة عدو، في القاموس العبري يفسرون كلمة عدو على أنه محرّك شر، ذلك الذي نحاربه، وإذا قمنا بترتيب الأمر فإن النتيجة تكون أن العدو هو محرّك الشر الذي علينا من وحي هذا التعريف محاربته ليل نهار، فهو في حالتنا نحن الفلسطينيين ليس إلا المحتل الصهيوني في أرضنا.
لكن العدل هنا يملي علينا استعراض أعمال هذا الاحتلال طيلة السنوات السبعين لوجوده غير الشرعي فوق أرضنا.
وها نحن نستعرض: هو ذبح شعبنا مرات ذواتِ عدد، أجلى قرى ومدناً بأكملها، اغتال، سجن، عذّب، في الواقع لم يترك فظاعةً إلا وجرّبها على شعبنا، ببساطةٍ هبط في هذا المضمار إلى انحطاطٍ لم يبلغه ولا حتى هتلر، مهلاً!! يبدو أنّ حب العدل جرفنا وأنسانا أن هذه هي طبيعة الاحتلال، فهو لا يكفّ عن تحريك وتوجيه الشر ضد أصحاب الأرض الأصليين، الأمر الذي ليس له علاجٌ إلا محاربته وإيقافه عند حده، ودفعه إلى اختيار الخروج عائداً إلى الأماكن التي جاء منها ليحتل بلادنا ويقيم كيانه الغريب، أو أن نُخرجه مرغماً.
لكن ماذا بشأن اتفاقات وقف إطلاق النار؟!
تلك محطاتٌ على الطريق يوجبها الواقع حتى إشعارٍ آخر، وتتغير في اللحظة التي يتغير فيها الواقع، ومع ذلك فإن حماس لا تُخلّ أبداً باتفاق وقّعت عليه، حتى وإن كان مع عدوٍ غادرٍ ووحشي، لكن لا داعي للقلق، فالطرف الآخر بطلٌ تاريخيٌ في نقض العهود.
هذا العدو يقال إنه ذكيٌ ومثابرُ ويقظ، لكن في نفس الوقت هو متعجرفٌ ومُعتدٍ ودينه الانتقام، وهذه الثلاث الأخيرة إضافة إلى كونه مغتصبٌ، سارقٌ، ومحتل تصبح وصفةً انتحاريةً مجربةً تضمنُ له انهياراتٍ ذاتية ستسهل علينا الضربة القاضية ضده.
عندما يكون تنظيم حماس مقاتلٌ لأجل الحرية، تقف مصلحة شعبه في مقدمةِ أولوياته، فإنه حتى مع عدوٍ غادرٍ ووحشي، يستخدم بين الحين والآخر وبحسب الحاجة الوطنية تكتيك “مرة حوار ومرة نار” بينما شعاره الثابت “لن نكف حتى تتحقق كل الأهداف”، فأن نخفض الوتيرة شيئاً ما أحياناً يكون مطلوباً، لكن ما دُمنا مغروسين في أرضنا فنحن في نوبة حراسة.
بالنسبة لسؤال العنوان “متى لا نقاتل العدو؟”، الإجابة: عندما يتوقف عن كونه عدواً ولن يتوقف، فإن العقرب وإن أراد صادقاً أن يتغير وأن يتوقف عن اللدغ، فإن الإبرة في أعلى ذيله تغريه وتعيده إلى طبيعته المتجذرة في كينونته.
لكن: يستحسن للعدو ألا ينجرف في إيهام نفسه، فإن أي عملٍ غبيٍ يصدر عنه سيكلفه دماراً وألماً لا يطيقه، سيكون شيئاً لم يعرفه من قبل سواءً في ماهيته أو في كميته.