اختتام مشروع البرامج الدعوية في الناصرة باحتفال حاشد ومحاضرة للشيخ كمال خطيب
ساهر غزاوي
أختتم في مدينة الناصرة، مساء أمس الثلاثاء، برنامج اللقاءات الدعوية “دروس الأحياء” في حفل كبير حضره المئات من أهالي الناصرة والبلدات المجاورة.
وأقيم الحفل، الذي ينظم للسنة التاسعة على التوالي، في ساحة المجمع الإسلامي في حي “بلال” بالناصرة، وتخللته محاضرة للشيخ كمال خطيب وفقرات إنشاديه وتشريفية.
استهل اللقاء بآيات من القرآن الكريم، تلاها الأخ هاشم أبو أحمد، وتولى فقرة العرافة الشيخ كفاح موعد، الذي رحب بالحضور وأثنى على مشاركتهم الدائمة في السلسلة الدعوية التي تواصلت على مدار شهرين.
وكان المشروع الدعوي السنوي الكبير الذي يقوم عليه شباب مسجد بلال، قد انطلق في تاريخ 26/6/2018 واستمر حتى 31/7/2018 ليتوج أمس الثلاثاء، بحفل ختامي حاشد كما في كل عام، وتضمن المشروع الدعوي لقاءات دعوية في منازل أهالي حي بلال كل يوم ثلاثاء، وألقيت فيها محاضرات إيمانية قدّمها نخبة من المشايخ والدعاة.
ويهدف هذا المشروع الدعوي الذي لاقى اهتماما ملحوظا ومشاركة واسعة من أهل الحي ومن جميع الفئات العمرية، إلى تزاور أهل المسجد والحي مع بعضهم البعض، وتقوية أواصر المحبة والعلاقات الاجتماعية بينهم من خلال زيارة البيوت وإقامة دروس دعوية فيها، بالإضافة إلى زيادة التكاتف والتكافل الاجتماعي فيما بينهم، بحسب القائمين على المشروع.
شمس الإسلام تغيب من جهة لكنها تشرق من أخرى
وألقى الشيخ كمال خطيب في الحفل الختامي، محاضرة تحدث فيها عن أحوال الأمتين العربية والإسلامية والابتلاءات التي تتعرض لها، لكنه في الوقت ذاته بين أنها مرحلة ودورة من دورات التاريخ ولا بد أن تنتهي ويشرق شمس الإسلام والحق والعدالة في ربوع العالمين.
وقال: “في هذا الزمان المتلاطم الأمواج الذي فيه كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “يصبح الحليم حيران” لكن الله أكرمنا بكتاب نسير على هديه وبنبي نقتفي أثره، وما دام بين يدينا هذا السراج المنير وهذا الطريق القويم، كيف لنا أن نتيه وفينا القرآن ونحن على طريق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم”.
واستدرك بالقول: “لكن هذا ليس معناه أن هذه المرحلة ليست صعبة، صعبة وجد صعبة وهي تشكل صورة ومشهد من مشاهد الصراع الأبدي المستمر بين الحق والباطل وبين الخير والشر وبين الهدى والضلال وبين الإيمان والكفر وبين الفضيلة والرذيلة وبين الاستقامة والانحراف، هذه مرحلة من مراحل يومها كان يقال صراع بين الإسلام والكفر وفي الوسط يوجد رمادي وهو المنافق، أما اليوم فقد اختلط الحابل بالنابل وأصبحت الأسماء كثيرة والصراع محتدم، وما أراد الله لنا كمسلمين أن نتفاجأ بهذا الصراع وقد بيّن ذلك في كتابه العزيز”.
وتابع الشيخ كمال: “إن شمس الإسلام تغيب من جهة لكنها تشرق من جهة أخرى”، مستشهدا بأمثلة من التاريخ والمراحل التي مرت على الأمة ونهضتها بعد نكوص وتراجع، مشيرا إلى أن “الامة اليوم تعيش في حالة مخاض لكن بعد هذا المخاض يوجد ميلاد وأعداء الإسلام يدركون ذلك جيدا”.
وتطرق الشيخ خطيب في المحاضرة إلى قانون القومية الذي سنّه الكنيست الإسرائيلي قبل أسابيع، قائلاً: “قانون القومية ويهودية الدولة نابع من حالة ضعف وخوف ورغبة في التشبث بالهوية الدينية، وهذا من مشيئة الله أن يأتي نتنياهو وحكومته ليعلنوا يهودية الدولة ويتحدثوا بشكل واضح عن شكل الصراع وانه ديني وعقائدي وحضاري، وهذا يجعلهم في مواجهة 400 مليون عربي، بل يجعلهم في مواجهة 1700 مليون مسلم، وليس في مواجهة 14 مليون فلسطيني فقط، فكل الأمة العربية والإسلامية تعيش حالة غضب من الممارسات والاستفزازات الاحتلالية لمقدساتها وفي مقدمة هذه المقدسات: القدس والمسجد الأقصى المباركين”.
وختم الشيخ كمال خطيب المحاضرة بالقول: “نحن في مرحلة يظن فيه البعض أن الإسلام مات واندثر، لكنها دورة من دورات التاريخ، والمطلوب منا في هذه مرحلة، الثبات والعزيمة والوفاء، رغم البلبلة والاضطراب والحيرة، ورغم تكالب الأعداء وكثرة السهام وقلة الوفاء والنكوص على الأعقاب والطعن الإسلام من الظهر، فهذه مرحلة لن تطول حتى نرى وعد الله يتحقق”.